الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيها كثير من الناس ، هذا حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا في احاديث عديدة باغتنام الصحة قبل المرض والفراغ قبل الشغل ، وذلك لتحقيق منفعتي الدنيا والآخرة.. والفراغ عند الكبار غيره عند الصغار ، ولكل منهما طرقه في الاستفادة المثلى من وقت فراغه. فمع قدوم اجازة الصيف هاهو العام الدراسي 1428ه ينصرم وآن لذلك الجهد أن يستكين حتى حين ، وليجد كل مجتهد ثمرة جده ، واجتهاده وطبعاً تشكل الاجازة الصيفية متنفساً ومحطة تجديد لطاقات الطلاب والمعلمين ، ولكن نحن هنا بصدد حسابات أسر الطلاب وكيفية اشغال أوقات فراغ ابنائهم فيما ينفعهم فليس الحل أن يتركوهم طوال الوقت في الشارع أو أمام شاشات التلفزيون ، فالشارع ليس هو المكان المناسب لقضاء ذلك الوقت الطويل والذي كانوا يقضونه في دراساتهم ومراجعة واجباتهم كما أن اطالة فترة متابعة الفضائيات لها مضارها الصحية والفكرية عليهم ، كذلك فإن الشارع لايخلو احياناً من النماذج السيئة والالفاظ المبتذلة ، خصوصاً بوجود محلات الألعاب والتي تستقبل من هب ودب من الرواد ، دون رقيب أو حسيب ، ولايسلم مجاوروها من الصخب وايصال كلمات القذف التي يتبادلها البعض من عديمي التربية مع بعضهم ، وقد يمتد اذاهم للسكان المجاورين لهم حتى منتصف الليل.. ولأنه وفي كل مجتمع هناك النافع والضار والسمين والغث ، فكانت فكرة المعسكرات الصيفية البديل الأمثل لذلك الاهدار للوقت ، حيث تقدم للطلاب ماهم بحاجة إليه ابتداءً من المثابرة على حفظ ماتيسر من القرآن الكريم ، وكذلك الحديث الشريف ومن ثم التزود بشتى المعارف والتي تناسب المراحل العمرية لكل طالب ، ثم هناك النشاط الرياضي ويشمل العاباً عدة منها كرة القدم ، والركض ، والعاب اللياقة البدنية، وهناك المسابقات العلمية والثقافية ، وهذا كله والحمدلله على فضله ، يبدأ من المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والتي عليها وزارة الاوقاف ومكاتبها بالمحافظات فنأمل أن يبدأوا بالتوجيه للأخوة الابناء العاملين في مدارس التحفيظ باستقبال الطلاب ، وتنظيمهم وأن يمدوهم بالامكانات اللازمة لتحقيق المنفعة المرجوة ، حيث سيجد الطلاب في اجازتهم الصيفية ثمرةً طيبة تبقى معهم طوال عامهم الدراسي القادم ، وتجعلهم في شوق للاجازة التي تعقبه ليس رغبة في الفراغ الذي يتاح لهم فيه ولكن شوقاً ورغبةً في الالتحاق بالمعسكرات الصيفية ، واكتساب المزيد من المعارف والمنافع والمهارات البدنية.. واختم هذه الاشارة ببيت من الشعر يشير فيه قائله إلى ضرر الفراغ ، وفائدة الشغل في جلب المنفعة: ما أجمل الشغل في تدبير منفعةً أهل الفراغ ذو خوضٍ وارجاف