قبل أن يحل شهر رمضان ماذا يعمل العدنيون لاستقباله وماذا يحدث في بعض المنازل .. فضجة هنا وهناك ورائحة الطلاء تفوح من بعض المنازل والتغييرات التي تحدث في أثاث المنزل، فهذه الأشياء البسيطة قد اعتادها العدنيون كل عام فالاستعدادات التي يقوم بها العدنيون تخل في ميزانية الأسرة كما يصرخ بعض الرجال من طلبات النساء، ففي عدن لابد من تغيير كل شيء في المنزل من أثاث وأوانٍ لابد أن تكون جديدة، إضافة إلى ذلك شراء المواد الغذائية المخصصة لهذا الشهر رغم كل ذلك يبقى ليل عدن الرمضاني له طابعه الخاص أمام التجمعات الأسرية التي تجمع أفراد العائلة في جو إيماني جميل .. فرمضان بداية التغيير الذي يصفي قلوبهم كما يقول البعض.. عدن هاهي تستقبل رمضان بكل ما يمتلكه العدنيون من طقوس لاستقباله .. فماذا يقول العدنيون؟ فانوس رمضان في أواخر شهر شعبان يبدأ أطفال عدن فرحتهم مع فوانيسهم الصغيرة المضاءة يهللون ويصرخون بأعلى أصواتهم (أهلاً أهلاً يا رمضان) لعل رمضان يأتيهم بسروره هكذا يظنون، رمضان بنعومته واحتضانه لهم .. رغم تلك الأصوات الطفولية المرحبة برمضان ففي الطرف الآخر أهالٍ يستعدون لهذه المناسبة العظيمة بطريقتهم الأخرى رغم تواضع طفولة الاطفال إلا أن همّ الكبار أكبر في استقبالهم لهذا الشهر.. طقوس لا تخلو من انفاق أموال طائلة لأجل لحظات الشهر الكريم .. العدنيون ماذا يقولون .. التقينا الاخت/ أفراح السيد/ والتي قالت لنا : - رمضان في عدن له مكانة عظيمة في نفوس العدنيين ولأنه شهر فضيل فإن لنا طقوسًا في استقباله. الاستعدادات التي نقوم بها لاستقبال رمضان ربما خفت بعض الشيء هذه الأيام ولو أننا نظرنا مثلاً إلى تلك الضجة التي تحدث كل عام فإنه اختفت هذه الأيام كثيراً بسبب الغلاء الذي تشهده الجمهورية كلها وهذا العام له عتبات جمة خاصة وقدوم مناسبتين جعلتا الوضع الاقتصادي والميزانية مهزوزة لدينا .. فكل واحد يحاول أن يوفر للمناسبة الأولى والتي هي العودة إلى المدارس وهاهي شهر رمضان .. التي أخذت ميزانية كل ما في الجيب.. ترتيب وتنظيف التقينا الأخت/ هدى صالح والتي قالت : - نحن في عدن نستقبل رمضان في كل عام بطريقتنا المعتادة نبدأ أولاً بتغيير محتويات المنزل بعد التنظيف والترتيب كما أننا نقوم بشراء متطلبات الشهر من الجيلي والمهلبية والشربة ونقوم بشراء متطلبات المطبخ الجديدة وهذه العادة مستمرة ومعتادة من قبل العدنيين، فاستقبال الشهر في عدن ليس كالمحافظات الأخرى .. فالطلبات التي نقوم بشرائها كثيرة جداً وفيها نوع من التباهي بين أفراد المجتمع حتى اننا صرنا نعتبرها مهمة برغم أنها عادية جداً ولكن ماذا نقول أمام عادة قد صارت تجري في دمائنا. تغيير المفروشات وأما حميد سعيد فيقول : رغم أن نساء عدن لهن طريقتهن في استقبال الشهر الكريم إلا أنني أرى أن هذه الاستعدادات بدأت تقل كما أنه لم يعد أحد يهتم بها كما كان يحدث فهناك من كان يعتقد أن تغيير الموكيت والستائر وطلاء المنزل هو من أهم الاستعدادات التي تتم في رمضان إلا أنني ألاحظ أن هناك فئة صار القرآن الكريم هو كل استقبالهم لهذا الشهر رغم أن هناك من يتناسى أن الشهر يجب أن يحيا بذكر الله. نورة أحمد تقول : - إن لرمضان طقوسه فنحن النساء نظل في المطبخ لساعات طويلة في رمضان برغم هذا فإن النساء يتفنن في إعداد أصناف من الأطباق العدنية المشهورة خاصة بنت الشيخ التي لها مذاقها الخاص لدى معظم العدنيين وكذلك لقمة القاضي والجيلي والمهلبية والطبق المهم لدينا هو الشفوت .. كثيرة هي الأصناف التي نقوم بإعدادها وكما للمائدة اهتماماتنا فإن للقاءاتنا العائلية مكانة في نفوسنا، فنحن في شهر رمضان نقوم بتوثيق العلاقات الأسرية فنقوم بالزيارات العائلية التي يكون لها حضور رائع ونحن نجتمع كل يوم في منزل من أفراد العائلة، رمضان في عدن جميل جداً هذا ما رأيته ولاحظته. وتشاركها الحديث اختها سلوى عادل قائلة : هناك أشياء كثيرة نعيشها في شهر رمضان فمدينة عدن لها ليل ساحر وهدوء اكثر روعة، فالزيارة الليلية بعد الافطار جميلة جداً، فكثير من العدنيين يستقبلون رمضان بصورة غريبة فسوف تجد كل منزل أفراد عائلته يقومون بشراء أدوات المطبخ وكذلك تنظيف المنزل وهناك من يقوم على الذبح فهذه الاستعدادات رغم أنها تقلصت في بعض المنازل بسبب الغلاء الذي نعيشه فلم يعد لهذه الاستعدادات أي أهمية خاصة وأن بعض المحلات تقوم برفع الأسعار بصورة غير طبيعية قبل دخول شهر رمضان لتضيف على المواطن، وعدن هي واحدة من المحافظات. أشياء أخرى هناك أشياء تستحوذ على بعض العائلات العدنية وهي الذبائح التي يقوم بها البعض رغم انها تقلصت بسبب الغلاء الذي صار يجتاح معظم المحافظات اليمنية..