الله يسهلَّو الفنان المصري «مصطفى كامل» الذي تتسم أغانيه بالطابع الحزين لكنه في أغنيته الأخيرة «الله يسهلَّو» يبدو أنه ملّ من ذرف الدموع على المحبوب وظهر فيها بشكل جديد لم نعهده منه سابقاً رامياً بكل مشاعره خلفه، وأكد أنه فنان متميز يجيد كل ألوان الغناء وتعبيراته وقادر على إرضاء جمهوره بمختلف أذواقه بصوته الجميل وحضوره الأجمل وحسن اختياره، وهذه هي سمة الفنان المتميز والرافض لأن يظل محتكراً لمثل هكذا أغاني أو لون معين يبعده عن جمهوره شيئاً فشيئاً، كما هو حاصل مع بعض الفنانين، ومع ذلك نقول: إن مثل هذا الخروج عن أسلوب آداء أغانيه أو ألوان معينة «سلاح ذو حدين» يحتاج لقدرة الفنان وخبرته للتعامل بحذر مع هذا التغيير حتى يتجنب تأثيراتها العكسية.جديد الساهر قبيل شهر صرح الفنان الكبير «القيصر» كاظم الساهر ألبوماً غنائياً جديداً بعنوان «يوميات رجل مهزوم» احتوى على «10» أغانٍ كانت أكثرمن رائعة أغنيتان منها من كلماته وثلاث من كلمات الشاعر الكبير نزار قباني والذي عود هذا الفنان جمهوره أن يشرك هذا الشاعر الجميل دائماً في كل ألبوم ينزله إلى الأسواق، وفي هذه المرة - الساهر - كعادته أيضاً لم يخيب آمال محبيه وجماهيره العريضة فكان اختياره لأشعار هذا الشاعر الكبير موفقاً وعند حسن ظن جمهوره وزاده بألحانه الجميلة جمالاً وروعة. الساهر لم يقف عند هذا الحد بل زاد من نشاطه الفني وفي هذا الشهر قام بإنزال شريط جديد شاهدنا منه أغنية واحدة مصورة هي أغنية «ناي» والتي أستطيع الحكم عليها بأنها رائعة لكن السؤال المطروح هنا ما سر هذا النشاط؟ أهو تعويض لخسارته في ألبومه السابق «انتهى المشوار» أم ليثبت تواصل نجاحه وأنه الأجدر بشعبية الساحة الفنية العراقية والعربية بشكل عام؟ والإجابة الدقيقة على هذا التساؤل سيظهرها حجم مبيعات ألبومه الجديد وحكم الجمهور عليه.نغمة رمضان - كما هو معروف - شهر الرحمة والغفران لكن من سيتركنا نتعبد بسلام؟! وزحمة البرامج والمسلسلات تلاحقنا من قناة إلى قناة؟! فإذا كانت كل الشياطين تُصفد في هذا الشهر الكريم إلاَّ أن شياطين الإنس في الفضائيات تخرج لنا من كل حد وصوب لتلهي المشاهد عن كل ماهو أحق وأجدر. فما تقدمه هذه الفضائيات هو بعيد كل البعد عن روحانية هذا الشهر المتمثلة في صيامه وقيامه وعبادة الخالق بقلوب صافية وصادقة.. وبعيدًا عن الجوانب التثقيفية والفائدة العامة أو معالجة الكثير من المفاهيم والقضايا الاجتماعية المطلوب معالجتها وتهم مجتمعاتنا بمختلف فئاتها الاجتماعية والتي كان من المفترض أن تأتي في مقدمة أهداف أية وسيلة إعلامية وواجباتها، بدلاً من ذلك الغث واللهو وكثافته غير المبررة في هذا الشهر الفضيل، والذين لايغني ولايشبع حاجة المشاهد العربي المتمثل في المسابقات وغيرها من البرامج المسلية والترفيهية التي أجزم أنها ليست سوى مضيعة للوقت والمال وللكثير من الجوانب الإنسانية. فمتى يرحمنا الله من عبث شياطين الإنس ويصفدهم مع شياطين الجن في هذا الشهر الكريم أو تصفد هذه الشياطين نفسها على الأقل في السنة مرة واحدة احتراماً لفضيلة هذا الشهر الكريم.