ثلاثة وجب احترامهم ،وعدم السخرية منهم أو من مهنتهم ،وعدم وضعهم موضع التندر والنكتة حتى في الاعمال الدرامية«مسرحية واذعية وتلفزيونية». هؤلاء الثلاثة وهذا اجتهاد شخصي هم القاضي ،والمعلم ،ورجل المرور.. القاضي متى كان فقيهاً عالماً نزيهاً متمسكاً بشرف المهنة وأمانتها. والمعلم متي كان مثقفاً تربوياً عاشقاً لمهنته يعرف قداستها وكيف يحافظ عليها، أما رجل المرور فبمجرد ارتداء بزة أوبدلت مهنته عن جدارة.. وجعل من ضميره رقيباً على نفسه. قد يستغرب البعض من وضع شرطي المرور في مرتبة القاضي المفوض في أهم مافي حياة الناس وهي الدماء والأعراض والأموال وفي مرتبة المعلم المؤتمن على وطن بأكمله أو على فلذات الاكباد ومانراه هو أن رجل أوشرطي المرور تتمثل فيه هيبة دولة بأكملها.. وماأجدره بالاحترام الذي يحاط به القاضي الفقيه النزيه الشجاع. شرطي المرور انسان شريف احترف مهنة نبيلة من مهامها الحفاظ على الارواح والدماء والاموال ،وازالة مايؤذي الناس في طريقهم. يمد يده فيقف كل من يحترم القانون ابتداء برأس الدولة.. وقائد جيوشها.. وأكبر علمائها وأشهر مبدعيها.. وغيرهم من كبار اعلام المجتمع. من لم يحترم رجل المرور.. يكون قد أظهر عن عدم احترام نفسه وفي عدم احترام ذلكم الشرطي البسيط تعبير عن فوضى عارمة تبدأ بإرباك حركة السير ،وعكس صورة غير حسنة عن البلد ووعي الناس.. وتنتهي بالإفصاح عن عدم احترام القوانين.. والاستهتار بالدولة وهيبتها. أما التعامل معه بعنجهية وتعال فأمر يبعث الحسرة والاشمئزاز ،أما الاعتداء عليه فأمر في غاية الخطورة ،لامبالغة في القول ،إنه يشكل اعتداء على الدولة وكرامتها وهيبتها ويشكل إهانة لكل مواطن صالح شريف. إن مستوى تحضر الناس وثقافتهم وأخلاقهم بل وحضارتهم المتوارثة يبدأ التعرف عليه وقياسه من حركة المرور ، وآداب استخدام الطريق.. وكيف يحترم الناس شرطي المرور. إن الدولة التي تحرص على سيادتها ولاتتردد في بذل التضحيات الجسام في سبيل ذلك لاتفرط أبداً بكرامتها التي تتمثل في احترام من يمثلون سلطتها في تطبيق القوانين بالسوية على كل الناس ومنهم شرطي المرور. هنا لابد من القول ،إنما نشاهده على شرطي المرور من ضعف وتردد في منع المخالفات وفوضى المستهترين.. لهو أمر يدعو للحسرة والألم.. ويدعونا لمناشدة كل معني بالموضوع كي يبحثوا عن الاسباب الكامنة وراء ذلك الضعف المشوب احياناً بالخوف ومعالجته بما يجعل هيبة الدولة وكرامتها تبداء من احترام ذلكم الجندي البسيط.