في اللحظة التي يصرخ فيها المولود صرخته الأولى وهو يرى نور الحياة يقف الطبيب وجهاً لوجه أمام معجزة الخلق..احدى معجزات الله ويقوم الطبيب بعد الولادة مباشرة بإجراء عدة اختبارات للمولود الجديد ومن هذه الاختبارات الروتينية وزن المولود.. وجرى العرف أن يكون وزن الطفل الذكر عند ولادته حوالي 5،3كغرام «كيلو غرام»، أما الأنثى فنحو 3 كيلو غرامات والطول حوالي 50سم فقط لاغير وينخفض الوزن بعد الولادة بيومين بنسبة 10% وذلك بسبب فقده لبعض الماء، ثم يبدأ الوزن بالزيادة مرة أخرى بعد أربع أيام من الولادة ليسترد مافقده من وزن بعد 10 أيام، ثم يستمر في الزيادة المطردة، ولكن لاحظ الأطباء في السنوات الأخيرة عدم سريان هذه القاعدة في جميع حالات الأطفال. ففي الولايات المتحدة الأمريكية ولدت الطفلة جاكلين ويلز في حجم العروسة الصغيرة وكان وزنها عند ولادتها كيلو غرام واحد فقط أما طولها فقد كان 22 سم واعتقد الجميع أن هذه الطفلة ضئيلة الحجم لن تعيش لكن الأطباء المعالجين قرروا وضعها في حضانة خاصة على أمل أن تكتب لها الحياة، وظلت الطفلة في الحضانة لمدة ثلاثة أشهر حتى يكتمل نموها واستمرت مجموعة الأطباء في متابعة الحالة حتى تخطت جاكلين مرحلة الخطر في عيد ميلادها الأول حيث بلغ وزنها 6 كيلو غرامات بالتمام والكمال وبلغ طولها 74سم. ومن ناحية أخرى وفي الجانب الآخر من الكرة الأرضية ولدت في استراليا الطفلة العملاقة جنيفر وكان وزنها عند ولادتها 5،6 كيلو غرامات ويعتبر هذا الوزن رقماً قياسياً لأوزان المواليد، تقول كارول لارسين «29» عاماً والدة الطفلة المعجزة انها لم تندهش عندما علمت بوزن جنفر اذ انها سبق وأن أنجبت طفلها جيفري وكان يزن 5،4 كيلو غرامات ثم طفلتها فاليسا وكانت تزن 5 كيلو غرامات مماعرضناه يتضح أن وزن الطفل عند ولادته قد يتراوح في بعض الأحيان النادرة بين 75.0 كيلو غرامات و5.6كيلو غرامات وكان الطب الكلاسيكي يعزو هذه الفروق لأسباب مختلفة فالعالم فزنكنهوزر كان يرى أن السبب المباشر الذي يكمن وراء ضخامة المولود أو ضآلة حجمه هو ارتفاع قامة والدته بينما كان يرى العالم جاستر أن هناك علاقة طردية بين وزن المولود ووزن الأم وليس طولها، أما بعض العلماء فكانوا يقولون أن وزن الطفل المولود يزيد بزيادة عدد مرات ولادة الأم، فالطفل الأول قد يزن 5.3 كيلو غرام والثاني 4 كيلو غرامات وهكذا إلى أن يصل سن الأم إلى الأربعين ومن ثم تبدأ أوزان مواليدها وأحجامهم في الانكماش والانخفاض ومثال ذلك يزن مولودها الأول بعد الأربعين 5.4 كيلو غرامات والثاني 4 كيلو غرامات وهكذا إلى أن تصل الأم إلى مرحلة عدم الانجاب. أما عن رأي الطب الحديث فيقول العلماء أنه يجب أن نضع في الاعتبار عن تبرير الاختلافات في أوزان المواليد العوامل الوراثية المختلفة والظروف المرضية والنفسية الشاذة التي قد يعاني منها الوالدان، وحالات الولادة قبل الموعد الطبيعي أو بمعنى آخر حالات ولادة الطفل المبتسر وفي هذه الحالة يكون المولود غير مكتمل النمو ضئيل الحجم والوزن لايستطيع الرضاعة وانما تتم تغذيته عن طريق أنبوبة دقيقة تصل حتى معدته وتمده باللبن الصناعي المعقم بشرط تحقيقه كلما انخفض وزن الطفل المولود ويظل الطفل المبتسر بدون وعي إلى أن يبدأ احساسه وشعوره بمن حوله بعد أسابيع من ولادته وحسب حالة كل مولود، ويضيف «د.لادن» أن هناك علاقة وطيدة بين هذا التذبذب الواضح في أوزان المواليد العصريين من جهة وبين الاشعاعات الذرية الناتجة من التجارب النووية التي تجريها الدول الكبرى في انحاء متفرقة من العالم من جهة أخرى.