في ذكرى فوز الأخ رئيس الجمهورية بولاية رئاسية جديدة وعلى أساسٍ ديمقراطي حر ونزيه لابد من ان نقف للحظة لنتأمل ملامح هذا الإنجاز التاريخي الهام الذي ارتبط بشخص الأخ الرئيس وبعلاقته مع أبناء شعبه الذين بادلوه الوفاء بالوفاء ومضوا معه نحو تطوير وتجذير الخيار الديمقراطي ومواصلة مسيرة البناء والتنمية. في ضوء القانون والدستور جرت الانتخابات الرئاسية في العشرين من سبتمبر من العام الماضي 2006م في أجواء شفافة ونزيهة للغاية ومثلت بحسب جهات محلية ودولية مؤشراً هاماً على التزام اليمن بالعملية الديمقراطية وبالتداول السلمي للسلطة وعبر الاحتكام إلى قناعات وخيارات الشارع اليمني ونتائج عملية الفرز والاقتراع وقد نظمت الانتخابات الرئاسية 2006 بموجب الدستور المعدل في صيغته الأخيرة للعام 2000م وقانون الانتخابات العامة للعام 2001م اضافة إلى اللوائح التنفيذية الصادرة عن اللجنة العليا للانتخابات وقد سبق إجراء الانتخابات الرئاسية المتزامنة مع الانتخابات المحلية جملة من المراحل والإجراءات ذات الصلة حيث تم تسجيل 3902479 ناخباً وناخبة كما تم تحديث جدول الناخبين وتنظيف السجل الانتخابي من أية أخطاء أو تكرار للأسماء وتم كذلك تسجيل واعتماد المرشحين للانتخابات الرئاسية ومن بينهم الأخ /علي عبدالله صالح، مرشح المؤتمر الشعبي العام والأخ/ فيصل بن شملان، مرشح أحزاب اللقاء المشترك. الحملة الانتخابية تؤكد عدد من التقارير الدولية حول الانتخابات الرئاسية الماضية ومما بينها تقرير لمرصد العالم العربي للانتخابات ان الحملات الدعائية المواكبة للانتخابات جرت في أجواء سلمية ومن خلال المهرجانات الانتخابية ذات الحضور الكثيف ولوحظ بحسب ما جاء في التقرير وجود احترام لقواعد حرية التعبير عن الرأي خلال الحملات الانتخابية، كما أشارت جملة من تقارير رقابية دولية أخرى بأن الحملات الدعائية التي صاحبت العملية الانتخابية مثلت تطوراً هاماً في سياق إقبال المرشحين على تسويق برامجهم الانتخابية في مقابل الحصول على دعم وتعاطف جماهيري ارتكز بصورة أساسية على مقدرة كل مرشح في إقناع الناخبين بأنه المؤهل الأفضل والمرشح الأكثر قدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المسيرة الاجتماعية والتنموية وعلى الرغم من وصول الحملات الانتخابية إلى الذروة قبيل إجراء عملية الاقتراع في ال20 من سبتمبر 2006م إلا أن الأمور لم تخرج عن السيطرة وتمت العملية في أجواء آمنة ومستقرة لانتخابات الرئاسة لكافة المواطنين وبشكل عام تمت الانتخابات في أجواء معقولة ولوحظ إقبال كثيف على مراكز الاقتراع قبل ساعتين على الأقل من بدء موعد الاقتراع «الثامنة صباحاً» ومن ضمن الملاحظات التي سجلها فريق مرصد العالم العربي للانتخابات . سجل مراقبو المرصد إقبالاً كثيفاً على مراكز الاقتراع. كان هناك تدقيق من قبل المشرفين على العملية الانتخابية. لاحظ مراقبو المرصد وجوداً مميزاً لوكلاء المرشحين الأحزاب والمستقلين والمراقبين المحليين. سهولة وصول الناخبين إلى محطات ومراكز الاقتراع المخصصة لهم. بشكل عام كانت بيانات الاقتراع والمخصصة لسرية العملية مقبولة وتفي بغرض السرية. لاحظ مراقبو المرصد احترام اللجان الإشرافية لدورها الحيادي. توفر عددٍ كافٍ من رجال الأمن لحماية المراكز الانتخابية والتدخل في حالات الطوارئ. سجل للجان الإشراف واللجنة العليا تعاونها التام مع المراقبين الدوليين. حيادية وسائل الإعلام على الرغم من أن علي عبدالله صالح كان مرشح المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الحاكم إلا ان اللافت هو ان وسائل الإعلام الرسمية، إذاعة، تلفزيون ،صحافة .. التزمت مبدأ الحياد في تغطية العملية الانتخابية إلى الحد الذي أفردت فيه مساحات لكل مرشح ليعرض برنامجه الانتخابي كما كان يتم تغطية اخبار المهرجانات الانتخابية