الحديدة / مصطفى بدير .. هناك حكايات عجيبة وغريبة عن أوضاع ثلاجات حفظ جثث الموتى في المستشفيات الحكومية بالحديدة يكاد الإنسان لا يصدقها ولكن هي في الأمر تبقى حقيقة واقعية .. حيث هناك ثلاجات لحفظ جثث الموتى بالمحافظة بين قديمة وجديدة موزعة ومناصفة بين مستشفى العلفي ومستشفى الثورة وسعة كل منها محدودة .. وجثث الموتى تتراكم وتستمر بعضها لسنوات بانتظار اجراءات الدفن من النيابة وبقية الجهات الى أجل غير مسمى فالوضع لا يطاق .. وجثث الموتى تستصرخهم (كرامة الميت دفنه) . هنا تقع حقيقة هذا الوضع بين يدي القائمين عليها في الجهات الرسمية سواء منها الأمنية أم القضائية..ونتمنى أن تلاقي المشكلة حلولاً عملية وعاجلة. عن هذه الأوضاع التي آلت إليها جثث الموتى في هذه المستشفيات التقت الصحيفة الدكتور/ يحيى الذماري مدير عام مستشفى العلفي والذي تحدث عن ذلك قائلا:ً انهيار مبنى الثلاجة قبل استكماله في البداية اشكر صحيفة الجمهورية في تسليط الضوء حول هذه القضية التي تؤرقنا كثيراً وأحب التوضيح أنه توجد اثنتان من ثلاجات حفظ الموتى واحدة قديمة جداً والأخرى جديدة لها سنة تقريباً وحجم سعتها محدودة .. تتسع لعدد ست من الجثث وعندما تسلمنا هذه الثلاجة كنا بحاجة الى غرفة خاصة لوضع الثلاجة الجديدة فيها.. ولعدم وجود الامكانيات المتوفرة لدينا لم نستطع تنفيذ هذه الغرفة سواء الجهات المسئولة بالوزارة فكانت هناك مبادرة رئيس النيابة أن نستعين بطلبنا بفاعلي الخير للقيام بهذه المهمة بعد أن شاهد الحالات والوضع .. فاستجاب فاعلو الخير لتنفيذ هذه الغرفة الخاصة على نفقتهم وتم احضار مقاول من قبلهم لتنفيذها حيث بلغت التكلفة (1.500.000) ريال. تحطم الثلاجة الجديدة ويستطرد مدير المستشفى قائلاً: إلا أنه في أواخر شهر يونيو الماضي وتحديداً في 24/6/2007م واثناء الصبّيات لسقف الغرفة حدث وأن انهار السقف بكامله على الثلاجة الموجودة داخله وهي الثلاجة الجديدة مما أدى إلى تحطم الثلاجة وكان بداخلها اربع جثث من الموتى بعضها من العام الماضي فتم نقل الجثث لثلاجة مستشفى الثورة .. هذه الثلاجة الجديدة التي تحطمت جراء انهيار سقف المبنى كان قد حصل عليها المستشفى قبل عام من وزارة الصحة من معونة يابانية لبلادنا تصل قيمتها الاجمالية حوالي 13 مليون ريال. ثلاجة واحدة قديمة يضيف مدير المستشفى بقوله : أمام هذا الوضع لم يتبقَ للمستشفى سواء ثلاجة واحدة فقط وهي قديمة جداً وتتسع لعدد ست حالات في حين أن الجثث الموجودة بداخلها حالياً ثلاثون جثة بعضها من سنوات تنتظر اجراءات الدفن لدى الجهات القضائية والأمنية ، وهذا وضع لا يطاق فكيف يمكن ان نقبل جثثاً لحالات جديدة في حين كانت قد وصلت ثمان جثث للمستشفى الثلاثاء قبل الماضي بعد انهيار المبنى وتحطم الثلاجة الجديدة بيومين ولم نجد لها مكاناً مما اضطررنا إلى تحويلها الى ثلاجة مستشفى الثورة والتي هي الأخرى تعاني من ازدحام جثث الموتى. لابد من المعالجة نحن نطالب الجهات المسئولة بسرعة التحرك لمعالجة هذا الوضع القائم والذي لا يمكن قبوله شرعاً وقانوناً وذلك باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لدفن الجثث الموجودة في ثلاجة المستشفى والعمل على تزويد المستشفيات بكمية كافية من الثلاجات لحفظ جثث الموتى بطريقة صحيحة وسليمة بدلاً من الحالة الموجودة حالياً .. ونشدد هنا على الجهات الرسمية بضرورة تحديد فترة زمنية معينة لبقاء الجثة بثلاجة المستشفى ليتسنى لنا بعد ذلك اتخاذ اجراءات عملية الدفن أولاً بأول لأن كرامة الميت دفنه. المشكلة قائمة مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة دكتور/ أحمد علي بورجي .. من جانبه أوضح حول هذه المشكلة حيث قال : - في الحقيقة هناك توسع في عدد ثلاجات المستشفيات ولكن تبقى مع ذلك المشكلة قائمة لدينا .. وهو أن كثيراً من المواطنين الذين يتنازعون في قضايا تؤدي بعضها الى القتل لا يقومون بدفن موتاهم بسهولة ويتركون المتوفى داخل ثلاجة المستشفى سنة أو سنتين وأكثر من ذلك يكون التأخير نتيجة اجراءات النيابة وبالتالي تصبح ثلاجات المستشفيات كأنها عبارة عن مستودعات لهذه الجثث وليس ثلاجات لحفظ جثث الموتى لفترة معينة بسيطة حتى يمكن التعرف عليهم واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة للدفن ونحن نتمنى من الاخوة في الجهات القضائية والأمنية أن يسارعوا للبت في قضايا الناس حتى لا تصبح مستشفياتنا ضحية لهذه المشاكل والنزاعات وتبقى جثث الموتى بانتظار اجراءات الدفن.
