(1) رسمته بيتاً كبيراً، نوافذ واسعة، سوره عال، يطل على شوارع أمامية تبرق كساكنيها. - لماذا؟؟ سألتها المعلمة بعد أن طلبت من الجميع رسم ما يتمنونه. تضربني أمي عند عودتي. ثيابي متسخة، أمقته.. أمقته شارعنا الخلفي المترب. (2) أنزلت اللوحة التي رسمتها يوماً. وعلقتها على جدار حجرتها، أنزلت السور العالي، جعلت نوافذ البيت الكبير مطلة على الشارع الأمامي الواسع النظيف. - لماذا؟؟ سألتها صديقتها. - تفتحت براعمي، حرمت من رؤيته أو اللعب فيه. شارعنا الخلفي المترب. افتقده (3) تأملتها. اللوحة المعلقة على جدار حجرتها، أنزلتها ثانية. أعادت رسم سور الحديقة المطلة على الشارع الأمامي الواسع النظيف. وجذرت بأرضيتها مرجحية لها مقعدين خاليين. - لماذا؟؟ سألها. - لأكمل الحلم الأمنية. رسمه ممكن وتحقيقه كإزالة تراب شارعنا الخلفي مستحيل. (4) ودعتها اللوحة المعلقة على جدار حجرتها، البيت ذو السور العالي، المطل على الشارع الواسع النظيف، أحرقتها، أشعرها اللهب المتصاعد بنشوة؛ جعلتها تبتلع دخانها، وتنثر رمادها الدافئ أمامها، وهي تخطو باتجاه الباب، فتحته لصغيرتها، أنبتها على اتساخ ثوبها. جرت الصغيرة من أمامها وهي تردد "أمقته.. أمقته. شارعنا الخلفي المترب".