للمرشحين أولاً بأول وبصفة عامة فإن الدور الذي لعبته وسائل الإعلام بمختلف اشكالها ومسمياتها كان دلالة واضحة بغض النظر عن بعض أوجه القصور على ما حدث لواقع الإعلام في اليمن من نقلات هامة وعملية بحيث صار الإعلام أكثر هدوءاً واكثر التزاماً بكل ما له علاقة بمصلحة الوطن وتطوره السياسي والديمقراطي. اقتراع حر ومباشر وتماشياً مع التقرير الصادر عن مرصد العالم العربي للانتخابات فإن إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم بلغ «6025818» مليون ناخب ومجموع الاصوات الصحيحة بلغ «5377238» مليون ناخب والاصوات الباطلة «648580» صوتاً وقد ذكر المرصد في تقريره النهائي بأنه تم فتح باب الترشيح. قرار التمديد للاقتراع لمدة ساعتين دل على دقة المعلومات المتوفرة لدى اللجنة مما ساهم في زيادة عدد ونسبة المقترعين ويمضي التقرير شأنه في ذلك شأن عدد من التقارير الأخرى التي نظرت إلى العملية برمتها باعتبارها تطوراً ديمقراطياً لافتاً في اليمن إلى التأكيد بأن عملية فرز الاصوات تمت بشفافية مطلقة وان نتائج الفرز اسفرت بعد ذلك عن فوز علي عبدالله صالح بولاية رئاسية جديدة ونسبة بلغت «%77.17» وهي نسبة مقبولة ومعقولة وتنم عن نزاهة وصدق في العملية الانتخابية التي عززت الثقة الدولية بالنهج الديمقراطي في اليمن وسعيه المتواصل باتجاه التطور والتحديث. فوز كاسح لمرشح المؤتمر الفوز الكاسح الذي حققه مرشح المؤتمر الشعبي العام الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح وفوزه بولاية رئاسية ثانية دفع احزاب المعارضة إلى الإقرار بهزيمتها والتسليم بنتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية من خلال مؤتمر صحفي نظمه المشترك بحضور مرشحه للرئاسة فيصل بن شملان وامناء عموم أحزاب المشترك وكان قد فاز مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية وفاز بولاية ثانية بفارق مليونين و«149» ألفاً و«598» صوتاً عن أقرب منافسيه مرشح أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان حيث حصل رئيس الجمهورية على «4» ملايين و«149» ألفاً و«963» صوتاً بنسبة «%77.17» من إجمالي المقترعين فيما حصل مرشح أحزاب اللقاء المشترك على مليون و«173»ألفاً و«25» صوتاً بنسبة «%21.82». فيما حصل المرشحون فتحي العزب على «24524» صوتاً بنسبة «%0.46» وياسين عبده سعيد على «21642» صوتاً بنسبة «%0.40» وأحمد المجيدي على «8324» صوتاً بنسبة «%0.15» وقد بلغ عدد المشاركين في الانتخابات «6» ملايين و«25» ألفاً و«818» ناخباً أي بنسبة «%65.15» من إجمالي المسجلين البالغ عددهم تسعة ملايين ومائتين وثمانية واربعين الفاً واربعمائة وستة وخمسين ناخباً وناخبة في حين بلغت الاصوات الصحيحة «5» ملايين و«377» الفاً و«238» صوتاً وبلغت الاصوات الملغية «648» الفاً و«850» صوتاً. حضور لافت للمرأة اليمنية ضمن أكبر عملية انتخابية شهدتها اليمن وتمثلت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ال20 من سبتمبر من العام الماضي وبالتزامن مع الانتخابات المحلية فإن المرأة اليمنية اثبتت حضوراً فاعلاً في كافة اشكال ومراحل العملية الانتخابية وأكدت انها تستحق وبجدارة ان تقوم بدورها على أكمل وجه في بناء حاضر ومستقبل اليمن وضمان تطوره وازدهاره ودفع مسيرته الديمقراطية قدماً إلى الأمام وقد تبين بأن عدد الناخبات اليمنيات في السجلات الانتخابية الرئاسية والمحلية وصل لنحو «3900565» ناخبة من إجمالي «9247370» بطاقة انتخابية كما سجلت المرأة اليمنية حضوراً لافتاً في مراكز الاقتراع حيث وصلت نسبة الحضور والمشاركة في بعض المراكز وخلال أوقات معينة إلى مستويات تفوق مستوى مشاركة الرجال. كما اتسمت طوابير النساء خلال عملية الاقتراع بالهدوء والانضباط اكثر مما شهدته طوابير الرجال وتمكنت المرأة اليمنية من