لاشك أن الصحة أساس بناء مجتمع سليم معافى من كافة الأمراض ومن هذا المنطلق اهتمت الدولة وبشكل مباشر بهذا القطاع الحيوي والهام ويتمثل هذا الاهتمام بالتوجيهات الرشيدة لوزارة الصحة العامة والسكان من خلال توفر هذه الخدمات والعمل على إيجاد الحلول والمعالجات لمن لا يستطيعون معالجة مرضاهم من ذوي الدخل المحدود من خلال إقامة المخيمات الطبية الجراحية المتنقلة من أجل تقديم خدمة مجانية مباشرة وفق آليات محددة ..والمخيم الطبي الجراحي الثاني في مأرب، التاسع عشر على مستوى الجمهورية واحد من تلك الخدمات الجليلة التي تقدمها الدولة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان للمرضى أينما كانوا. ارتياح شديد السيدة/ نعيم غالب مقام إحدى النساء اللواتي أجريت لهن عملية تحدثت عن خدمات المخيم قائلة: الحقيقة إن هذا المخيم الطبي الجراحي يعد بادرة طيبة وممتازة يقدم خدمة طيبة وصحية تستحق وزارة الصحة والمخيمات الطبية وقيادة محافظة مأرب الشكر عليها ولاشك أن الذين توافدوا على هذا المخيم هم من ذوي الدخل المحدود. وفي الحقيقة كان المخيم الطبي متميزاً والدليل على ذلك نجاح العمليات الجراحية بشكل عام وتوفير الأدوية المطلوبة إضافة إلى توفر أخصائي الجراحة وكانت العناية متميزة. تميز الشيخ/ علي محمد الفاطمي وكيل المحافظة تحدث قائلاً: بداية نتقدم بالشكر لوزارة الصحة والسكان لتجاوبها معنا كونها قدمت موعد إقامة المخيم على البرنامج المعد لذلك وبالفعل المخيم قدم خدمة جليلة ومتميزة لأبناء مأرب أو القاطنين في مأرب أو الآخرين من الوافدين من محافظتي الجوف وشبوة وحقيقة المخيم كان متميزاً عن سابقيه ومما يدعو إلى السرور هو ذلك النجاح الذي اتسم من خلال تقديمه خدمة متميزة لذوي الدخل المحدود وهذه بادرة طيبة. المخيم دفعة قوية للخدمات الصحية من جانبه تحدث الدكتور/ عبدربه مفتاح مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة حيث قال: إن هذا المخيم الطبي الجراحي الثاني في محافظة مأرب يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة العامة والسكان ومحافظة مأرب للمواطنين. وحقيقة الهدف من إقامة هذه المخيمات بالدرجة الأولى يتمثل في تحسين جودة الخدمات الصحية وتكاملها .. وهذا المخيم يعتبر تاجاً على رؤوس العاملين في هذا المخيم وهو يمثل دفعة قوية نحو جودة الخدمات الصحية وكوسيلة لتعدد الخدمات الصحية إلى المحتاجين. نجاح باهر الدكتور / توفيق الخطيب نائب رئيس المخيم تحدث قائلاً: حقيقة المخيمات الطبية قامت وفق أهداف طبية، منها تقديم خدمة مجانية متميزة في تخصصات تكاد تكون غير متوفرة في تلك المحافظات وهذه الخدمة تقدم كخدمة مجانية وعلى مدار السنة وفي الحقيقة أن المخيمات الطبية تعد رافداً آخر من روافد دعم الصحة في الجمهورية اليمنية وخصوصاً في المحافظات النائية. وهذا المخيم الطبي الجراحي يعتبر التاسع عشر على مستوى محافظات الجمهورية والثاني في مأرب وعلى الرغم أن فعاليات المخيم كانت متأخرة إلا أن حاجة المنطقة وتفاعل الاخوة في مكتب الصحة وإدارة المستشفى كان لهم الدور البارز في تقديمه قبل ميعاده. كان من المفترض أن تجرى (400) عملية جراحية فقط ولكننا تجاوزنا هذا العدد حيث بلغ عدد العمليات الجراحية (555) عملية جراحية موزعة بين (125) عملية عيون و(353) عملية أنف أذن حنجرة و(46) جراحة عامة و(31) جراحة نساء فيما هناك (35) عملية إجراء منظار و(555) عملية كشف حالة .. وقد كللت جميع العمليات بالنجاح. جهود مضنية الدكتور / محمد الجحدري اخصائي أمراض جلدية من جانبه قال : لقد كان المخيم الطبي ناجحاً بما تعنيه الكلمة وحقيقة في كل مخيم جراحي تواجهنا بعض المعوقات والصعوبات فمثلاً كانت هناك بعض الاجهزة الطبية في المخازن لم تستخدم من قبل نهائياً كجهاز (الايندسكوبي) وجهاز (الايكو) الخاص بفحص القلب وغيرهما .. وطبعاً تجاوزنا هذه المعوقات والفضل يعود بعد الله إلى الأخوين مدير عام مستشفى الرئيس العام ومدير مكتب الصحة والسكان بالمحافظة اللذين كان لهما دور بارز في تذليل هذه الصعوبات التي واجهتنا.. أضف إلى ذلك الدكتور/ توفيق الخطيب نائب رئيس المخيمات الطبية بوزارة الصحة رئيس المخيم الطبي الجراحي الثاني بمأرب والذي كان له دور مميز وجهود جبّارة سار عليها في انجاح المخيم وذلك لما فيه خدمة المخيم من جهة وتقديم خدمة متمثلة بخدمة طبية مجانية مباشرة للمواطن. إقبال كبير وأضاف الجحدري قائلاً: لأول مرة يضم المخيم الطبي الجراحي الثاني بمأرب أخصائي جراحة مناظير الجهاز الهضمي والقلب وكذلك أمراض جلدية وتناسلية وقد كان الاقبال متميزاً حيث تم معاينة أكثر من (200) حالة في الامراض الجلدية.. فيما بالنسبة للقلب وعمل أشعة (الايكو) للقلب فهناك ما يقارب (40-50) حالة وهناك أيضاً عمليات كبيرة وبالنسبة (للايندسكوبي) تجاوزت (40-43) عملية ونحن سعداء جداً لنجاح هذا المخيم. عمليات تجرى لأول مرة من جانبها تحدثت د/الهام مرفق طبيبة نساء وتوليد حول أمراض النساء حيث قالت: لقد قمنا خلال فعاليات المخيم الطبي بإجراء عمليات إزالة الرحم عن طريق المهبل وقيل لنا بأن هذه العمليات الجراحية بهذه الطريقة تجرى لأول مرة في مأرب على الرغم أن هذه العمليات تجرى في المستشفيات بصنعاء وهي عمليات عادية جداً لكن في مأرب تجرى لأول مرة .. الغريب ليس في هذا وإنما الغريب هو أننا لاحظنا أن معظم المريضات حتى الآن أتين إلى المخيم يعانين من أمراض مزمنة تتجاوز من (10 سنوات - 20 سنة) ويتعايشن مع المرض ولا توجد لديهن أية مشكلة. إمكانات بسيطة الدكتور/ عبدالرحمن الحمادي مدير عام مستشفى الرئيس بمأرب تحدث قائلاً : لقد كان المخيم الطبي الجراحي ناجحاً بكل المقاييس بالرغم أن الامكانات المتوفرة لدينا بسيطة والاقبال للإخوة المواطنين كان متميزاً وقد شمل رقماً قياسياً ولعل نجاح المخيم هو نجاح للمستشفى والمحافظة واكتسبنا فائدة كبيرة من خلال هذا المخيم ويتمثل ذلك في تبادل الخبرات والبحث عن كل ما هو جديد في علم الجراحة ومع هذا كله فنحن ينقصنا الكثير .. تنقصنا الكوادر الفنية المدربة والكوادر المتخصصة في المجالات الأخرى .. لدينا أجهزة حديثة ومتطورة قد لا توجد في المستشفيات الكبيرة في صنعاء لكن لايوجد لدينا من يعمل عليها .. فالكادر الموجود لدينا بحاجة إلى دورات تأهيلية. نحن في الأول والأخير نشكر وزارة الصحة العامة والسكان والادارة العامة للمخيمات بالوزارة وقيادة المحافظة ومكتب الصحة والسكان على انجاح هذا المخيم الذي كان بالفعل متميزاً والدليل واضح. مدرسة متنقلة فيما تحدث الدكتور/ أحمد القباطي المسؤول الطبي في المخيمات الطبية قائلاً: للمرة الثانية نزور مأرب في المخيم الطبي التاسع عشر على مستوى الجمهورية وبالطبع كان برنامجنا في مأرب متأخراً جداً وتم تلبية احتياجات المواطنين وفيما يخص الامداد الطبي فلقد كانت تواجهنا نواقص كثيرة ولم يعد هناك امكانية فائضة لتغطية الأدوية والمستلزمات الطبية لكافة الشرائح .. ولكن الدولة ترعى وبشكل أساسي وخاص المواطنين غير القادرين على شراء الأدوية والمستلزمات الطبية. ولهذا فالمخيمات قائمة على أساس إجراء العمليات الجراحية وتوفير ما تتطلبه هذه العمليات من أدوية ومستلزمات مجاناً للمواطنين محدودي الدخل .. وهم عادة من يقبلون على المخيمات ، ونحن في المخيمات الجراحية وفي وزارة الصحة بقيادة الدكتور/ عبدالكريم يحيى راصع نسعى إلى أن تكون هذه المخيمات الطبية عبارة عن مدرسة متنقلة تعمل على نقل المعرفة والخبرات وبالتالي تلبية الاحتياجات في كل موقع وكل مستشفى وفي كل مدينة تعمل فيها المخيمات الطبية الجراحية المجانية.