جمال الطبيعة المطوق بالحسن وأزهار الاشتياق ..انها جنة خضراء ساحرة الجمال وارفة الظلال ،منازلها على قمة الجبل كاللؤلؤ على تاج الأميرة..قرى متناثرة على رؤوس الجبال وسفوحها،فردوس في الأرض،هي فردوس بقلوب أهلها العامرة بالطيبة والبساطة والحب وخضرة الطبيعة الغنية التي تعطي للإنسان من خيراتها دون بخل.. اليمن تمتلك محميات طبيعية ساحرة..هاهي محمية برع متعة الدهشة..وطهر النفس ..فكرت كثيراً بالسفر إليها ولكن نتيجة للظروف منعتني رؤية تلك الجنة الخضراء الفاتنة بالجمال وطبيعتها الساحرة.. لكني انتزعت ساعات من أيام شهر سبتمبر للسفر إلى أرض محمية «برع» التي تشكل لوحة طبيعية بديعة تعجز ريشة أي فنان عن تصويرها. أول خطوة!! أخذني الأخ/يحيى المنصور،نائب مدير السياحة بمحافظة الحديدة..إليها قطعنا50كم من مركز المحافظة إلى محمية برع .. مضت بنا السيارة في اتجاه برع...وعلى تلك السهول الخضراء كانت البداية من مثلث القطيع ومررنا بالخليفة الدبيع دير حشيبر الصرحة محل امصوفه ،،المشط وكان سوق الحيد هو نهاية المطاف للدخول إلى طهارة النفس «برع» تلك القرى المذكورة آنفة في الامتداد تزين صورة الحياة وكانت الفتاة الريفية حاضرة هناك تراقب أغنامها في مراع تكسوها الخضرة الرائعة لوحة خاصة ،نصف ساعة مضت وهاهي مديرية برع ترحب بك بالقول:برع «سياحة بيئية بامتياز».. مديرية برع تقطن شرق مدينة الحديدة على بعد 50كيلو متراً وعلى بعد حوالي 20كيلو متراً من مثلث القطيع المراوعة ترتفع من 3002200متر عن مستوى سطح البحر...وهي أحدى مديريات محافظة الحديدة ومركزها رقاب .يحدها من الجهة الشمالية مديرية باجل،ومن الشرق جبال ريمة ووادي صيحان ومن الجنوب السخنة ومن الغرب وادي سهام. برع سميت نسبة إلى برع بن عمرو بن سوزان بن ربيعة بن بكيل بن جشم بن حبران . مديرية برع بتعدادها العام حسب تعداد عام 2004م بلغت 45372نسمة تتميز بموقع متميز وطبيعة جبلية شاهقة وآثار لحصون وقباب ومتاريس حربية ومدافن منتشرة على قمم الجبال ممايؤكد أنها كانت محط جذب ومركز حضاري. وتتميز مديرية برع بزراعة البن والزنجبيل وانتاجها أفضل أنواع البن ونترك /يحيى المنصور نائب مدير السياحة بالحديدة يحدثنا عن محمية برع وطبيعته الساحرة قائلاً: محمية برع تمتلك مقومات سياحية نوعية فتجد زوار المحمية يأتون للاسترخاء أو الاستجمام أو للاستمتاع بالمناظر الطبيعية وهناك تنوع حيوي وحيواني ونباتي مميز لمنطقة برع ففيها: 298نوعاً من النباتات وتسعة أنواع من الثديات بما في ذلك قرود الرباح وحوالي 90نوعاً من الطيور،وثلاثون نوعاً من الزواحف،وخمسة أنواع من البرمائيات «ضفادع وعلاجيم» وأعداد كبيرة من اسماك المياه العذبة حتى في موسم الجفاف كما قال الدكتور جون كلارك المسئول في مشروع إدارة المحميات البرية والساحلية. خصوصية وجمال!! غابة برع تتميز بمحتواها الطبيعي من أنواع النباتات حيث تضم 22صنفاً نباتياً تمثل 58عائلة نباتية و124نوعاً نباتياً منها أنواع مستوطنة...تحاط غابة برع الرائدة بالعديد من القرى الجبلية والتهامية،مما يجعلها منطقة ذات خصوصية بين نوعين مختلفين من المجتمع ويستفيد هذان المجتمعان من غابة برع ،إلا أن التهاميين أكثر استفادة من اخشاب الاشجار ومن موارد الرعي بالغابة. غابة برع تتنوع وتتعدد جماليتها نتيجة خصوبة أراضيها المحتضنة وديان عدة من أهمها وادى رجاف وتكتمل الروعة بسفوحها الخضراء..