الحاكم اليمني النازح الذي عجز عن تحرير أرضه لم ولن يوفر الخدمات لأرض غيره    الأحزاب اليمنية حائرة حول القضية الجنوبية.. هل هي جزئية أم أساسية    العليمي يعمل بمنهجية ووفق استراتيجية واضحة المعالم لمن يريد ان يعترف بهذه الحقيقة.    هل ستُصبح العملة الوطنية حطامًا؟ مخاوف من تخطي الدولار حاجز 5010 ريال يمني!    في ذكرى عيد الوحدة.. البرنامج السعودي لإعمال اليمن يضع حجر الأساس لمشروع مستشفى بمحافظة أبين    حدادا على شهيد الريح : 5 أيام في طهران و7 في صنعاء !!    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    الرئيس رشاد العليمي: الوحدة لدى المليشيات الحوثية مجرد شعار يخفي نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة    رئيس إصلاح المهرة: الوحدة منجز تاريخي ومؤتمر الحوار الوطني أنصف القضية الجنوبية    قيادي إصلاحي: الوحدة اليمنية نضال مشرق    الرئيس العليمي يبشر بحلول جذرية لمشكلة الكهرباء    الرئيس العليمي : قواتنا جاهزة لردع اي مغامرة عدائية حوثية    "العدالة تنتصر.. حضرموت تنفذ حكم القصاص في قاتل وتُرسل رسالة قوية للمجرمين"    "دمت تختنق" صرخة أهالي مدينة يهددها مكب النفايات بالموت البطيء!    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    خبير جودة يختفي بعد بلاغ فساد: الحوثيون يشنون حربًا على المبلغين؟    إيقاد الشعلة في تعز احتفالا بالعيد الوطني 22 مايو المجيد والألعاب النارية تزين سماء المدينة    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    الونسو: اتالانتا يشكل تهديدا كبيرا    أبين.. منتخب الشباب يتعادل مع نادي "الحضن" في معسكره الإعدادي بمدينة لودر    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار سلاح اليمن في مواجهة التطرف والإرهاب


وزير الأوقاف - رئيس لجنة الحوار:
العالم أشاد بنجاح اليمن في محاربة الإرهاب عن طريق الحوار
نقدم مساعدات للشباب المُغرَّر بهم وإيجاد فرص عمل لهم وحل مشاكلهم الخاصة
البعض يتفقه من مصادر غير آمنة فيكون فريسة للغلو والتطرف
من شملهم الحوار لم يعد أي منهم إلى ارتكاب فعل مخالف للقانون
أكد القاضي/ حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد، رئيس لجنة الحوار أن اليمن نجت من كثير من الأهوال والمحن ومن العديد من الأزمات والمخاطر الكبيرة وذلك حين اعتمدت القيادة السياسية الحكيمة «الحوار» منهجاً وتوجهاً وسلاحاً في مواجهة تلك التحديات التي شهدتها بلادنا خلال العقد الماضي، وبفضل الحوار الذي انتهجه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، حقق اليمن نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وما تشهده بلادنا من أمن واستقرار أكبر دليل على نجاح مبدأ الحوار.
وأضاف في حوار مع الجمهورية أن عملية الحوار كانت ناجحة إلى حد كبير وأن من يشككون في نجاحها إنما يستهدفون أمن اليمن واستقراره.
حصيلة مفردات وتفاصيل ذلك نستعرضها في الأسطر التالية :
بداية الأخ الوزير لو تحدثنا عن تجربة بلادنا في مكافحة الإرهاب .. إلى جانب ما حققته من نجاحات في هذا المجال ؟
المحللون السياسيون والأمنيون والمهتمون بمكافحة الإرهاب يقولون ويؤكدون أن اليمن حققت نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب عن طريق الحوار .. بما في ذلك التقارير الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية وعن العديد من مراكز الأبحاث والدراسات في الغرب وفي الكثير من البلدان العربية وكل هذه التقارير تشهد على صحة ونجاح التوجه الذي انتهجه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، في حل مشكلة الإرهاب حيث جعل الحوار سلاحاً أولياً في مواجهة هذه المشكلة.
