لو افترضنا أن عمرو بن حبريش بريء من أي تهمة، فماذا يعني إذن رفع شعار "عدم المساس بالرموز القبلية والمجتمعية"؟ ومن الذي منح هؤلاء حصانة من أي مساءلة أو محاسبة؟ إذا كان هذا هو منطق بعض قيادات الأحزاب والمكونات السياسية، فمن الطبيعي أن نكون في هذه الحالة من الفوضى والازدواجية.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها."
فمن أين نستورد نحن هذه الأفكار الرجعية والجاهلية التي تعفي البعض من المساءلة لمجرد أنهم "رموز"؟
الدستور والقوانين تكفل المساواة بين جميع المواطنين، وأن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا بسريان القانون على الجميع دون استثناء، وأن جوهر المواطنة المتساوية هو حماية الحقوق للجميع على قاعدة واحدة، بعيدًا عن أي محاباة.