أدان محلفون أمريكيون زعيماً دينياً أمريكيا بتهمة تعدد الزوجات وتسهيل الاغتصاب، بعدما أجبر فتاة عمرها 14 عاماً على الزواج من ابن عمها (19 عاماً)، ضمن طقوس الكنيسة التي يديرها. ورفض المحلفون بحسب مانقله موقع «امريكا إن ارابيك» حجة الدفاع أن موكلهم يواجه تمييزاً على أساس ديني، كما تتعرض الكنيسة التي يرأسها للاضطهاد، خاصة وأنها تشرّع لتعدد الزوجات، وتختلف عن عدد كبير من الكنائس الأمريكية. وبهذه الإدانة، فإن زعيم "الكنيسة الأصولية للمسيح وقديسي آخر الأيام" وورن جيفز، يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة. ويعيش معظم أتباع هذه الكنيسة على حدود ولايتي أريزونا وولاية يوتا، ويُسمح لهم بممارسة تعدد الزوجات. ويقدّس أتباع الكنيسة زعيمها، ويعتبرونه نبياً على صلة مباشرة بالرب ويتحكم مباشرة في "خلاص" أتباع الكنيسة حسب المعتقد المسيحي. يذكر أن لجيفز أتباعا أيضا في ولايات أخرى مثل تكساس، المعروف عنها تمركز الكثير من الجماعات والكنائس المتشددة، وفي كندا. هذا وكان الادعاء قد قال: إن جيفز قد قام بإدارة مهرجان العرس وإتمامه في عام 2001 على الرغم من اعتراضات العروس، كما أنه رفض بعد ذلك أن يطلق الفتاة من زوجها، رغم شكواها من سوء العلاقة بينهما. وهو ما اضطر الفتاة للجوء إلى محامي والذي نصحها باللجوء للقضاء الأمريكي باعتبار القضية "إساءة معاملة للأطفال". وتطالب الفتاة بتعويضات للأضرار واقتطاع جزء من أموال الكنيسة التي تعتبر كنيسة ثرية رغم انها كنيسة صغيرة. غير أن الدفاع احتج أن وورن جيفز، البالغ من العمر 51 عاماً، هو ضحية للاضطهاد الديني في أمريكا، الذي لايقبل إلا تطبيق نسخة واحدة من الأحكام على موضوع الزواج. كما تقدم المحامي بصور للعروس وهي تحتضن زوجها وهي مبتسمة كدليل على عدم تعرضها للاغتصاب أو الزواج الإجباري. هذا وقد قالت أم الفتاة في شهادتها: إن الزواج تم ترتيبه من قبل الكنيسة، غير أن أحداً لم يكن يجرؤ على الاعتراض نتيجة السلطة والنفوذ للقساوسة، وخشية تعرض الأسرة لنتائج اجتماعية سلبية في حال غضب كبار قادة الكنيسة منهم. هذا وقد أنكر ابن عم الفتاة وزوجها أنه أجبرها في أي وقت على معاشرته زوجياً، ونفى الاتهامات بالاغتصاب بالكلية وقال إن ما تم كان برضاها. واعتبر المدعي العام لولاية أريزونا تيري جودارد، الذي قاد الادعاء ضد جيفز في بيان صحفي، أن القرار هو "انتصار لسلطة القانون"، نافياً أن تكون قضية اضطهاد ديني. إذ أشار إلى أن "القضية ليست حول الاعتقاد الديني، لكن قضية حول حماية الفتيات من الاستغلال".