إنها مرتفعات (أشراف) مديرية الشمايتين في منطقة الحجرية محافظة تعز والتي لايعرف الكثيرون عن الجوانب السياحية والبيئية لهذه المديرية، فهي تقع في الجنوب الغربي من محافظة تعز وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي (1200 - 2200) متر وتطل على مديرية المواسط من الناحية الشمالية ومديرية القبيطة من ناحية الشرق ومديرية المقاطرة من ناحية الجنوب والغرب ومركز المديرية مدينة تربة ذبحان. تتميز هذه المنطقة بمناخ شتوي وصيفي بديع ففي الشتاء تكثر فيها ظاهرة الضباب (الغمام) الصاعد من المنخفضات المجاورة وكذلك الأمطار الخفيفة (الهثيم) أشبه بمناخ أوروبي فتشكل في هذا الفصل ظواهر طبيعية كونية من مناظر الشروق والغروب الممتزج بالسحب لتشكل لوحات كونية من صنع الخالق البارىء المصور لا تتكرر، وتتغير بين لحظة وأخرى. كذلك مناخ الصيف تكثر المسطحات الخضراء الممتزجة بالسفوح الجبلية لتشكل مناظر طبيعية بديعية خاصة مناطق الغيول في الوديان والتي توجد فيها شلالات مائية نتيجة غزارة الأمطار الرعدية في هذه الفترة. كما تمتاز هذه المنطقة بالهواء النقي الغني بالأكسجين وكأنها منتجع صحي ومن شدة نقاء الجو في هذه المنطقة والمناطق المطلة عليها يمكنك في الصباح الباكر مشاهدة سطح مياه البحر الأحمر في الجهة الغربية وفي المساء يمكن مشاهدة منارة جزيرة ميون وأضواء مدينة عدن. هذه المديرية تتوسط المسافة بين محافظتي تعز وعدن وأصبحت طريق هيجة العبد تختزل زمن مسافة الرحلة لأبناء المديرية والمديريات المجاورة إلى النصف رغم أن المرحلة الثانية من الطريق الذي يربط هيجة العبد بمركز طور الباحة لم تستكمل بعد ولازالت طريقاً ترابية. كما تتميز هذه المنطقة بتوازن بيئيّ وطبيعي رائع حيث يلاحظ تواجد الكثير من الطيور والحشرات والنباتات النادرة، كما أن هناك العديد من المعالم التاريخية والسياحية مثل: قلعة المقاطرة - قرية قحام - جبل منيف، كما تطل المديرية على محمية جبل إراف الطبيعية ووادي أديم من الجهة الجنوبية والغربية والشمالية ووادي الأحكوم ووادي المفاليس والمصلى الذي تغنى بها الشعراء والفنانون: (يانجم ياسامر فوق المصلى) وجبل سامع الشامخ من الناحية الشمالية والشرقية. ومن المعالم الحديثة طريق هيجة العبد وطريق النفق والبرج الحديدي المائل لنقل كابلات الضغط العالي والكائن في عزلة المداحج والذي صمم بطريقة هندسية متميزة. أبناء هذه المديرية يتميزون بمستوى تعليمي عال وحس حضاري سام ويمتلكون مواهب الرسم والتصوير التي اكتسبت من طبيعة المنطقة الخلابة منذ نعومة أظافرهم ويجيدون العديد من اللغات لكثرة هجرتهم إلى الخارج لغرض العمل أو الدراسة، وعلى سبيل الذكر هنا الأخ/ أحمد عبدالرحمن العراري الذي يعمل سائقاً ومرشداً سياحياً متطوعاً ويمتلك موهبة التصوير والذي شارك بعدد من الصور في هذا الموضوع. وأخيراً المنطقة بحاجة إلى الترويج والاستثمار السياحي وتوفير الخدمات السياحية وهناك مساحات في مناطق الأشراف يجب أن تخصص للاستثمار السياحي قبل وصول الزحف العمراني إليها.