- د/عادل الشجاع - القات يعطّل التفكير ويوهم الشباب بحلول كاذبة - أحمد جابر عفيف - جلسات القات تأزم العلاقات بين الناس لعدم الثقة بنتائجها ناقش منتدى الحوار الشبابي الذي تنظمه مؤسسة العفيف الثقافية »دور الشباب في مواجهة أضرار القات« بدأ الجلسة الدكتور/ عادل الشجاع الحوار بالقول : يواجه اليمن كثيراً من الظواهر الخطيرة منها ظاهرة تناول القات تخزينه لساعات طويلة ، وما يمثله من هدر كبير لكثير من الطاقات والإمكانات.. هي من أكبر وأعظم الظواهر الخطيرة التي ترمي بثقلها على الحاضر والمستقبل !. لقد عطّّل القات في بلادنا الحياة تماماً ، مضيفاً بأن التفكير يكاد يكون معدوماً لدى المواطن اليمني ولدى المسؤول على حدٍ سواء.. قدرتنا على التفكير معطلة والسبب القات كما أكدت دراستنا وابحاثنا في هذا المجال. يأتي بعد ذلك الفهم وهي مهمة جداً ، فعندما ندرس أي مادة علمية فالطالب يحفظها ولكنه لايفهمها ، والسبب أنه لايمارسها واقعياً. نقطة اللاتفاهم يتوصل بعد ذلك الدكتور الشجاع إلى معادلة.. التفكير غائب.. الفهم غائب.. كل هذا يؤدي إلى نقطة اللاتفاهم التي نجيدها بامتياز. نديم أحد المشاركين في الجلسة قال : القات يعطّل القدرة على التفكير على حد قول الدكتور عادل ، ولكن المخزن يتحدث عن الساعة السليمانية للتفكير.. فالشاب المخزن يفكّر لساعات يزعم خلالها ايجاد الحلول لكل مشاكل العالم وبعدها ينكشف له الأمر ويدرك مدى الوهم الذي عاشه لمدة ساعة أو أكثر. أحلام شابة مشاركة تقول : بالنسبة للفتيات أرى بأن القات ليس منتشراً في أوساطهن بالقدر الذي هو منتشر في أوساط الشبان.. والسبب برأيي هو الفراغ الذي يعاني منه الشاب بحيث يلجأ إلى القات وهذا أمر طبيعي في نظري ! فقد لايدرك الشباب أهمية الوقت ، وفي هذه الحالة يجب الولوج إلى الشباب عبر توعيتهم بأهمية الوقت ، وكيفية الاستغلال الأمثل له بما يؤدي إلى الرقي والتقدم. النساء في أسواق القات صباح بدري بكير مندوبة منظمة »نسيج« الشبابية لاتتفق مع وجهة نظر احلام مضيفة بأن هناك مؤشراً خطيراً جداً ، وهو أن النساء متجهات نحو سوق القات وبنسبة %43 يجب أن نكون واقعيين.. نريد أن نناقش أوضاعنا من فوق الطاولة وليس من تحتها .. للأسف الشديد كنا نجهل هذه المواضيع بشكل كبير «أني مخزنة» هذه كارثة فعلاً ولكن ثمة أسباب أجبرتني على ذلك منذ وقت مبكر وبالذات منذ الصف الثالث الإعدادي. الدكتور عادل الشجاع »المشكة أننا أمة لانطلّع.. لانقرأ ، فالمجتمع الغربي يقوم بدراسات عن اليمن وهاهو يدق نواقيس الخطر ، اليمن قادمة على موجة جفاف خطير سيؤدي إلى هجرة حتمية مثيلة بهجرة تهدم سد مأرب.. بفارق أننا لن نستطيع أن نهاجر اليوم ، وسنموت داخل هذه الأرض شئنا أم أبينا ، ومن يستطيع أن يعبر عباب البحر سيكون مصيره شبيهاً بمصير إخواننا في الصومال. تخزينة عبثية وأخرى منتجة !! ثمة من يقول بأنه يمكن أن يكون هناك تخزينة عبثية وأخرى منتجة.. أنا أسأل هل التخزينة المنتجة انتجت لنا ناقداً أدبياً عظيماً ، أو عالماً جليلاً قارئاً في علم اللاهوت ، أو طبيباً عظيماً ، أو مهندساً كبيراً أو.... أو..... الخ ؟؟ أين هذه الأسماء ؟ نحن لانجد واحداً من اليمنيين على شاشة التلفزة حتى يقوم بتحليل سياسي إذاً نحن مغيبون، والقات ببساطة ليس بمنتج !! طرح الأستاذ عبدالله الحيفي تساؤلاً حول صحة الأفكار التي تروج بأن القات يساعد على التخفيض من أعراض أمراض كثيرة ، مثل السمنة السكري .. الخ كيف يتعامل الشباب مع مثل هذه المعلومات؟ الدكتور عادل الشجاع أجاب : في الحقيقة نحن بحاجة أولاً إلى وعي.. بحاجة إلى تثقيف .. الثقافة هي المخرج الوحيد لجعل الشاب يفهم الحياة من حوله ، ليدرك ما الذي ينبغي عليه أن يقوم به ؟ الشباب هم الحاضر والمستقبل ، وبالتالي نحن عندما نفقد هذه الطاقات العظيمة طاقات الشباب فإننا نفقد المستقبل تماماً. بالنسبة لهذه الأفكار هي في حقيقة الأمر تجد لها رواجاً عندما لايوجد الوعي ، ومتى وجد الوعي لدى فئة الشباب فإنه لايمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه المقولات. البدائل كإحدى حجج المخزنين الشابة »أحلام« تقول: كثير من الشباب يقولون بأنهم يبحثون عن البديل المناسب فلا يجدوه ويبقى القات هو سبيلهم الوحيد للقضاء على أوقات الفراغ ، نحن نلاحظ عند انعقاد ورشات عمل يتجه كثير من الشباب إليها ، وهي هنا بمثابة البديل ، وفي حالة غيابها يعودون إلى سابق عهدهم. الدكتور عادل الشجاع رد: مسألة البدائل ليست الدولة معنية بتوفيرها ، فالدولة نتاج لهذا الواقع والمجتمع ، وليس لديها أسواق مالية وبورصة.. بورصتها الأساسية هي العقارات .. لذا فالدولة لايمكن أن تنتج بدائل في الوضع الراهن وإن انتظرنا البدائل منها فلايمكن أن تتحقق. من الذي يخلق البدائل؟ البديل يخلقه الشاب نفسه.. هذا الشاب.. في مرحلة الحيوية مرحلة الطموح الشاب في هذا السن لديه القدرة على المبادرة والمغامرة ، أنا ليس بمقدوري أن أغامر في هذا السن ، بعكس الشاب هو من بإمكانه أن يخوض كثيراً من المغامرات. الشاب ينبغي أن يكون لديه تطلّع.. يتطلع لماذا ؟ ماذا يريد أن يكون بالمستقبل ؟ فعدنما يفكر ويقرر ماذا يريد أن يكون في المستقبل ، يستطيع عند ذلك أن يخلق البديل لنفسه ولن ينتظره من الآخرين يجب على الشاب ألاّ يعيش في الثقافة السكوتية ليصحو متأخراً للبحث عن البدائل التي كان بإمكانه أن يصنعها منذ وقت مبكر. أهمية نوعية البديل.. أنا لا أريد البديل في أن يذهب الشاب إلى النادي ، ويقعد هناك.. لأننا في هذه الحالة لم نحل المشكلة.. البديل الحقيقي في استثمار طاقة الشباب نفسه.. حيث تتحول إلى طاقة منتجة.. طاقة مبدعة.. طاقة خلاّقة.. فإذا لم يخزن الشاب وذهب مع آقرانه ليقضوا على الوقت ففي هذه الحالة لم يفعل شيئاً ولم يحقق الغرض من عدم التخزين !! يرى »نديم« في أن إبعاد الشاب عن القات تأتي كخطوة أولى.. بعد ذلك يأتي استغلاله للوقت في أشياء ذات فائدة. التجريب في حياة الشباب الدكتور عادل الشجاع استطرد في حديثه ليصل إلى نقطة مهمة وهي التجريب خوض تجارب عديدة في حياة الشاب فيقول : الشاب بحاجة إلى ممارسة التجريب ، حتى إذا أخطأ اليوم فغداً لن يعد نفس الخطأ ، لأنه سيبحث عن تجربة جديدة تجربة صحيحة تنتشله من واقعه التعيس. أحزمة ناسفة !! يقول الدكتور الشجاع : عندنا في اليمن نسبة الخصوبة عالية جداً ، وشريحة الشباب كبيرة ، لذا إن لم نستفد من هذه الشريحة في هذا الوقت فإن مستقبلنا مستقبل مظلم.. سيؤدي إلى نمو الأفكار المتطرفة ، والهدّامة ، والتدميرية ، وهي التي ستملأ هذا الفراغ ، ولن نجد أنفسنا بعد ذلك إلا وقد تحولنا إلى أحزمة ناسفة يقتل بعضنا بعضاً !! عادات وتقاليد صباح بدري تقول : في الحقيقة ليس من السهل تغيير عادات وتقاليد مجتمع في يوم وليلة ، فأنا لايهمني الجانب الاقتصادي بقدر مايهمني الجانب المرضي.. فسرطان اللثة ينتشر بشكل غير عادي في أوساط اليمنيين وبالذات المخزنيين.. وسببه الافراط في استخدام المبيدات الكيماوية. كارثة المشاركات الخارجية تواجه الشباب اليمني وبالذات الرياضيين مشكلة كبيرة في المشاركات الرياضية الدولية ، كما تقول ونحن نعلم بأن القات أصبح من الممنوعات بعد قرار الفيفا ، باعتباره أحد المنشطات.. وبرأيها القات ليس بالسلبي تماماً ، وليس بالايجابي. وتنهي مداخلتها بتساؤل مهم لماذا نتحرج من طرح مشاكلنا وقضايا الشباب بالذات ؟ وترجع السبب في ذات الوقت إلى ثقافة العيب التي تلقنها الشباب منذ الطفولة . الدكتور عادل الشجاع يقول : في اليمن ثمة شيئان لايجب التحدث عنهما، المرأة ، والقات لأن القات أصبح ثقافة سائدة ومتداولة. عبدالعزيز العقاب «ناشط» تحدث : المشكلة صعبة جداً ، نعم نحن نواجه مشاكل ولكن أكبر مشكله.. هو في اقناع الجامعي والمثقف كيف نقنعه شبابنا لكي يبدع هو بحاجة لأن يتخلص من عادة مضغ القات بدرجة أولى ، وخير مثال شبابنا اليمني المهاجر ، لم يحقق نجاحات إلا عندما خرجوا وابتعدوا عن القات. نوال علي ناجي : ترى بأنه ليس للقات أية محاسن ، فالقات لايشجع على تأكيد الروابط الاجتماعية الاسرية بقدر مايدمرها بدءاً بالأسرة وانتهاءً بالمجتمع. فنحن نستخدم مايربو على 510 مبيداً كيمياوياً للقات فقط وهذا مؤشر خطير جداً.. بالتأكيد يقضي على حياة الآلاف. إحدى المشاركات قالت : المشكلة ليست في القات .. بقدر ماهي فينا نحن الشباب.. أين القدوة الحسنة التي تشجع على الاقتداء بها في هذا الجانب ؟!.. للأسف ليس هناك فالجميع مخزن وبشراهة. أيضاً هناك نقطة مهمة وهي أن أغلب الإنتاج الإعلامي والصحفي نتاج وقت القات والساعة السليمانية التي تجعل من الكاتب والصحفي يكتب عدداً من المقالات والتحقيقات غير مدرك لمدى مايقترنه في حق المهنة ، ومن هنا تتضح لنا مدى أهمية القات بالنسبة للجميع. وتؤكد أهمية أن يبدأ الجميع كل بنفسه أولاً . ويتفق معها مشارك آخر مؤكداً بأن المشكلة تكمن في القناعات التي نجدها لدى الشباب المخزن !.. ويرجع السبب إلى القصور الإعلامي.. وعدم وجود التوعية الكافية في هذا الجانب.. وأيضاً عدم وجود التخطيط السليم على حد قوله.. لأن النجاح يكون في التركيز كما يرى. توصل الجميع إلى أهمية أن يعي كل شاب خطورة «القات» ليبتعد عنه يحارب مضغه بكل السبل والإمكانات ، لأنه يهدد حياة الجميع.. وينسف الحاضر والمستقبل إذا استمر على هذه الوتيرة. يقول الدكتور الشجاع : شريحة الشباب هي أمام خيارين اثنين إما أن تنتج طاقة بناءة تثري الحياة في الحاضر وتؤسس للبقاء في المستقبل وإما أن تجد نفسها تنفجر عنفاً وجنوحاً ينسف الحاضر ويعّطل المستقبل . من خارج الجلسة للقات أبعاده الاجتماعية السلبية وهذا لايعني أن له ابعاداً اجتماعية ايجابية على حد قول الدكتورة ابتسام الأزهري ، وهي أكاديمية لها العديد من الأبحاث المبينة لانعكاسات تعاطي القات على حياة الأسرة اليمنية بقولها : يقتطع القات مايزيد عن %50 من دخل الأسرة ، وكثيراً مايعمل على زعزعة العلاقات الأسرية بسبب الانفاق الكبير لرب الأسرة على القات مايؤثر على تلبية الاحتياجات المعيشية ، وخاصة الجوانب المتعلقة بالغذاء والتعليم ، وهو ماينعكس في النهاية على الجو العام للأسرة ، ويكفي أن نعرف أن مايزيد عن 650 مليون دولار ينفقها الناس سنوياً للحصول على هذه المادة فيما تبلغ فاتورتهم من القمح المستورد 600 مليون دولار سنوياً. ليس للقات أي محاسن الأستاذ أحمد جابر عفيف رئيس الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات يقول : ليس للقات أية حسنة أو جانب ايجابي ، فحتى جلساته الحميمة سرعان ما تنفض على لاشيء ، والاتفاقات والنقاشات التي يتم تداولها في هذه الجلسات تتحول إلى سراب بمجرد زوال التأثير وانتهاء وقت التخزينة ، وفي اعتقادي أن هذه الجلسات كثيراً ما تلعب دوراً في تأزيم العلاقات بين الناس نتيجة عدم الثقة بنتائجها .