وما حققته اليمن من أمن واستقرار خلال السنوات الماضية لهو أكبر دليل على نجاح مبدأ الحوار .. وإذا ما استثنينا الحادث الأخير في مأرب والحادث الذي سبقه قبيل الانتخابات الرئاسية .. فإن اليمن لم تشهد أي حادث إرهابي يذكر منذ نهاية عام 2002م .. حيث كان الكثيرون يتوقعون أن تحدث أكبر العمليات الإرهابية في اليمن ولكن بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة لبلادنا كانت اليمن من أقل البلدان التي تتعرض لحوادث إرهابية.
تشخيص المشكلات
خلال عملية الحوار هل استطعتم تحديد الإطار العام للأسباب التي دفعت بأولئك نحو التطرف ..؟
بداية عملية الحوار استلزمت تشخيصاً للمشكلات الفكرية التي يعاني منها أولئك الشباب ومن ثم جدولة تلك المشكلات وتحديد المرجعية التي يتم الرجوع إليها عند الخلاف وإتاحة الفرصة لطرفي الحوار لبحث المواضيع التي تمت جدولتها .. ومن ثم جاءت عملية الحوار التي استندت إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ولم تفرض عليهم اشتراطات ولكن استجابوا لقول المولى عز وجل ولقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. وهم ملتزمون بما انتهت إليه النتائج.
وبالتأكيد هناك تشخيص لأسباب الأفكار المتطرفة ليس في اليمن فحسب بل في العالم الإسلامي كله منها ما يعود إلى الإلمام ببعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية دون الإلمام بالبعض الآخر .. ومنها ما يعود إلى عدم الإلمام بقواعد استنباط الأحكام التشريعية من أدلتها التفصيلية أو ما يطلق عليه بعلم أصول الفقه .. ومنها ما يعود إلى عدم فهم الواقع الذي يعيشونه أو يريدون تطبيق الأحكام عليه .. ومنها مايعود إلى التعبئة التي تمت خلال فترة الحرب الباردة وتحديداً في زمن المواجهة بين المعسكرين الشرقي والغربي ومواجهة الاتحاد السوفيتي الذي كان محتلاً للأراضي الافغانية وما ترتب على ذلك من تغلب النزعة العدوانية على الأخلاقية.
تعبئة وسوء فهم
ومن تلك الأسباب أيضاً ما يرجع إلى التعبئة الخاطئة التي حدثت من قبل بعض الأشخاص نتيجة سوء فهمهم للإسلام أو بغية تحقيق مكاسب شخصية على حساب الإسلام والمسلمين ومنها ما يعود إلى ضعف المقررات الدينية في المناهج الرسمية وما يترتب على ذلك من عدم إلمام الطلاب بكثير من أحكام الإسلام ، ووجود رغبة لدى بعضهم في التفقه في الدين وربما اتجه البعض إلى مناهل غير آمنة فكانت سبباً في غرس مفاهيم متطرفة في عقولهم .. ومنها ما يعود إلى ضيق مساحة الحرية في بعض البلدان العربية والإسلامية وما ترتب على ذلك من تهميش أو اقصاء للأشخاص أو الجماعات التي تحمل توجهات دينية وما تلى ذلك من رد فعل مترتب عليه ، ومنها ما يعود إلى السياسات التي انتهجتها الحكومات الغربية إزاء القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين .. وغير ذلك من الأسباب التي لا تقتصر على الشباب الذين أجرينا معهم الحوار في اليمن بل تشمل الشباب الذين التقينا معهم في بلدان أخرى أو تأثروا بتلك الأفكار تباعاً.
ضمانات نجاح الحوار
هل لديكم برنامج لتتبع نتائج عملية الحوار والتأكد من عدم انحراف المحاورين وعودتهم إلى التطرف مرة أخرى ..؟
بالتأكيد هناك برنامج لتتبع النتائج في عملية الحوار التي تشمل شقين .. الشق الأول يرتكز على مقومات الحوار ومواضيع الحوار ونتائج الحوار ، والشق الثاني يتعلق بالرعاية اللاحقة لعملية الحوار وما استلزمت من رقابتين فكرية وأمنية .. ورقابة فكرية من خلال بعض أعضاء لجنة الحوار والعلماء المعروفين بالوسطية والاعتدال في المحافظات من خلال الندوات واللقاءات والنقاشات لتفتيت المفاهيم الخاطئة ومراجعة بعض الأفكار .. والرقابة الأمنية عن طريق الجهات الأمنية وهم أدرى بكيفية ممارستها.
