التهابات اللوز جزء من الالتهابات العلوية لجهاز التنفس ، وليست بالمشكلة الهيّنة لتزايد معاناة الكثيرين منها يوماً بعد يوم ، وخصوصاً في هذه الأيام لما فيها من تبدلات للطقس والأجواء. ومشكلة كهذه على اتساعها قادتنا لإجراء لقاء مع الدكتور/ جميل عبدالحميد اليوسفي أخصائي أنف أذن حنجرة ، دار خلاله نقاش حول مشكلة التهاب اللوز وأسبابها وأعراضها ، وما على المرضى وغيرهم من الالتزام بضوابط وإرشادات وقائية:التهاب اللوز يلاحظ كثير شيوع التهاب اللوزتين لدى الأطفال أكثر من الكبار .. فهلا أطلعتنا على حققة وخفايا هذا المرض ؟ اللوز حقيقة جزء من الجهاز اللمفاوي ، مهمتها أساساً المحافظة على مقاومة الجسم وزيادة مناعته .. والتهابها أساساً يصيب الأطفال ، فاللوز بعد سن البلوغ تبدأ بالضمور،وهذا لا يعني أنه لا يصيب الانسان بعد البلوغ لكنه حينئذ أقل شيوعاً وأقل في تأثيره ومضاهفاته في الغالب. والمتعارف عليه بين الناس أن اللوزتين تتموضعان عند نهاية تجويف الفم من الحلق ، وجزء لا يتجزأ من الجسم في ذلك الموضع ، ولا يعلمون أنها نوع من ثلاثة أنواع موجودة في الحلق (الأنفي الفمي اللساني) ، وأنها أكثر عرضة للإصابة والتأثر بأسباب الالتهاب ، لاحتكاكهما مباشرة بكل ما يمر بالحلق ويدخل إلى البلعوم والحنجرة من أكل وماء وهواء. الأسباب المرضية لتحاشي الإصابة بالتهاب اللوز .. ما أشهر الأسباب المؤدية إلى هذا الالتهاب ؟ . البعض أغفل أن أيسر السبل لتخطي المشكلة والتماثل للشفاء يكون بشيء من الرعاية المنزلية والالتزام بالإرشادات الوقائية وقت أن كان المرض طفيفاً في بدايته. وللعلم فإن أكثر الأسباب المؤدية إلى الالتهاب ، فضلاً عن تلقي العدوى من حامليها المصابين : تحسس اللوز من البرودة ، سواء من المشروبات أو المأكولات الباردة أو نتيجة التعرض للهواء البارد. - تأثر اللوز بأمراض أخرى مجاورة ، بكتيرية أو فيروسية أياً كانت مثل التهاب الفم والاسنان واللثة والحنجرة . - وجود بقايا الأكل عالقة في ثنايا اللوز ، ومن ثم تعفنها وتفسخها ، مؤدية إلى التهاب اللوز. - انتقال الالتهاب من الأنف ، فيما يسمى بالالتهاب النازل إلى اللوز ، وسببه الافرازات الأنفية أو النزول كحالة التهاب الجيوب الأنفية ، أو الزكام ونزلة البرد ، وينطبق هذا أيضاً على انسداد الأنف ومجرى التنفس العلوي لوجود اللحميات الخلفية ، خاصة لدى الأطفال. علامات ظاهرة ما هي أعراض وعلامات الإصابة بالتهاب اللوزتين ؟ للدلالة الظاهرية على التهاب اللوزتين وما يحمل على الشك في الإصابة ، هناك أعراض وعلامات فارقة لهذا النوع من الالتهابات ، أهمها : - الشعور بألم في الحلق ، والاحتقان وصعوبة البلع ، وقد يمتد الألم إلى الأذنين ، مع الشعور بالصدع. - حمى وشعور بالبرد وألم في المفاصل مع فتور وكسل وإرهاق عام. - تغير رائحة الفم. لذلك أنصح المصابين بالتهاب اللوز أن يمتثلوا للممارسات الصحية والغذائية المأمونة ، وأهمها : - عدم تناول المثلجات والأغذية شديدة البرودة أو المثلجة ، خصوصاً عند الفطور أو عند جفاف الحلق. - تجنب التعرض للهواء البارد بعد الاغتسال أو عقب المكوث في موضع دافىء أو مكان مغلق. - تلافي الاحتكاك بالأشخاص المصابين بالبرد والزكام. - ضرورة تصفية الحلق قبل النوم وبعد الأكل (الغرغرة) بواسطة أدوية الغرغرة أو بالماء الدافئ مع القليل من ا لملح. - الاهتمام اليومي بتنظيف الفم والأسنان بواسطة السواك أو الفرشاة والمعجون. - تناول الأطعمة والسوائل الدافئة والمعتدلة في حرارتها بشكل كاف ، لحاجة المريض الى تدفئة الحلق وإلى الارتواء بالسوائل لتعزيز حركة الدورة الدموية. - الراحة المنزلية مهمة جداً إذا عاود الالتهاب ، فهي تعطي فرصة لجهاز المناعة ليقاوم المرض ويحد من تفاقم الاصابة ويعمل على خفض حدتها .. بينما الخروج من المنزل والاحتكاك بالهواء والناس يزيد من مشكلة حدة الالتهاب ويسهم في انتقال العدوى. الإكثار من أكل الحمضيات (البرتقال الليمون( لاحتوائها على فيتامين (C) وما له من دور كبير في تدعيم المناعة والمقاومة الجسدية القاهرة للكثير من الأمراض والالتهابات. فمن رحمة الله بنا أن جعل تواجد الحمضيات في موسم البرد والتغيرات المناخية. إلى ذلك عند الشعور من الوهلة الأولى بالتهاب الحلق والألم والحمى أنصح المريض بأخذ (البرامول) أو المسكن فقط ، والاستمرار على الأخذ بالنصائح التي ذكرتها ، وإن لم يتحسن ، فعليه مراجعة الطبيب المختص .. فاستشارة الطبيب هنا ضرورية من أجل تقييم الحالة ومعالجتها بما يناسب ظروفها ووضعها. تأخر الإحالة لماذا تزداد حدة الإصابة لدى البعض ؟ وهل في ذلك خطورة عليهم كالاصابة بروماتيزم القلب (الحمى الرثوية) أو روماتيزم المفاصل ؟ للأسف كثير من الحالات تأتي متأخرة وقد ظهرت وتفاقمت لديها الآثار الجانبية ، الأمر الذي يستدعي معالجة مضاعفة لفترة أطول ، ولو جاء المريض في البداية لكان الوضع العلاجي أخف وأقصر. من ا لمرضى من يدفعه للحضور إلى الطبيب خوفه من الاصابة بروماتيزم القلب والمضاعفات الأخرى ، وهو أمر وارد ، جيد أن يدركه الناس ، ولكن ليس على سبيل الإطلاق والعموم ، فليس كل شخص يصاب بالتهاب اللوز سيصاب بروماتيزم القلب ، إنما الفحوصات والأطباء المختصون هم من يحددون ذلك. وشكوى المريض من آلام المفاصل أثناء التهاب اللوز لا يعني أنه يعاني من (الروماتيزم) ، لكن بقاء هذه الآلام لفترة بعد أخذ العلاج دون ان تنتهي ،مدعاة لمراجعة الطبيب. التداوي العشوائي شراء الأدوية من الصيدليات من دون وصفة طبية شائع هذه الأيام .. ما أوجه الخطورة في التداوي العشوائي بما في ذلك معاودة استخدام أدوية ثبتت جدارتها مسبقاً في علاج المرض ؟ وبما تنصح في هذه الحالة ؟ كثير من المرضى يأخذون الأدوية من الصيدلية دون استشارة الطبيب ، مدعين الخبرة في الأدوية أو تحت مبرر مفاده .. دواء فعال سبق تجريبه ، وقد تكون هذه الأدوية أساساً جرعة ناقصة أو أن المريض أخذها مسبقاً ولن يفيد تكرارها مجدداً للقضاء على المرض. هذه من الأخطاء الشائعة التي ننصح الاخوة الصيادلة أن يتنبهوا لها ، فلا يصرفون الأدوية من دون وصفة طبية (رشدة) ولا يحق لهم التدخل بمسألة صرف الأدوية أو المعالجة المباشرة للمرضى ، لأن هذه العشوائية قد لا تعجل الشفاء ويمكن ان تزيد المشكلة تعقيداً ، جاعلة الالتهاب مزمناً تستمر معه شكوى المريض ومعاناته. وفي حال وجود تحسن في الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي تعد اللوز جزءاً منه ننصح بأخذ مضاد للتحسس وليس المضاد الحيوي .. فالشعور بالاحتقان أحياناً يكون تحسساً وليس التهاباً. استئصال اللوز يرى أغلب المرضى أن أسلم طريقة هي استئصال اللوز .. فهل هذا يفيد في كل الأحوال على اختلاف درجات الإصابة ؟ ليس كل مريض بالتهاب اللوز يحتاج لعملية استئصال للوز ، انما هناك معايير علمية يعرفها كثير من الاطباء ذوي الاختصاص وفترات تكرار الالتهاب وشدته ومضاعفاته .. الخ. فكثير من الحالات تحتاج للعلاج فقط دون الحاجة إلى إجراء عملية استئصال ، إلى جانب تطبيق النصائح السالفة الذكر. ولا مانع ن نصائح وقائية يجب الأخذ والالتزام بها ، أو جهها كما يلي لمرضى التهاب اللوز وأيضاً لغير المرضى : - إحذر تناول البارد من الطعام أو الماء أو الشراب ، بل عليك بالدافئ والمعتدل. - لاتخرج في الليل إلى الهواء الطلق بشكل مفاجئ ولا بد أن تغطي جسمك جيداً عند الخروج، ولا تدع أجزاء من جسمك مكشوفة ، حيث برودة الأرض ليلاً تزداد. - إذا اضطررت للسفر ليلاً لا تمكث أمام النوافذ ، ولا تجعل البرودة تلفح جسمك مهما كان احساسك بها جيداً وممتعاً ، حتى لا تظهر عليك اعراض نزلة البرد لاحقاً. - ركز على الأطعمة والمشروبات ذات المردود الغذائي الجيد فالطعام الجيد سبيل لصحة جيدة ومناعة قوية مثمرة ، واللوز جزء من جسم الإنسان يتأثر بالمؤثرات الخارجية كسائر أجزاء الجسم الحساسة الأخرى. - التدخين والقات وسائل مهمة للاصابة ، يزداد معهما تفاقم المشكلة ، وأمام المرضى ماضغي القات والمدخنين فرصة لإراحة اجسامهم من هذا البلاء بالانقطاع عن هاتين المادتين أو على الأقل التخفيف منهما. - تطهير الفم والأسنان والحلق من الأشياء المأكولة وبقايا الغذاء العالق ، مهم للقضاء على مسببات الالتهاب. - والنقطة الأخيرة ، لا تكتفي باستخدام المناديل الورقية عند إحساسك بالزكام أو ضربة البرد وإنما أكثر من غسل الأنف (الاستنشاق) بالماء.