استوقفتني نسمات عبيقها الروحاني ... فاستنشقت من عبيرها وأرتويت من بركتها... إنها تلامس شغاف قلبي فتغمره بالسعادة والأمان .. إنها تهمس في أذني ... تشحن همتي وتحفزني ... كيف لا وهي نسمات الحبيب رمضان ..، رمضان .. آت ... إنه يقترب ... نعم أنا أميز ذلك الاحساس الذي لا ينفك يلازم كل قلب مؤمن بالله ... لم تبقَ إلا سويعات عليك يا رمضان ... اللهم بلغنا شهر العتق من النيران... لكنها حياة طويلة حتى نصل إليك .. نعم إنها لطويلة ممقوتة مملة .. كيف لا وعمير رضي الله عنه يقول : بخ .. بخ إنها لحياة طويلة حتى أكل هذه التمرات ... أواه .. هل من سبيل للمقصرين لمرافقتك يا رسول عليك أفضل الصلاة والسلام .. إنني أعترف ان الحياء يمزق نياط قلبي حين تخالجني رغبة جامحة في مرافقتك .... لأني أعلم الناس بنفسي .. وبالأسرار التي بيني وبين ربي .... لكن ... (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). هل من طريق في هذا الزمان الموحش المؤلم الذي ادلهمت فيه الخطوب وكثرت وتنوعت .. فيه المعاصي والذنوب واندرست فيه معالم السنن .... فأصبحت السنن فيه كالبدع ... والبدعة شرع يتبع .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي !؟ با راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي.. با راحلين إلى جنان الخلد أشرف موضع.. أتراكم أسرعتم أم أنني لم أسرع ؟ ما ضركم لوضمني معكم لقاء مودعي ؟ فيقال لي هيا إلى أرض الخلود أو ارجع رمضان إنه الطريق المعبد السريع لله ولرسوله ولصحبه الكرام .. لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي .. ومن سار على دربهم أو اقتفى أثرهم .... فليلة تساوي ألف شهر .. إنها حكمة ربانية .. ورحمة إلهية ... لأن أعمار امتنا قصيرة فعوضنا الله بمواسم الخيرات ... والسعيد من علم وعمل. رمضان ... سلامي عليك وهذه السطور اليك .. تنبئك عني وعن شوقي وعن ودي .. إنها دموع سالت على القرطاس فجرت على حركات الخواطر والانفاس .. اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام والعمل الصالح وتلاوة القرآن...