span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/إستطلاع : فؤاد قائد طرقوا كل الأبواب في عدن من مؤسسات ومرافق رسمية وخاصة ولم يألوا جهدا في سبيل الحصول على فرصة عمل تحميهم من ظروف الحاجة وهوان المعيشة بعد أن أفنوا أعمارهم داخل المدارس والجامعات وحصلوا على الشهادات الجامعية بعد كفاح طويل من أجل العلم والمستقبل الأفضل على أمل الحصول على وظيفة تتناسب ومؤهلاتهم الدراسية ولكن دون جدوى باءت أحلامهم ومتابعاتهم أدراج الرياح وترسخ في صدورهم بعد سنوات من الأمل والصبر مشاعر الإحباط معربين عن الأسف لتحطم أحلامهم وآمالهم وهم يبحثون في السراب عن حقهم المشروع في وظيفة لائقة بعد أن عزا الطلب وأصبحوا عالة على أهاليهم نادبين حظهم العاثر في صراع عنيد ضد كل أشكال الانحراف الناجمة عن الإحباط المرير وصعوبة مواجهة أعباء متطلبات الحياة.. وفي حين يزداد كل يوم أعداد الشباب خريجي الجامعات الذين أصبحوا ينافسون أطفال الشوارع في ظل غياب التخطيط السليم للتعليم الجامعي ومخرجاته الذين وبعد طول جهاد في التعليم يكون الشارع ملاذهم الأخير المحبط لأحلامهم وتطلعاتهم. (السياسية) التقت بنماذج من هؤلاء الخريجين الذين عبروا عن أوضاعهم ومعاناتهم وأحباطاتهم وذلك في سياق الاستطلاع الصحفي التالي: span style=\"color: #800000\"من خريج حقوق إلى سائق سيارة أجرة "أحمد" خريج كلية الحقوق منذ أكثر من ست سنوات عانى كثيرا من طرق أبواب المؤسسات الرسمية من أجل الحصول على وظيفة تتناسب ومؤهله الجامعي ولكن دون جدوى حتى أصيب باليأس والإحباط جراء متابعاته الطويلة في دهاليز مؤسسات العمل المختلفة. ويقول أحمد: حتى مكاتب المحامين هي الأخرى ضاقت بمن فيها ولم تعد تستوعب الكثير من الخريجين الذين يفوق عددهم حاجة سوق العمل الأمر الذي اضطرني وتحت ظروف الحاجة الملحة والقاهرة إلى استئجار سيارة أجرة للعمل فيها ليل ونهار من أجل توفير لقمة العيش الكريمة وكانت تلك هي الفرصة الأخيرة والملاذ الآمن لحماية نفسي وصونها من مخاطر الانحراف ولرعاية أسرتي وتوفير أبسط مقومات الحياة لها وذلك خيرا لي من تداعيات الإحباط وانعكاسات اليأس المدمرة التي أضرت بكثير من الشباب الذين تحطمت أحلامهم على صخرة الواقع المرير بكل أسف. وأضاف: لقد كنت وغيري من الطلاب والطالبات مفعمين بالحيوية والأمل ونحن نشق طريقنا في التحصيل العلمي وقضينا زهرة شبابنا في مراحل الدراسة المختلفة وكان يحذونا أملا كبيرا بمستقبل أفضل للانخراط بالحياة العملية وان نكون شيئا مهما في المجتمع نساعد في بنائه وحمايته من الفساد والمفسدين ونطبق ما درسناه من علوم القانون على صعيد الواقع ولكن كل أحلامنا باءت بالفشل الذريع ووجدنا أنفسنا محاطين بكثير من العوائق والتعقيدات والمصاعب فثمة أمراض كثيرة تنخر جسد المجتمع كالمحسوبية والعلاقات الشخصية والفساد ما يهدر الفرص أمام مستحقي الوظائف في ظل غياب العدالة في التوزيع ولكنني لم أيأس من إصلاح ذلك الوضع ذات يوم. وأكد احمد أن انتظار التوظيف على أبواب المرافق الرسمية أو الخاصة مضيعة للوقت وامتهان للكرامة ناصحا كل الخريجين الذين لم يوفقوا بالحصول على وظيفة للبحث عن مهن أخرى يعملون فيها بدلا من الانتظار وتضييع العمر دون جدوى.
