(رن جرس المدرسة فتردد صوته في أرجاء القرية فسمعه طفل صغير فامتلأت نفسه غبطة وسرورا).. تلك مقدمة من درس أخذناه في الصف الرابع الابتدائي ..أظنه كان بعنوان (جرس المدرسة).. وأظن الجميع يذكره كونه ارتبط بمرحلة كان التعليم فيها يحظى باهتمام الجميع الأسرة والمجتمع والطالب والمدرسة والمعلم والإدارة والإشراف..ما جعل تلك السطور تقفز من الذاكرة لتحتل مقدمة مقالي لهذا الأسبوع هي اقتراب النهاية للعطلة الصيفية وهي بمثابة البداية للعام الدراسي الجديد.. العطلة الصيفية انتهت والسؤال كيف قضينا هذه العطلة؟ هل قضيناها بما يعود بالفائدة ..واستفدنا منها في تنمية مهاراتنا وقدراتنا؟ ثم كم عدد الكتب التي قرأناها في هذه العطلة؟ أم إن اللعب واللهو وتقضية الوقت في ما لاينفع كان العنوان الرئيس، بل والوحيد لعطله أوشكت على المضي غير آبهة بنا وبصنيعنا.. تلك أسئلة مهمة يجب الإجابة عليها بحيادية ونحن نتهيأ للعودة إلى مقاعد الدرس والاستعداد لعام دراسي جديد يتطلب جهدًا مضاعفًا ومعنويات مرتفعة وهمة عالية .. العلاقة طردية بين الإجابة والاستعداد..من حيث إن من كانت إجاباته قد قفزت إلى مرحلة الايجابية وانه قد استفاد من العطلة فانه سيكون جاهزًا نفسيًا وذهنيًا للعودة للمدرسة والاستعداد للتزود بمعارف واكتساب مهارات جديدة.. أما أولئك الذين ذهبت عليهم العطلة دون إن يشعروا بها حيث واصلوا اللعب والإهمال خلال العام الدراسي المنصرم بنشاط مشابه له خلاله.. فإنهم يتمنوا أن تطول العطلة من اجل مزيد من الفوضى.. أيًا كانت الإجابة ينبغي نفض الغبار والاستعداد الأمثل وتهيئة النفوس للعام الدراسي الجديد والذي نمني النفس بأن يكون أفضل من سابقيه في شتى المجالات وعلى كافة الاصعدة والأطر.. حيث إن طلب الاستعداد من الطالب وحده فيه كثير من الإجحاف..إذ أن المسئولية مشتركة وتكاملية.. فالمدرسة عليها واجبات كما هي على الوزارة ومكاتبها من حيث توفير القاعات المناسبة وإيصال الكتاب المدرسي في موعده إلى المدرسة بالإضافة إلى الأثاث المناسب..على إن العبء الأكبر يقع على عاتق المعلم هذه الشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين دروب الظلام والذي يجب ان ينال حقوقه كاملة حتى يعطي بلا حدود أو قيود.. يجب إن تتضافر الجهود الرسمية والشعبية من اجل إبراز معالم نجاح في عام دراسي جديد نستطيع أن نراهن على مخرجاته بما يلبي الطموحات والآمال.. وان نقضي إلى حد ما على رواسب ومخلفات و(كوابح) فرملة مسيرة التعليم.. وأخرت العملية التعليمية في بلادنا عن الركب.. ويكفي النظر الى نسبة الأمية المتفشية بين صفوف الشباب والشابات لنعرف الحقيقة بلا رتوش.. لأن المنطق يتطلب قراءة منطقية للواقع لمعرفة العلة وأسبابها ومن ثم وضع المعالجات اللازمة.. التشخيص أولاً وبعد ذلك العلاج.. كما أن وضع استراتيجيات تفتقر لضمانات التنفيذ لاتمثل إلا خطوة من خطوات عدة تهرول بنا صوب الدرجات الدنيا من سلم الرقي التعليمي.. المشكلة واضحة ومخرجات التعليم بمرحلتيه (الأساسي والثانوي) تكشفان العورة بجلاء ووضوح فاضحين لمدى تخلفنا وعجزنا.. ثم إن الفساد في التعليم من اشد الأمراض فتكاً بالمجتمعات.. ووجود أجيال غير متسلحة بالعلم يجعل لغة العنف والخوف من الإرهاب يظهران في الأفق وبقوة. نتمنى النجاح لمن لم يحالفه في العام الماضي.. والمزيد منه لمن جناه وذاق طعمه.. والنجاح كل النجاح للعام الدراسي برمته وعلى مختلف مجالاته ومراحله..