كشف تقرير «أن المعلمين الذين يستخدمون الإشارات وهم يوضحون المفهوم، مثل حركات اليد..هي أكثر نجاحاً في توضيح أفكارهم وفقاً لما أظهره البحث، والطلاب الذين يؤشرون بصورة تلقائية وهم يتعلمون أفكاراً جديدة يميلون إلى تذكرها أطول من الطلاب الذين لايحركون أياديهم.. وقالت سوزان واغتركوك الطالبة في دراسات مابعد الدكتوراه في جامعة روتتستر إن «كل واحد يؤشر، فالناس يبدأون التأشير قبل أن يتمكنوا من التكلم ويستمرون في التأشير طيلة حياتهم» وتقول الدراسة التي نشرتها «واشنطن بوست» وأعادت نشرها «الشرق الأوسط» في العدد 10479 وحتى الأشخاص العميان يؤشرون عندما يتكلمون كما يفعل الناس ذلك عند الحديث عبر الهاتف.. وهو مايدلل على أن التأشير ليس بالضرورة للشخص الذي يصغي ويبدو أن التأشير في حالات كثيرة لا علاقة له على الاطلاق مع التواصل. ولكن ماهو غرضه؟ يقول الخبراء إنه قبل محاولة الإجابة عن ذلك السؤال عليكم أن تفكروا بماهو أبعد من الإشارات التي يمكن أن تقفز إلى الذهن الاصبع الوسط الممتد للسائق الفظ أو قبضة الرياض والتي يمكن قراءة معانيها كما هو حال قراءة معاني الكلمات في صفحة». وتواصل الدراسة القول:« وعليكم أن تفكروا بالطريقة التي تتحرك بها أذرعكم وأنتم تحاولون وصف شيء معين أو الطريقة التي تتحرك بها اليد عندما تسعى إلى الحصول على كلمة تريد استخدامها هذه هي أنماط الإشارات التي توفر نافذة على الآصرة الغائمة بين الجسد والعقل والتي أدت في السنوات الأخيرة إلى تأسيس «الجمعية الدولية لدراسات الإشارات» ومجلة علمية تسمى «الإشارة». وتضيف الدراسة أن «علماء الأعصاب وجدوا على سبيل المثال أن جزء الدماغ الذي يسيطر على حركات اليد هو دائماً حيوي حينما يكون الناس مشغولين في مسائل رياضية «كأنك تعد على أصابعك» حسبما قال أرثر غلينبرغ الباحث في إشارات اليد بجامعة ويسكونسين كذلك هو الحال مع أجزاء الدماغ المسؤولة عن الكلام والتي تكون ناشطة حينما يحرك الناس أيديهم، وهذا دليل على وجود آصرة مابين اللغة وحركات اليد بجانب لغة الإشارات الخاصة بالصم والبكم». وتقول «كول»:« إن الاشارات التجريدية قادرة على تحسين التعلم ففي قاعة الدرس وجدت التلاميذ الذين يقلدون حركات يدها عند شرحها لمعادلة لتأكيد أن طرفي المعادلة يجب أن يكونا متساويين حققوا نتائج أفضل وأخبرت تلاميذ آخرون أن يكرروا كلماتها فقط وأخبرت مجموعة ثالثة من التلاميذ أن يقلدوا حركاتها وكلماتها وبعد أسابيع قليلة جرى اختبار للتلاميذ جميعاً ووجد أن نتائج المجموعتين الأولى والثانية التي عملت الاشارات كانت أفضل من المجموعة الثالثة في حل المعادلات بثلاث مرات علماً بأن المجموعة الثالثة تعلمت فقط عبر التعليمات الشفوية». «وكانت دراسات سابقة قد أوضحت أن الطلبة الذين يحركون أيديهم بشكل متزامن يتعلمون بشكل أفضل». هذه الدراسة التي تقدمها اليوم لمعلمينا في مدارسنا الحكومية والأهلية قد تكون العملية ممارسة بعفوية وبدون دراسات ولكن الذي لايمكن إدراكه هي النتائج فكم من المعلمين في الصفوف المختلفة يقومون بالشرح لدروسهم وهم يحركون أيديهم في كل الاتجاهات ويستخدمون الإشارات هنا وهناك ولكنهم لم يفكروا بالآثار الناتجة عن تلك الطريقة العفوية التي تتم منهم أو من قبل الطلاب والتلاميذ عندما يقف أحدهم للمناقشة أو لشرح مسألة ما.. إننا نريد من المعلمين في كافة الصفوف المختلفة أن يطبقوا هذه الدراسة علها تجدى نفعاً مع طلابنا بدلا من العصا التي ترفع فوق الرؤوس فتضيع فرصة الفهم وتجعل الطالب ينتبه لفترة وجيزة ثم يعود إلى السرحان وفقدان المعلومات التي صار هناك قلة من المعلمين والمعلمات من يجيدون فن توصيلها إلى المتلقي أو المحاور داخل قاعة الدرس. هناك أساليب كثيرة يمكن أن تطبق في حجرة الدرس وهناك دراسات وأبحاث كثيرة ترشد المعلم والمتعلم إلى كيفية الاستفادة من الدرس وإلى كيفية ايصال الفكرة والمعلومة دون تعقيدات ولكن هل هناك من يقرأ ويبحث عن الجديد في عالم التربية؟ الجواب سيكون منكم أنتم أيها القراء..