- الأسواق لا تخلو من مشاكل بيع المغشوش من السلع! - المشاكل تنبع من الغش في الغالب والقانون لا يحمي المغفلين يُقال "الحاجة أُم الاختراع"، واليوم نجد أن للحاجة اشتقاقات أخرى ونتائج إضافية تتجسد في حياة شبابنا الذين وإن لم يصلوا إلى حدود الاختراعات إلاّ أن حاجتهم تقودهم يوميًا الى ابتكار ما يعينهم على سد الحاجة، خاصة بالنسبة للأعمال والمهن المستحدثة أو تلك التي كانت حكرًا على غيرهم في أزمنة ولّت، غير أن اللافت أنه ثمة مهنة راجت وازدهرت هذه الأيام وباتت تلقى الاهتمام في أوساط الشباب بدرجة تثير الانتباه: تجارة الأدوات المستعملة هي المهنة التي نتحدث عنها حيث يُمكن ملاحظة الحركة في أسواق هذا النوع من السلع ويمكن الوقوف على نسبة حضور الوجوه الشابة (سوق الحراج) في مدينة الشيخ عثمان أحد أهم الأمثلة بهذا الشأن إذ تبدو حركته اليومية ودورة البيع والشراء فيه حاملة للمعنى والمغزى من خلال عشرات الشباب الذين نجدهم وقد تأبطوا أشياءهم أو افترشوا الأرض في مشهد يومي لا تغيب معالمه. حلال أم حرام اللافت في الأمر أن سعينا الأول للحصول على بعض الآراء من الشباب الذين يتعاطون هذا النوع من الأعمال قد أصطدم بسؤال غريب من طرف أحدهم الذي قال لنا: هل بيع هذه السلع حلال أم حرام؟ قبل أن تنتهي ملامح استغرابنا عرفنا أن السائل إنما كان يريد أن ينبهنا إلى ما يواجهه وزملائه يوميًا من ملاحقات من طرف موظفي البلدية بمساعدة الجهات الأمنية. حلال ولكن من خلال رأي غير رسمي عرفنا أن حملات البلدية لا تستهدف مصدر رزق الباعة بقدر ما يهمها الحفاظ على النظام والنظافة وتثبيت الالتزام بالقوانين السارية التي قيل لنا إنها تنظم كل شيء وتعطي كل طرف حقه كاملاً. المصادر الأمنية أكدت أن هذه الأسواق لا تخلو من المشاكل وبالذات بالنسبة لبيع المغشوش من السلع وأحيانًا بيع سلع تحوم حولها شبهات قانونية أو بلاغات فقدان وهذا ما قد يفسر المتابعة الأمنية الحثيثة للسوق. سلع متنوعة أبرز ما يمكن ملاحظته هو أن (الحراج) يعج بالمئات من الأشياء والبضائع التي تتنوع من الكهربائيات إلى الأقمشة والأحذية إلى شرائط الفيديو، وجميعها سلع تلقى الرواج من قبل شرائح معينة في المجتمع وبالذات الفئات المحدودة الدخل. الموبايل سيد الموقف على الرغم من قدم وجود أسواق السلع المستخدمة ودورها المتعارف عليه في تلبية حاجات الشرائح الفقيرة من بائعين ومشترين إلاّ أن المستجد الأهم بالنسبة للسوق تمثل في دخول التلفون السيار من الباب الكبير واحتلاله موقع الصدارة من بين كل السلع بصورة لا يمكن أن تُخفى على عين ولدرجة أن السوق لم يعد يتسع لهذه السلعة ومروجيها ليوجد بائعو المحمول سوقًا أخرى قريبة أصبحت تلامس ممرات المشاة في ساعات الذروة ولا سيما في ساعات العصر التي يختلط خلالها حابل المارة مع نابل البائعين والمشترين. أبو المشاكل إلى جانب كل الأسماء التي باتت تعرف بها أجهزة المحمول بمختلف ماركاتها أوجد التلفون لنفسه اسمًا اخر اشتقه المتعاملون مع (الحراج) من واقع ما يجري يوميًا الا وهو (أبو المشاكل) حيث يبدو مثل هذا الاسم مبررًا لكثرة المشكلات التي يواجهها الزبائن مع المروجين والوسطاء. مشاكل تنبع من الغش في الغالب، وعدم وجود الضوابط القانونية ولا تخرج عن دائرة المقولة المتعارف عليها: "القانون لا يحمي المغفلين".. والمغفل الذي يدفع الثمن دائمًا ما يكون المشتري! نواعم في سوق الرجال المفاجأة الوحيدة التي لم نكن نتوقعها خلال جولتنا في السوق تمثلت بمشاهدة امرأة أربعينية وفتاة تأكدنا انهما تداومان على الوقوف في طرف من السوق لبيع بعض الأجهزة التي رأيناها في حوزتهما وهما الوحيدتان وسط السوق الذي يعج بالرجال. خاتمة بين ما توفره أسواق المستخدم من حلول لمشتر لا يستطيع طرق أبواب المعارض الفخمة، وبائع ووسيط يتطلعان للحركة المقرونة بالبركة تبقى تحفظات جهات الاختصاص المتمثلة بشكل خاص بالبلدية والأمن جديرة بأن تؤخذ في الاعتبار.. وبين الحاجة عند هؤلاء والخشية من المحظور عند أولئك تظل الحاجة ملحة إلى رؤية وحلول تحقق لكل طرف غايته.. وإلى أن تتحقق الحلول يبقى للمهنة حاجتها وفوائدها وأضرارها كذلك.. والشاطر من يفك أسرار هذه المعادلة!