هذا بالإضافة إلى عملية إدماجهم في المجتمع وهذه نعتبرها من أهم ضمانات نجاح الحوار من خلال مساعدة أولئك الشباب على إدماجهم في المجتمع وإيجاد فرص عمل لهم وإعادة من كان لديه عمل إلى وظيفته السابقة ومن لم تكن لديه فرصة عمل سابقة يتم البحث عن فرصة عمل جديدة له أو اعطائه منحة مالية كقرض أو مساعدة ليتمكن من ايجاد وسيلة للعيش .. إضافة إلى حل بعض المشكلات الخاصة بهم سواء كانت على مستوى الأسرة أم على أي مستوى يتعلق بذلك وهي كانت من أهم نجاح عملية الحوار.
ولعلنا نلاحظ أيضاً أن الإعلام الرسمي في اليمن سلك مسلكاً تربوياً تجاههم حيث لم يطلق على هؤلاء إرهابيين أو متطرفين أو خوارج أو كذا .. ولكن على اعتبار أن هؤلاء لديهم مفاهيم مخالفة لما جرت عليه الأمور .. وأقسى وصف لهم أن هؤلاء مغرر بهم على خلاف ما اتبعته بعض وسائل الإعلام العربية من توصيف أو تخوين لهم ، وبالتالي فإن مسلك الإعلام الرسمي اليمني أتاح الفرصة لهم للعودة والاندماج.
تشكيك مغرض
لكن هناك من يشكك في نجاح عملية الحوار ونتائجه بالقول إن عدداً ممن شملهم الحوار عادوا إلى تطرفهم .. فما قولكم ؟
من شملهم الحوار واقتنعوا بنتائجه وتم الافراج عنهم لم يعد أي منهم إلى ارتكاب أي فعل يعد مخالفاً للقانون أو يمثل إرهاباً على الإطلاق .. حيث لم يثبت حتى الآن أن أياً منهم قد شارك في أية عملية إرهابية .. وهم ملتزمون بنتائج الحوار ولم يحدث أي شيء من قبلهم يخالف النتائج.
وما أحب أن أقوله إن عملية الحوار كانت ناجحة إلى حد كبير وعملية التشكيك في تلك النجاحات إنما تستهدف في الحقيقة أمن اليمن واستقراره فلم يثبت أن أياً من أولئك الذين شملهم الحوار قد ارتكب عملاً يخالف نتائج الحوار حتى الآن.
تنشئة وسطية
برأيكم كيف يمكن تنشئة الشباب وتدريبهم على اعتماد أسلوب التفكير المنهجي العقلاني بحيث يستطيعون بأنفسهم تقييم الأفكار وتمييزها وقياسها ومعرفة الغث والسمين .. وهذا باعتقادي أجدى من عملية الحوار اللاحق إذا اسقطنا على ذلك مبدأ «الوقاية خير من العلاج..؟
أولاً يجب أن نكرس منهج الوسطية في مقرراتنا الدراسية بشكل عام وأن نجعل الحوار مادة أساسية في التعليم حتى يعم الحوار في المدرسة والبيت والشارع والمجتمع بشكل عام.
هناك مفاهيم خاطئة لدى كثير من الأسر في التعامل مع أبنائهم .. لا يتيحون لهم فرصة للتفكير أو إبداء الرأي أو النقد .. والأصل أن الحياة في الإسلام مبنية على الحوار ، فالحوار يجب أن يكون بين الطالب والأستاذ، بين الأب وأبنائه وبين الأخ وأخيه، بين الجار وجاره ، بين المدير والموظف.
يجب أن يكون الحوار أول شيء في حياة الإنسان قال تعالى : «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعلم مالا تعلمون ، وعلم آدم الأسماء كلها» ....والخ (الآيات) .
ومن هنا نستدل على أن الحوار أول شيء في حياة الإنسان ، فإذا انعدم الحوار وغاب التفاهم اختل التوازن وحلت القوة محل التعبير عن الرأي.
