دعا سفير الجمهورية اليمنية ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة /عبد الله محمد الصايدي/ إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي - الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م.. وأكد الصايدي في كلمته التي ألقاها أمام مجلس الأمن نيابة عن المجموعة العربية، في جلسته المنعقدة أمس والمخصصة لبحث الحالة في الشرق الأوسط، أن القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها تمثل لب الصراع العربي - الإسرائيلي، كما تمثل جوهر التسوية الشاملة والعادلة للصراع في المنطقة.. مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية غير المسئولة في الأراضي العربية المحتلة عموماً وفي فلسطين خصوصاً والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الستة عشر ذات الصلة وعلى رأسها القرار 465 لعام 1980م الذي شدد على أن جميع التدابير والترتيبات التشريعية والإدارية التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، والرامية إلى تغيير المركز القانوني لمدينة القدس المحتلة وبنيتها الديمغرافية، هي تدابير وترتيبات ملغية وباطلة، علاوة على أنها تمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م والتي تنطبق على جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967م، بما في ذلك القدس الشريف، إضافة إلى انتهاكها لاتفاقية لاهاي لعام 1954م، والتي تنص على عدم التعرض أو ارتكاب أية أعمال.. عدوانية ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الروحي.. وقال السفير اليمني والمندوب الدائم لدى الامم المتحدة: «إن هذه الممارسات علاوة على تبعاتها وعواقبها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة والعالم تقوض الجهود الدولية التي تبذل لإحياء عملية السلام التي تقودها المجموعة الرباعية»..مضيفاً: «إن الحل العادل والدائم لهذا الصراع لن يتحقق إذا ما استمرت إسرائيل في اتخاذ تدابير أحادية الجانب بهدف فرض الأمر الواقع والتأثير على نتائج مفاوضات الحل النهائي» .. مؤكداً أن الحل الدائم لابد أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القراران (242 ) لعام 1973 م و(338 ) لعام 1967 م، ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام ومبدأ الأرض مقابل السلام واستحقاقات خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، وبما يؤدي إلى استعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه السياسية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف. وجدد الصايدي تضامن المجموعة العربية الكامل مع سوريا ومطالبتها بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان العربي السوري المحتل إلى حدود الرابع من حزيران/ يونيو1967م، وتضامنها مع لبنان شعباً وحكومة في تنفيذ القرار 1701واستعادة الأراضي اللبنانية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي بما فيها القسم الشمالي من منطقة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، ودعم الجهود اللبنانية لبسط سلطتها على كامل أراضيها. وطالبت المجموعة العربية في كلمتها التي ألقاها السفير اليمني لدى الأمم المتحدة ومندوبها الدائم، مجلس الأمن الدولي القيام بمهامه وحمل إسرائيل على وقف خرقها اليومي للأجواء ولحرمة الأراضي والمياه الإقليمية اللبنانية وإلزامها تسليم خرائط ما خلفته من ألغام في الجنوب اللبناني والمعلومات العائدة لمواقع إلقاء ملايين القنابل العنقودية التي تطال المدنيين في أمنهم وسلامتهم وأرزاقهم، إلى جانب اطلاق سراح المعتقلين اللبنانين في السجون الإسرائيلية الذين طال احتجازهم بشكل ينافي القواعد الإنسانية والقانونية. وأعربت المجموعة العربية عن احتفاظها بحقها في إثارة مسألة تدهور الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة، مجدداً أمام مجلس الأمن الدولي، على أمل إلزام إسرائيل بقراراته ذات الصلة بلب الصراع العربي - الإسرائيلي الذي استفحل أمره وتطايرت شراراته لتشعل الحرائق في أكثر من مكان في العالم.