وتبقى برع لوحة معلقة في السماء وغيمات ثملة تعانق الاشجار والجبال وكأنها غريب قد ظل الطريق فأوى إلى الغابة واستأنس فيها ونام هانئاً في حين تمتزج أصوات العصافير بخرير المياه المنساب وسط الغابة. هناك مسجد صغير بدون سطح مبني من الأحجار وعليه باب خشبي مكتوب عليه مسجد وهناك لافتتان مكتوب على احداهما مرحباً بك والأخرى تدعوك للاهتمام بنظافة الغابة وعدم رمي المخلفات فيها في هذه الساحرة الجميلة تشعر بقيمة الحياة والشعور بمتعة العمر. تعد محمية برع من اندر الغابات في شبه الجزيرة العربية لما تتمتع به من خصائص حيوية وبيئية وحظيت باهتمام الدولة وكذا المنظمات والهيئات الدولية حيث تم تصنيفها كإحدى المواقع العالمية الهامة التي يجب الحفاظ على تنوعها الحيوي وكذلك اعتبرت منظمة حماية الطيور الدولية، المحمية في الموقع 57 من المواقع العالمية للطيور المستطونة والمهاجرة البرية والساحلية أكدت ذلك في دراسة استمرت ثلاث سنوات كلفت 55مليون ريالاً ونفذت ذلك شركة انجليزية. وتم تشكيل هيئة إدارية للمحمية ورفعت الهيئة العامة لحماية البيئة بهذا العرض إلى رئاسة مجلس الوزراء مع عروض مماثلة لمحميات أخرى وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء منذ مايزيد عن عام إلا أنه لم يتم العمل على تنفيذه. محمية برع تحتاج إلى اهتمام وعناية من قيادة المحافظة أولاً ثم من وزارة السياحة؟! وجدنا الكثير من المخلفات في كل مكان هناك وعدم وجود المرشدين السياحيين وشاهدنا مواطني المديرية يقومون بعملية التحطيب في جوانب مختلفة من المحمية في ظل صمت الجهات المعنية. ولكن غابة برع أو محمية برع كما يجب أن نطلق عليها أضحت تعاني من يد الاهمال والعبث يغتال جمالها الرائع فهل من تحرك لإيقاف ذلك الاهمال والاعتداء على الطبيعة الساحرة. تشجيع واهتمام ومن هم زوار برع في المستقبل .. وماهي العوامل التي تساعد في ايجاد سياحة منتعشة و ماهي الفائدة التي تعود عليهم.. تلك التساؤلات أجاب عليها يحىى المنصور نائب مدير السياحة بالمحافظة قائلاً: الزوار يأتون للاستجمام والاستمتاع بالهدوء والتمتع بالخضرة والماء الجاري في الوادي .. أصبح الزوار يدخلون إلى مواقع بعيدة داخل الغابة وأن اعداد الزوار من خارج محافظة الحديدة اذا ماأعلنت منطقة برع كمحمية طبيعية فإن زوار المحمية يأتون للانسجام خلال عطلة الأسبوع وزوار من ذوي الاهتمامات الخاصة غالباً الأجانب المقيمين من خارج اليمن والباحثين غالباً محليين وأجانب .. ونأمل من المدارس عمل رحلات سياحية للمحمية ومنطقة برع يمكن استغلالها في التعليم البيئي للطلاب على جميع المستويات وفي البحث العلمي حيث أنها الأساس لمعلومات بيئية يمكن الأستفادة منها في البحث العلمي. انها منطقة للراحة والاستجمام ووجهة لعدد من المسافرين ذوي الاهتمامات الخاصة ويمكن أن تجلب بعض الموارد الاقتصادية من خلال دفع رسوم مواقف السيارات وتذاكر الدخول إلى المحمية. وبخصوص تشجيع السياحة فبرع تمتلك عوامل عدة لذا يجب علينا صيانة مكوناتها المختلفة التي جعلت منها منطقة يمكن حمايتها والمحافظة عليها. ويمكن ان تنتعش المنطقة بالآتي: بناء استراتيجية سياحية ووضع الخطط الكفيلة بتوفير احتياجات السياح. خلق بيئة للسياحة الآمنة وذلك بضمان أمان وسلامة الزوار وتوفير الاسعافات الأولية والعاملين على خدمة السياح. تحديد السوق السياحية والإعلان عنها وتوفير خدمات ذات مستوى عال لضمان السمعة الجيدة وتحقيق الاحتياجات الأساسية كالمساكن السياحية وأماكن السير والتنزه والتخلص من الفضلات ووسائل النظافة العامة. تشجيع سكان المجتمع المحلي للعمل في مجال تطوير النشاط السياحي وتقديم الخدمات الضرورية للسياح وغيرها من الأشياء التي تشجع على السياحة وديمومتها. واذا تحقق ذلك فالمجتمع سوف يستفيد من ايصال المنافع والخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه وغيرها وتوفير المواد الغذائية من المواد الاستهلاكية. أخيراً تمتلك غابة برع عدة مقومات سياحية ففيها السياحة البيئية والطبيعة ويمكن للسياح مراقبة الأحياء البرية كالقرود والضباع والزواحف والتعرف على الإرث الثقافي والاجتماعي للسكان وممارسة هواية تسلق الجبال والاستمتاع بالجمال الطبيعي وتنوع التضاريس بالمنطقة كالسير على الأقدام وغيره .. نتمنى من وزارة السياحة أن تفكر بطريقة جميلة للاستثمار هنا وتعمل على توفير الخدمات السياحية التي تجعل الزائر إليها يفكر في البقاء في غابة برع متعة النفس وراحة القلب.