توجيه المنبر
بعد تسلمكم وزارة الأوقاف والإرشاد ما رؤيتكم أو ما برنامجكم فيما يخص الارشاد الديني الذي يستلزم منكم توجيهه نحو تكريس مبدأ الوسطية والاعتدال ..؟
نحن معنيون بتجسيد برنامج فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح من خلال ما تضمنته مصفوفة الحكومة لتنفيذه ، وتنفيذ ما يمليه علينا الدستور والقوانين النافذة من إعداد الخطباء والمرشدين وإحياء رسالة المسجد حتى يكون التواصل على أكمل وجه وأحسن حال .. ولن يكون كذلك إلا إذا تجسدت مفاهيم الإسلام الصحيحة من على المنبر .. فلا يزال المنبر هو الموجه الأول في حياة الناس ولذلك يجب على الخطيب أن يلتزم بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأن يلتزم بقول الله تبارك وتعالى :
«ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن» وقوله تبارك وتعالى : «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» ويجب على الخطيب أن يشعر أن المساجد لله جميعا وأن الخطباء للناس جميعاً وبالتالي يجب أن يوجهوا خطابهم إلى الناس جميعاً وأن يبتعدوا عن الآراء والقناعات الشخصية وأن يرتقوا إلى مستوى المنبر الذي يعتلونه وأن يكون خطابهم خطاباً موحداً لله وأن يبتعدوا عن الآراء التي تمثل هموماً أو تطرفاً أو آراء لم تكن تمسهم إجماعاً ، فلا مجال للقناعات الشخصية في المنبر بل يجب أن يلتزم الخطيب نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.
دورات تشمل عموم المحافظات
وهناك دورات للخطباء والمرشدين ستشمل كل محافظات الجمهورية ، وقد عقدنا في منتصف شهر مايو الماضي دورة لمشرفي الارشاد في محافظة إب عقدت تزامناً مع الاحتفالات بعيد الوحدة اليمنية المباركة.
وهذه الدورة تمثل أساساً يمكن الانطلاق من خلاله الى برنامج أوسع .. ونحن الآن بصدد إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالخطباء والمرشدين وأئمة المساجد والتي ستشمل كافة المعلومات والبيانات الشخصية عنهم وما يحفظونه من آيات وسور القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية ومؤهلاتهم ومستوى وعيهم وطريقة القائهم ، والمصادر والمراجع التي يعتمدون عليها في إعداد الخطبة مثلاً .
برامج إرشادية
هذا فيما يخص الخطابة لكن هناك برامج إرشادية أخرى بحاجة إلى توجيه .. فماذا عنها ..؟
هناك برنامج إرشادي دشناه من خلال المراكز الصيفية التنشيطية لتعليم الواجبات الدينية ، وهذا البرنامج بدأناه بتدشين فخامة الأخ الرئيس لنشاط المراكز الصيفية.
ولنا أيضاً مركز توعية متخصصة فهناك مراكز لتحفيظ القرآن الكريم في العديد من محافظات الجمهورية ومناهجنا فيها واضحة تتمثل في تحفيظ وتلقين تلاوة القرآن الكريم وكذلك حفظ وشرح أحاديث الأربعين النووية وأيضاً تدريس مقررات من كتاب «فقه العبادات والمعاملات» الذي ألفه مجموعة من العلماء المتخصصين وهو كتاب ملتزم بالمنهجية الوسطية .. بالإضافة إلى غرس الثقافة الوطنية المتمثلة بمحاضرات من كتاب «المنطلقات الفكرية للثورة اليمنية» للشهيد محمد محمود الزبيري وأيضاً محاضرات من كتاب «اليمن مهد الحضارة» للقاضي الشماحي وكذا من كتاب «الثقافة الإسلامية» وغيرها مما تضمنه منهجنا وفيه الكثير من المفاهيم الوسطية في القضايا الكبرى التي كانت ومازالت محل اهتمام العلماء والباحثين والمفكرين قديماً وحديثاً مسلمين وغير مسلمين.
