بلا شك كنّا في يوم من الأيام نحلم بإنهاء المرحلة الثانوية، على أساس هذا الحلم نبني آمالاً وطموحات قد تفوق الخيال في وقتنا الصعب ، في الثانوية حلمنا أن نتخرج بنسبة تؤهلنا لدخول الجامعة التي نحلم والتخصص الذي نحب!! جاءتنا الفرصة، صرنا جامعيين نعتز كثيراً بهذا اللقب! لأننا حديثون العهد بالجامعة والدراسة بها حاولنا قدر المستطاع التعايش معها ومع أيامها وأحداثها وعقباتها.. نقلة كبرى من جو الالتزام المدرسي إلى ممارسة الحرية النسبية.. ومن الصف الدراسي إلى قاعة المحاضرات.. ومن مدرس المدرسة الملتزم بالكتاب المدرسي إلى دكتور الجامعة وعالم الكتب والمكتبات. مع الحرية تولد لدينا الشعور بالمسؤولية وسبب لنا الكثير من الإرهاق والأرق ولكن مع الوقت تأقلمنا مع الوضع الجديد ليصبح أمراً اعتيادياً. قضينا الساعات الطوال في الاستماع للمحاضرات بكثير من التحمل والصبر.. كنّا دائماً نتساءل: كم الساعة الآن؟ كم باقي على انتهاء المحاضرة؟ ساعات طويلة نقضيها في قاعة المحاضرات وكلنا مشدودون للشرح نسعى للفهم وتلقي المعلومات ، كم من مرات شعرنا بالملل وصرنا نحسب المحاضرة بالدقيقة والتأففات تصدر هنا وهناك والأيادي تحت الخدود. تمر السنون و تبدأ الأحلام تكبر ونتعلق بآمال عريضة وطموحات بعيدة، أحياناً نشعر بالإحباط لإحساسنا أن الوقت يمضي ببطء ولا يزال التخرج بعيداً. الآن اقتربنا من عتبات التخرج والدخول لعالم آخر حيث إثبات الذات وبناء المستقبل بالعمل والتمتع بالحرية الكاملة والصعود لسلم النجاح. قربنا من الهدف المنشود طيلة السنوات الماضية.. ولكن لحظة!! ما هو الهدف الذي اقتربنا منه؟! بماذا كنّا نفكر خلال السنين الماضية؟! هل ما قمنا بدراسته يحقق طموحنا ويرضي آمالنا العريضة؟! ألم نخطئ في اختيار الطريق المناسب؟! الكثير من الشباب استسلموا للإحباط واليأس وتوقفت حياتهم بعد استلام الشهادة الجامعية والاصطدام بواقع مغاير بعيداً عن المثالية المرسومة بمخيلتهم واكتفوا بالتعلق بأكاليل الحلم الزائل وبآمال عرجاء.. ليضعوا أياديهم تحت خدودهم مثل أيام الجامعة والحلم بكوابيس المجهول.