كيف تاهت بك السارياتُ وكيف انطفى الحلم في مقلةٍ أرجَحَتها الأمانيْ على جسد ناعمٍ يتدلى كسنبلةٍ في انتظار الحصادْ ليت أن القصيدةَ باحت بمكنونها لتداعب نيرانها بلسانك كم دمعةٍ من مآقي القصيدة هاربةٍ سوف تمسكها بمناديل ليلك كم لفحةٍ تتكوم خلف ابتهالاتها سوف تطفئها بمياه انتظارك. حين تأتي ستقرأها كيفما شئت أو كيفما شاء هاجسها مرةً مرتين ثلاثاً فإن هدّك الجوعُ ، فادخل إلى بطنها كي تراك المعانيْ وعضّ عليها وقُلْ: يا التي عصرتني بأشواقها سوف ألقاكِ حين يُجَنُّ المساء على ورقٍ ترسمين صباحاً من الطلِّ والزيزفون. أيُّ شيءٍ أمضُّ من الإشتهاء سوى درهمٍ لا يقهقه في كل سوقٍ سوى لقمةٍ تتضوّر جوعاً لآكلها وسوى قبلةٍ تتجاهل موضعها في حياءٍ سوى ليلةٍ لا يحدث عنها الصباحُ بزغرودةٍ تتقاطر فوق الحرير لو أني - قبل التقائيَ بالقشعريرةِ - كنتُ سكبتُ دمي في قوارير حتى أعودُ لو أني - قبل التصاقي بأضلاعها - كنت خبأت قلبي في " جوربٍ " وأرتديتُ قناعَ امرئ القيسِ لكنني كنت غراً وما بدمي غيرُ بعض " الزواملِ " تكرارها ملّ مني فرحماك يا فتنةً تحتويني تفاصيلها كلّ طيفٍ فأشربُ من مقلتّي الجنون