وهذه المصفوفة نتمنى أن تتحقق نتائجها على أحسن وأكمل وجه وهناك أيضاً في إطار خطة الوزارة لتنفيذ برنامج فخامة الأخ الرئيس ، نحن نسعى إلى إنشاء كلية معاذ بن جبل للعلوم الشرعية التي ستقام إلى جوار مسجد الجند ، وسيكون لهذه الكلية شأن لأنها ستأخذ مناهج الأزهر الشريف وتعمل على تطبيقها وسنستعين بعدد من أصحاب الفضيلة علماء الأزهر الشريف في عملية التدريس لتكريس الوسطية والإعتدال وتحقيق ما نطمح إليه جميعاً من فهم صحيح للإسلام.
التباس
هناك لبس عند البعض حول مفهوم الجهاد .. إذ يحصرونه في الأعمال القتالية .. بينما كما تعرفون أن مفهومه الحقيقي واسع .. ونود من خلالكم توضيح هذا الأمر ..؟
الجهاد لا يقتصر على الجهاد القتالي فحسب بل هناك جهاد النفس وهناك جهاد الكلمة وهناك الجهاد بالعمل .. والجهاد القتالي في الحقيقة لم يشرع إلا في السنة الثانية من الهجرة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى سبيل ربه بالكلمة طوال فترة دعوته.. والجهاد القتالي شرع للدفاع عن الدعوة «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير».
والجهاد القتالي لايكون إلا دفعاً لاعتداء ورفعاً لظلم ، والجهاد القتالي ليس وسيلة من وسائل الدعوة أو نشر الإسلام على الإطلاق ، كما أن للجهاد أحكاماً كثيرة في الإسلام ينبغي التقيد بها لأنه عبادة.
جرم واعتداء وليس جهاداً
وإذا كان عبادة فإن الله لا يقبله إلا إذا أتاه الإنسان وفقاً لما يريده الله تبارك وتعالى ، ولقد أجمع الفقهاء بأن أمر الجهاد القتالي موكول إلى ولي الأمر ولايجوز لأحد من الأشخاص أن يجاهد بالقتال من تلقاء نفسه ولا يجوز له أن يقوم بأي عمل من الأعمال التي قد تمثل إرهاباً في هذا العصر ، فالعمليات التي حدثت هذه لا تعد جهاداً وإنما تعتبرها الشريعة الإسلامية إعتداءً وظلماً وجريمة من الجرائم التي يعاقب مرتكبوها لأنها طالت دماء أبرياء .. ولا يجوز لأحد الاعتداء على أحد بأي حال من الأحوال.
ولأن الأصل في الإسلام نشر الفضيلة ، واختلاف الدين لايدع مبرراً لقتل إنسان مهما يكن دينه مالم يكن محارباً ومقاتلاً في ساحة الحرب ، بل إن الله أمرنا بالاحسان إلى غير المسلمين مالم يقاتلوا.. فالله تبارك وتعالى يقول : «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» وهناك (124) آية في القرآن الكريم تدعونا إلى الإحسان إلى غير المسلمين و آية واحدة تجيز لنا قتالهم في حال إعتدائهم علينا.
الحفاظ على الاستقرار
ونؤكد للشباب أن اهتمامهم بأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم والفهم الصحيح للإسلام والتزود بالفنون والمهارات اللازمة لتطوير وطنهم والعمل من أجل مصلحتهم ومصلحة أسرهم ومصلحة مجتمعهم يعد جهاداً في سبيل الله عز وجل لمن أخلصوا النية لله والتزموا أوامر الشرع الحكيم وسينالون ثوابهم من الله عز وجل.
إن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن يعد من أفضل الأعمال عند الله عز وجل.
دعوة إلى الموضوعية
كلمة أخيرة تود قولها في هذا اللقاء ؟
نشكر صحيفة الجمهورية على تفاعلها الدائم مع القضايا الوطنية .. وأحب أن أدعو وسائل الإعلام بشكل عام إلى تحري الصدق والموضوعية ، كما أدعو المسئولين إلى التعامل بشفافية مع وسائل الإعلام حتى تحصل على المعلومات الصحيحة وتقدمها إلى الرأي العام بطريقة صحيحة وصادقة لتكون رأياً عاماً يخدم الوطن بشكل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.