ولد العالم والشاعر المتصوف أبوبكر بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس في حضرموت عام 851ه،ومنها انتقل إلى عدن التي أمضى الجانب الأكبر من حياته فيها وجعلها داراً لجهاده الأدبي والديني، ويعد العيدروس من كبار الأولياء الصوفية في اليمن، وضريحه في عدن يعتبر من معالم المدينة القديمة بوصفه قبراً لولي صالح. وقد كان العيدروس صديقاً للملك الطاهري عامر بن عبدالوهاب ونظم عدة قصائد في مدحه ونال حظوة بالغة عنده وعند بقية الأمراء الطاهريين، وكان لشعره ومواقفه دور كبير في إعداد المواطنين لمجابهة قوات الغزو البرتغالي التي حاولت الاستيلاء أكثر من مرة على عدن والمكلا والمدن الساحلية في الجنوب الشرقي من اليمن. ولم تبق من مؤلفات العيدروس غير كتاب وديوان طبعاً معاً في مجلد واحد عام 1355ه في القاهرة بإشراف عالم من الأزهر، وعنوان الكتاب «الجزء اللطيف في التحكيم الشريف» وهو فصول من التصوف ونهج المتصوفة، أما الديوان فبعنوان «محجة السالك وحجة الناسك» ويحوي شعره الفصيح والموشح والحميني ويشير الدكتور عبدالعزيز المقالح إلى أن شعر العيدروس باستثناء مدائحه في أل طاهر وبعض أصفيائه يعبّر عن معاناته الروحية، وعما يسمى بالأحوال والمواجد ويتسم شعره الفصيح والعامي بالبساطة التي لاتصل إلى الركاكة، وهذه صفة غالبة على الشعر الديني وأشعار العيدروس مفرقة في ثلاثة اتجاهات موضوعية هي : الحب الإلهي، المديح، والوعظ والحكمة. وقد توفي أبوبكر العيدروس في سنة 914ه وقبره مشهور في عدن تزوره العامة كقبر من قبور الأولياء الصالحين.