وقع سارق في خير أعماله بعد أن رقّ قلبه لضحيته "عامل تبييض منازل" الذي سرق منه عشرين ألف ريال في أحد الأسواق وقرر أن يعود ويتصدق عليه بعد أن وجد الناس يفعلون ذلك. وكان لوقع السرقة على عامل التبييض المسن الذي بمجرد حصوله على المال كمقدم أجر أعمال تبييض أحد المنازل بعد ركود دام عدة أسابيع كان كالصاعقة بعد أن طار أول مبلغ يتحصل عليه منذ أسابيع في لحظات ودون أن يشعر ليصرخ بصوت عال: "زلطي .. زلطي" (نقودي.. نقودي) ذارفاً الدموع بحرارة مما أثار استعطاف المتسوقين، وعندها قام أحدهم نيابة عنه ورحمة بحاله بمد قطعة قماش لجمع تبرع للرجل وتعويضه عن المبلغ المسروق من تبرع الناس. وبينما كانت نظرات عامل التبييض منكسرة على قطعة القماش التي يتبرع الناس بمالهم عليها في حاله الذي لا يسر أحداً، ولم يتوقع أنه سيكون فيه، داعياً الله أن يفرج عنه همه، إذا بيد تمتد وتضع مبلغ ألفي ريال عليها آثار أصابع ارتسمت على النقود جراء الطلاء الذي كان يشتغل به العامل.. وعندها صاح العامل المسكين بصوت عال: "زلطي يا سارق" تاركاً ما كان قد جمعه الناس له من نقود بعد أن أمسك بسارق نقوده الذي حنّ له قلبه فجأ ليتبرع له عندما وجده يبكي ويسأل الناس المساعدة وليسلمه العامل لقسم الشرطه ليأخذ السارق الأحمق جزاءه العادل.. رافعاً يده إلى السماء يشكر الله لعودة نقوده مردداً: "عمر الحلال ما يضيع"