)الوظيفة ) هي أضيق سبل العيش كما يعرفها البعض . لكنها في وطننا ضاقت كثيراً ولم تعد تستطع بعائداتها أن تقف على حيلها في مواجهة الارتفاعات المجنونة للأسعار، وموجات الغلاء المتلاحقة . وبرغم أنها كذلك ألاّ أن الحصول عليها أصبح أمراً مكلفاً وصعباً بل وأحياناً يندرج تحت قائمة (رابع المستحيلات) .. ومرد ذلك لأسباب عده يأتي في مقدمتها عدم المساواة في فرص التوظيف .. إضافة إلى (مركزية) وظائف بعض التخصصات وعدم منح المحافظات صلاحيات التوظيف .. كما أن إخضاع الوظائف لمفاهيم السوق وعملية البيع والشراء حالت دون حصول المؤهلين والمستحقين عليها.. (الوظيفة ) ... أصبحت حلماً يراود كل شابة وشاب .. وكل يغني على ليلاه ويضع الخطط والكيفية التي بها يستطيع خطب ودها .. فهناك الآلاف من الشباب ممن انعدمت لديهم الحيلة وتكسرت أحلامهم على صخرة الواقع المرير وذهبوا ضحية لظروف أسرية قاسية، جعلت من البحث عن لقمة العيش مقدماً على إكمال المسيرة العلمية والظفر بالشهادة .. وهناك المئات ممن ساعدتهم الظروف وعانت أسرهم الأمرين ودفعت دم قلبها في سبيل إكمال تعليمهم وحصولهم على أعلى الشهادات ... وتخرجوا من الجامعات وتقدموا للتنافس على الوظائف التي لا تتناسب في أعدادها مطلقاً مع ما تضخه الجامعات إلى سوق العمل كل عام ... ولكنهم ما زالوا إلى اللحظة وبرغم مرور سنوات على تخرجهم يراجعون مكاتب الخدمة والعمل بهدف الحصول على الوظيفة التي لم تات بعد . تلك سياسات خاطئة وفاشلة في ذات المقام وولدت لنا ظاهرة (البطالة ) التي هي من أبرز المشكلات التي يعاني منها الشباب وقد خلفت أعداداً لا حصر لها من الضحايا وحملة المؤهلات يقفون في أول السلم . كما أن من أسوأ الأمور التي ترافق عمليات التوظيف التي تتم بين عام وآخر هي عدم توظيف كل ذي تخصص في مجاله وإنما يزج به في أي تخصص آخر وهو ما يقلل إلى حد كبير من عملية الإنتاج والإبداع ويضعفها . المرأة هي الأخرى تكون ضحية حيث إذا ما تمت المفاضلة