شخصياً أجد الحديث عن أهلي تعز، يسيركما الحديث عن الحبيبة.. عودة الشياطين الحمر إلى مستطيل دوري الأضواء كان بهيجاً الاثنين الفائت. واشتعلت المدينة الحالمة بالفرح. هذا النادي عجيب، وله متشيعون كثر ، تراهم عند أبسط مباراة يلعبها وتهمس في خُلدك: بعث الله من في القبور.. بعد انتكاسة جدة وهبوطه العام 1987م إلى دوري المظاليم فقدت رياضة تعز الكروية ضوءها الأحمر. 13سنة قضاها الأهلي في أزقة مباريات لاتذهب اليها العين كثيراً غير أنه لم يغب للحظة عن قلوب مشجعيه. هو النادي الاكثر شعبية ولقد ارتبط تاريخ انتصاراته القديمة بذاكرة أقل الناس سعادة، وأكثرهم عطشاً للفرح. ربما لهذا السبب فإن «الأهلي» أي أهلي يلعب كورة يبدو دائماً حصة الفرح في أزقة الأحياء الشعبية. نادي الصقر الرياضي في تعز، يقدم لعباً أنيقاً، لكن غرور وتعالي ثلة من رموز إدارته، يورث له كثيراً من السخط أحياناً!! حزنت جداً لأن الصقر لم يأخذ بطولة الدوري العام هذه المرة. عندما أخذ البطولة العام السابق، طربت للأمانة، وكتبت لأسابيع عديدة أشياء على ورق أصفر. حزنت أيضاً لأن نادي الطليعة الأبيض لم يتجاوز محنته ويصعد من حفرة اللعب حيث لاتذهب العيون وتضمر المشاعر إن هو ظل كثيراً هناك. وسأظل أكح كرجل عجوز ومنهك كلما تذكرت نادي الصحة أيضاً. نادي الصحة، يبدو كما لو أنه صار وقفاً لملاعب الصفوف التي لم تعد تذكر!!.. عاد أهلي تعز وفيه فتية لعيبة، عودهم طري وإدارتهم دائماً ستظل هي أهم وأصعب مشكلة. الإدارة الحالية، بذلت جهداً طيباً حين أقول الإدارة لاأقصد الجميع هم يعرفون أنفسهم جيداً ، ولايتعدون عدد أصابع اليد الواحدة!! العودة للأضواء ليست كل شيء هي لحظة ساحرة بالفعل لكن أمام الإدارة مايمكن إعتباره تحدياً (واللي مش حق شغل يروح بيتهم أحسن) أقولها الآن هكذا وبكل مودة وهدوء دون تسمية أشخاص. غير أن الذي لايخجل ويظن أن موسماً من «الهنجمة» قادم سيكون عليه إذن تقبل وضعه - لاحقاً حينما يصبح مادة للسخرية!! والأيام قادمة. كما أن أولئك الذين هرعوا مجدداً وفي ظنهم أن الأهلي ثعبان وديع يمكن وضعه ثانية في كيس الحزبية والتزمير له ليرقص كفرجة سمجة، هؤلاء أيضاً عليهم أن يدركوا جيداً أن الثعبان سيلدغ! هذا الفريق ملك محبين ومشجعين انحرموا طويلاً من شهقة فرح. ومن سوء النوايا والتصرف أيضاً أن تتدخل شلة البطائق الإنتخابية لوضعه في الجيب. ذلك مستحيل الآن. واكرر الثعبان يلدغ!.. من نباهة الأمور الايتصور لأحد أن شوقي هائل لايروق له أهلي تعز. شوقي أكبر من هذه الخزعبلات.. ثمة من يسيء له فعلاً اومن يصوره كخصم. وهذا خطأ ينبغي تصحيحه وفي النهاية من حق أي داعم أن يتلقى مشاعر امتنان تشجعه على أن يدعم أكثر. تعود إلى ذاكرتي الآن هتافات «الشابع» في الملعب سنة 86م وتنفتح شهيتي للهتاف الآن أكثر وأكثر .. أهلي. [email protected]