عيناك صاغ الله فيها كل تكوين الوجود ورأيت في عينيك بحراً لايغيض ولمحت في الانسان انسان العيون زهراً ربيعياً وليد وشممت فيها سحر جنات الخلود وغمرت شطآن اسوداد الليل بالضوء الشريد وينبض حبات اللآلئ في النجوم بالصمت طاف مع الغيوم وبروح مسكنة الندى عذراء نمقها الضياء والراهب القديس أفرد للقاء ترتيل آيات الحضور والرب في العلياء يمنحه السفور هاقد تجلى في الزمان ولازمان وانزاح عن عينيك أغشية الثبور وبدا عليها ألف ميلادٍ يفور بالموت بالميلاد بالنور الفريد بالبرد بالايحاء بالظل الخفيف ولها من الأوراق والشجر الحفيف وتقول في حذر لطيف: ذق مرة صمتي وتسويفي وترياقي الشفيف واستلهم الأيام تستبق المسافة في الغروب تهب التوقع شكل قنديل السحر ويجيء في القمر المذاب في بوح كأس للشراب ولاشراب في دفء أنفاس الوتر ومشاعل الشعراء في الغيب البهيم يتوافد العشاق منا حولنا ويطوف معتمر غريب قد آب تواب لمولاه الرشيد فالعمر ضاع وماخلا بعض الليالي والحياة غصت وغصت بالدموع وبالفراق إني ومن أولاك اسرار العيون أهديك مايرويك من ظمأ المسير إلى القوافي من سنين فارفق،وزمزم، نبع ميلاد الخريف قد مر تطفيف السلاف مع الربيع وعلى مجامر شوقنا هبط الشتاء وسينطفي ماكان بالأمس الحريق لكنني والله من برأ النسيم سيظل في عيني البريق يهديك من آنٍ لآن دفء الزمان مع المكان والفن والتوليد والعمر المديد نم في هناء عيناي مأواك السعيد مثواك إن نام المساء ولعشه عاد الغروب قد قدر العصفور ميعاداً ونام