لحضرموت نشاط شعري غزير، وقد ألف السيد/ عبدالله السقاف كتاباً من ثلاثة أجزاء في تاريخ الشعراء الحضرميين، ويشتمل المؤلف على مئات من الشعراء، وجاء فيه «..... ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية فإنك ترى على شعرهم طلاءً صوفياً ومسحة ً فقهية، ومع هذا الطلاء وتلك المسحة فإنهم لايخرجون عن كونهم شعراء وإن لم يكونوا من المجيدين غالباً». ولاريب أن السيد عبدالله السقاف قد بالغ في حكمه حين جعله عاماً.. ذلك أن من بين من ترجم لهم شعراء نابهين، يمكن أن يعدوا في مرتبة المجيدين مثل أبي بكر العيدروس وعبدالرحمن بن مصطفى العيدروس المتصوفين، ومثل عبدالصمد بن عبدالله باكثير، وهو يعد من الشعراء الممتازين في الجزيرة العربية لهذا العصر بعامة إضافة إلى الشاعر أبو اسحق الهمداني. شعر صوفي زاخر ويقول الدكتور شوقي ضيف في كتابه تاريخ الأدب العربي: ويكثر المديح النبوي والشعر الصوفي في حضرموت، ويفيض كتاب تاريخ الشعراء الحضرميين بهما وبزهديات كثيرة حتى ليظن الإنسان أنه لم يوجد شاعر هناك إلا وتغنى بمديح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وببعض غزليات صوفية وأشعار زهدية، ولأبي العيدروس المتوفي سنة 914ه/ 1508م ديوان صوفي سماه «محجة السالك وحجة الناسك» وهو يزخر بالشعر الصوفي وكثير منه بالعامية اليمنية، هو - كما يسمونه - شعر حميني، وهو صوفي سُني، وجميع صوفية حضرموت سئيون ومن قوله: نعم لو صح تحقيقي شهودي لأشغلني الشهود عن المقال ولو حل اليقين صميم قلبي لكنتُ هجرتُ في المولى الموالي ولو كان الحضور نزيل صدري لما بالغير لذّ لي اتصالي وهو يصرخ بأنه لم يصل إلى مرتبة الشهود للحضرة الإلهية، فضلاً عن الغناء في الذات العلية، وانفصاله عن وجوده البشري، حتى لايكون هناك موجود ولا مشهود سوى الله، وهو بذلك صوفي سُني، ويناجي ربه مناجيات كثيرة خاشعاً متفرعاً، ويمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعد من كبار الصوفية الحضارمة. مناجات بامخرمة ولعمر بامخرمة سنة 952ه/ 1545م شعر صوفي تكثر فيه المناجيات والاستغاثات والتوسلات والمدائح النبوية، ومن قوله في أحد توسلاته: الله يامن لا إله نؤمهُ إلاّ هو انظرني بعين تفضل يامن هو الله العظيم ومن له ال عرش العظيم ومن عليه توكلي يامن يغيث المستغيث بغوثه غوثاه أدركني عدمت تحيلي ومن متصوفة حضرموت عبدالله الحداد العلوي، وقد أنشد له الثقاف أشعاراً كثيرة في التصوف والزهد والمديح النبوي والرجاء والصبر على الشدائد وفي الأشواق والمواعظ، وفي المناجاة والاستغاثة بالله، ومن قوله في استغاثة نبوية: يارسول الله يا أهل الوفا ياعظيم الخلق يابحر الصفا أنت بعد الله نعم المرتجى ياختام الرسل ياخير الورى ياسريع الغوث أدرك من هفا