الإتسام بالحكمة عند الافطار عندما نتكلم عن الأصحاء فإنما ذلك يكون عن عدم وجود المرض العضوي وليس مفهوم الصحة الحديث المتمثل بخلو الإنسان من الإعاقة الجسدية والنفسية والاجتماعية والمرضى أيضاً أصحاب الأمراض المزمنة وليس الأمراض العارضة.. فيكف يكون سلوك هؤلاء في شهر رمضان المبارك الذي قال فيه الرسول «صلى الله عليه وسلم»: صوموا تصحوا» والمقصود الصحة بمفهومها الشامل..وذلك بالتخلص من العلل الجسدية غير الحميدة والعمل على التكافل والتراحم والسمو الروحي والنفسي..فحينما يصوم الإنسان يحدث له تغيير وظيفي أولي في الجهاز الهضمي ويصاحبه أعراض تقلصات ومغص عادي مثله مثل أعراض الدوخة/الغثيان في الأيام الأولى من الصيام وهي أعراض لاتستدعي القلق واستشارة الطبيب إلا في حالة استمرارها..وعليه يجب على الصائم أن يتسم بالحكمة عند الافطار فلا يملأ معدته فجأة وبكميات كبيرة خصوصاً من الحلويات والأطعمة المشبعة بالزيوت والتي تفقد الجسم قدرته على تركيز الجلوكوز الجديد، فهذا الجسم لديه نظام دقيق ويحتاج إلى وقت هادئ لتغييره بعيداً عن حالة القلق والغضب التي تفقد صاحبها أجر الصوم لعدم التزامه بالدرس الإنساني للخالق عز وجل..ولهذا فلا يجب الغضب في رمضان حتى لايتعرض الجسم لاحتمالات اضطراب الغدد وماقد يصاحبه من ارتفاع في ضغط الدم ولكن كيف يصوم المرضى؟ والإجابة هي كما قلت بمعرفة المرضى وسلوك الجسد، فمثلاً مريض السكر يجب أن يعدل من الدواء ليتناسب مع كمية الفطور فيستخدم الجرعات الكبيرة بعد الافطار وقبل العشاء والكمية الصغرى مثلاً من الأنسولين قبل السحور.. فاذا حدث خلل ما عليه مراجعة الطبيب بتعديل الجرعة والصوم يساعد مرضى الضغط لخفض الجرعة أو بقائها حسب حالتهم ولكن الصوم يخفف من الدهون وعلى مرضى الضغط عدم الاكثار من اضافة الملح للطعام..أما أمراض المعدة فتوجد حالات مختلفة منها المشخصة بالتهابات عادية في المعدة دون وجود قرحة وهذه الحالات يساعدها الصوم على الشفاء بنسبة كبيرة. أما الحالات التي تعاني من وجود قرحة في المعدة يفضل عدم صيامهم الا بعد التحسن لما قد يصاحب ذلك من عواقب غير مرغوبة.. وعموماً فنوعية الطعام وطريقة الطبخ ونظافته تلعب دوراً هاماً في صحة الإنسان، فأكل المأكولات من الأماكن العامة وغير الصحية قد يزيد من حالات التهابات المعدة والامعاء ويجعلها أمراضاً مزمنة.