span style=\"color: #800000\"من خريجة علوم أدارية إلى مضيفة في فندق: أما "هدى" فهي خريجة كلية العلوم الإدارية منذ خمس سنوات فتقول إنها عانت من البحث على وظيفة بعد سنوات من التحصيل العلمي كانت تأمل بعدها الحصول على وظيفة توفر لها الاستقرار وتساهم من خلالها في بناء المجتمع الجديد وتعينها في ظروف المعيشة وتساعد من خلالها رفع المعاناة عن أهلها ولكنها تقول إنها شعرت بالتعب الشديد وكاد الإحباط يسيطر عليها وتؤكد أنها في كثير من الأوقات الصعبة واللحظات المرة ذرفت الدموع لإحساسها بأن سنوات دراستها الطويلة لم توفر لها فرصة عمل لائقة. وتضيف هدى بأنه وبعد طول انتظار وصبر وضياع للوقت قررت العمل في أحدى الفنادق في عدن كمضيفة استقبال وهي وظيفة لا تتناسب والمؤهل التعليمي ولكنها فرصة وحيدة توفرت لي لحمايتي من ظروف الحاجة وتعينني على توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة بعد أن توصلت إلى قناعة كاملة بأنه لا جدوى من الحصول على وظيفة في أحد القطاعين العام أو الخاص وأنه لا حياة لمن تنادي في هذا الزمن المر وقد شعرت في البدء بالخجل ولكن مع مرور الوقت زال ذلك الخوف. وأوضحت كثيرا من المعاناة اليومية وهي تطرق الأبواب للحصول على وظيفة ولكن دون جدوى قد برهنت لها أن كثيرا من المشاكل الاجتماعية والأوضاع المتردية تستفحل في ظل تراجع دور المثقفين وانحسار دورهم في بناء اليمن الجديد في ظروف يتنامى فيها دور إنصاف المتعلمين وتحملهم لمهام ليست من اختصاصاتهم إلى جانب وجود كثير من العوائق البيروقراطية والروتين والشللية والعلاقات المناطقية التي تحول دون حصول الخريجين على حقوقهم الوظيفية وفقا للقانون لأن كثيرا من المعنيين يستبدون بحياتنا ومصائرنا ولم يحن الوقت بعد لإحداث التغير والتجديد والإصلاح وإزاحة ذلك الكابوس المحبط لأحلامنا. وأشارت هدى بأنه ليس عيبا العمل في الفنادق أو المرافق السياحية التي تحترم في الإنسان آدميته وخلقه مع أنها كانت في السابق لها موقفها من العمل في القطاع السياحي ولكنها تشير إلى أن تجربة العمل في منشأة سياحية محترمة قد غيّرت تلك الصورة القاصرة عن العاملات في الفنادق وجعلتها تحظى بالاحترام والتشجيع مشيرة أن فرصة العمل في المرافق السياحية متاحة وعلى جميع الخريجات كسر الحواجز التي تحول دون قبولهن العمل فيها. span style=\"color: #800000\"من خريج هندسة إلى سمسار في العقارات والأراضي أما "حسن" وهو خريج كلية الهندسة منذ أكثر من أربع سنوات فيقول ذهبت إلى كثير من الإدارات والمؤسسات بحثا عن فرصة عمل بما في ذلك القطاع الخاص ولكن تأكد لي بأن الوساطة هي سيدة الموقف ولكنني لم أيأس ولم أظل أتابع الأوهام وتأكد لي بأن البحث عن عمل يتناسب والمؤهل الدراسي ضربا من الخيال وشيئا من السراب لذلك دخلت في علاقات مع بعض السماسرة في مجال بيع وشراء الأراضي وأنه مع مرور الوقت اكتسبت خبرة في ذلك المجال مع إنني كنت في البداية مترددا وفي داخلي شيء من الحياء أو الخجل وشعرت في البداية أيضا بعقدة جراء دخولي عمل لا علاقة له بمؤهلي ولكنني كسرت كل الحواجز بإرادة شجاعة والحمد الله حققت بعض المكاسب واستطعت بناء أسرة بجهود ذاتية ولم أظل معتمدا على أهلي لأنهم أكثر معاناة مني وحالهم أصعب من حالي وأقدر جهدهم معي سنوات تعليمي الطويلة ولن أتردد لحظة في الوقوف إلى جانبهم فهم كانوا يأملون بحصولي على وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي ولكنهم يشاركوني الماسأة وأحاول جاهدا أن أخفف من حسرتهم لأن الظروف لا يمكن أن تتغير أو تتحسن في ظل الإحباط أبدا. وأكد حسن أن العمل في مجال السمسرة ليس عيبا ولا عارا فهو خير لي ولغيري من الاتكال على الآخرين وهو أفضل علاج للإحباط وفعال ضد الانحراف والمهم الآن إنني