الإدلاء بصوتها وبحرية كاملة ومطلقة واختيار من تراه أهلاً للمسؤولية وأهلاً للحصول على ثقة ومباركة المرأة اليمنية. رقابة واسعة النطاق الفوز الساحق لرئيس الجمهورية انطلق من جملة من الأسس والأطر الديمقراطية واستحق احترام مختلف الأوساط المحلية والعربية والدولية وبخاصة ان الأخ الرئيس يدرك عظمة العلاقة التي تربطه بشعبه ويحترم التوجهات العامة باتجاه تعزيز الديمقراطية وتعميق النهج الديمقراطي لذلك كان حريصاً على ان يدير حملته الانتخابية بمنتهى الشفافية والوضوح ويترك المجال للشعب ليقول كلمته وفي ظل رقابة محلية وعربية ودولية واسعة النطاق ويكفي ان نعرف ان الانتخابات التي تم اجراؤها العام الماضي راقب فيها أكثر من «45» ألف مراقب يمثلون مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني كما ان هناك مراقبين أجانب ودوليين شهدوا بنزاهة العملية الانتخابية وتم تقديم كافة المعلومات والتسهيلات ليتسنى لهم التعرف على كافة جوانب ومراحل العملية الانتخابية أولاً بأول وهذا ما حدث فعلاً وما عزز ثقة المحيطين الاقليمي والدولي بمصداقية التوجه اليمني في الإطار الديمقراطي. برنامج انتخابي حافل البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهورية حمل في طياته رؤى واضحة وتوجهات سليمة نحو تطوير الواقع المعاش والسير به نحو آفاق التطور والازدهار وفي مختلف المجالات وعلى كافة الأطر والأصعدة وقد تمكن البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس من تلمس كافة الهموم والمشكلات والامال والتطلعات ولذلك وجد استجابة وتفاعلاً كبيرين من قبل الجماهير وجموع الناخبين الذين لم يترددوا في مواصلة منح الثقة بمن يرونه ربان وطنهم وقائد سفينته إلى بر الامان .. والحقيقة أن هذا البرنامج الحافل لم يكن مجرد ورقة ضغط لمداعبة الجماهير واستدرار عطفها وتفاعلها كما هو حال عدد من البرامج الاخرى لكنه كان توجها عاماً وعملياً أخذ بعين الاعتبار ضرورة التعامل بجدية في اصلاح مشكلات الواقع واستيعاب توجهاته ورؤاه المختلفة بماينعكس ايجاباً على مسيرة البناء والتنمية ولذلك فإن البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس يُعد اليوم مرجعاً هاماً وأسياسياً في تسيير دفة الأمور باتجاه ما هو مأمول ومطلوب. نقلة على الصعيد الحضاري يمكن القول إن التجربة التي مرت بها اليمن وتتمثل بتجربة الانتخابات الرئاسية تمثل على حد تعبير عدد من المثقفين والصحفيين العرب اساساً لنقلة نوعية على الصعيد الحضاري تؤكد أن العرب قادرون على ممارسة الديمقراطية على أعلى المستويات من دون أي نوع من العقد وانه ليس صحيحاً أنهم عاجزون عن ذلك وان ثقافتهم تتعارض مع الديمقراطية حيث ان ما حصل في اليمن بحسب ما ذهب إلى ذلك خير الله خير الله في مقال له بتاريخ 19 أكتوبر 2006م يؤكد أن المواطن العادي على استعداد للتجاوب مع كل ما له علاقة بالتجربة الديمقراطية. مشيراً إلى دور الأخ رئيس الجمهورية في تعزيز هذه العلاقة وهذا النهج من خلال احتكامه لصندوق الاقتراع ونزوله إلى الشارع وتنظيم المهرجانات الانتخابية في مختلف المحافظات وكل ذلك دليل قوة وحياة وحركة لما انتهجته اليمن من نهج ديمقراطي يمثل استثناءً حقيقياً على مستوى المنطقة العربية بكاملها.. ويمضي خير الله خير الله بأن من أهم ما يمكن قراءته في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة هي انها ساهمت وبقوة في تعزيز الاستقرار الداخلي وحولت الإطار الديمقراطي إلى قدر لايمكن تغييره إذ لم يعد في استطاعة أي طرف من الاطراف تفاديها في حال كان يريد ان يجد لنفسه مكاناً في الساحة السياسية اليمنية بحيث يمكن القول ان الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في ال20 من سبتمبر من العام الماضي كانت منعطفاً في الحياة السياسية اليمنية على غير صعيد.