أوفر متطلبات الحياة اليومية. وأشار إلى أن العيش على باب الله أفضل من الانتظار القاتل والممل على أبواب مكاتب القطاعين العام والخاص. وأوضح في البداية عارض أهلي ذلك العمل واعتبروه انتقاصا لمؤهلي التعليمي العالي وبدلا من حصولي على وظيفة مهندس يفخرون به أصبحت سمسارا في مجال العقارات والأراضي وعلى باب الله ولكنهم تقبلوا ذلك الوضع مع مرور الوقت ولذلك ليس من العدل في هذا الزمن احتقار المهن. span style=\"color: #800000\"خريجون من الجامعات إلى الشوارع: ولدى سؤال كثير من المراقبين للشأن التعليمي في بلادنا ومخرجات الجامعات أعرب عدد منهم عن الأسف لعدم ارتباط القبول في كليات الجامعات مع حاجة المجتمع للتخصصات المختلفة التي يمكن استيعابها في كثير من مؤسسات ومرافق القطاعين العام والخاص وغيرها.. مشيرين إلى أن الكليات تستوعب أعدادا كثيرة من الطلاب يفوق حاجة المجتمع لتلك الأعداد التي يجد الكثير منهم أنفسهم بدون وظائف وعاطلين عن العمل ومحبطين فيما يتجه البعض منهم لشغل وظائف لا علاقة لها أبدا بمؤهلاتهم الدراسية ولكنهم مجبرون القبول بها تحت وطأة الحاجة ومواجهة أعباء المعيشة وعدم الاستسلام لليأس والإحباط أو الانحراف. وقد لا حظ كثير من المتابعين لمخرجات الجامعات أن كثيرا من الخريجين والخريجات الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة مناسبة لمؤهلاتهم قد اضطروا لقبول وظائف أخرى مجبرين لمواجهة متطلبات الحياة اليومية غير أن كثيرا من الخريجين الذين لم يقبلوا بوظائف بديلة قد وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل وغارقين في الإحباط والأزمات النفسية المعقدة مثقلين بالأعباء المعيشية وهم عالة على أهلهم فيما كثير منهم يجوبون الشوارع وكأن لسان حالهم يقول "نحن خريجو الجامعات على باب الله وعلى قارعة الشوارع". تلك معضلة حقيقية تواجه التعليم الجامعي في بلادنا تتطلب معالجات عاجلة للخروج من ذلك الوضع ولربط التعليم الجامعي بمتطلبات التنمية والاستثمار وغيرها من المشاريع التي تتطلب مؤهلات وتخصصات مناسبة تعيد للجامعة هيبتها وللخريجين ثقتهم بمؤهلاتهم وأنفسهم بعد صراع طويل مع الإحباط. span style=\"color: #800000\"كلمة لا بد منها:
الكثير من الخريجين أعربوا عن أسفهم لعدم حصولهم على فرصة عمل بعد سنوات من التحصيل العلمي في مراحل الدراسة المختلفة وترددوا في شرح معاناتهم وهمومهم جراء ذلك الوضع المهين لمؤهلاتهم في ظل عشوائية القبول لمختلف كليات الجامعات اليمنية التي أصبحت تستوعب فوق طاقتها وفي ظروف تتباطئ فيها عمليات التنمية والاستثمار التي تحول دون استيعاب أعداد الخريجين وهم بعشرات الآلاف وأصبحوا يشكلون جيشا ضخما وكبيرا من العاطلين عن العمل من ذوي الظروف والاحتياجات المعيشية والحياتية الصعبة الذين لا شك وأن خيوط الإرهاب الغليظة تحاول كثيرا العبث بأوضاع هؤلاء الخريجين واستقطاب الحلقة الأضعف فيهم استغلالا لأحوالهم ومعاناتهم القاسية وذلك لتفكير السلام الاجتماعي مقابل ثمن بخس خدمة للإرهاب وتصعيدا للعنف وتدعيما للغلو والتطرف وكلها صور بشعة لوضع قاتم نحاول جميعا خلو مجتمعنا من شروره ومخاطره. بعد ذلك كله ألم يحن الوقت بعد لمراجعة صادقة لمسار التعليم الجامعي ونوعيته ليواكب متطلبات التنمية ويرفد السوق بمخرجاته؟ وألم يحن الوقت بعد لقيام استثمارات شجاعة وشاملة توفر فرص عمل مناسبة تحمي أبنائنا الخريجين من وطأة الوقوع فريسة للانحراف والتطرف؟ وما حاجة مجتمعنا للكم الهائل من الكليات والجامعات طالما وهي ترفد المجتمع بالعاطلين وترفع نسبة البطالة أم أنها تندرج في إطار الكماليات الرسمية للتظاهر والتباهي؟ أسئلة مهمة تكشف المستور والمرحلة المقبلة كفيلة بالإجابة عليها. span style=\"color: #333399\"(السياسية)