أقام مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بتعز مطلع اكتوبر الماضي ورشة تدريبية خاصة بمعلمي التعليم الأساسي حول حقوق الإنسان والتواصل الإنساني،وشارك في الورشة ثلاثون معلماً ومعلمة من مختلف مدارس محافظة تعز،تلقوا خلال يومين عدداً من المحاضرات في مجال حقوق الإنسان التي تساهم في زيادة قناعتهم بأهمية هذا المجال ومن ثم يتم توعية الطلاب في المدارس بها ليكتسبوا ثقافة حقوقية في ممارساتهم الحياتية.. وقدمت في الورشة أوراق عمل من قبل عدد من الأكاديميين والحقوقيين.أوراق العمل كان للدكتور/أحمد الحميدي أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة تعز ورقة تناول فيها شرعية حقوق الإنسان دولياً،حيث عرف فيها الشرعية الدولية وأهميتها وأهم محاورها،وتاريخ ظهور مصطلح حقوق الإنسان على المستوى الدولي،وتأسيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ،والإعداد للشرعية الدولية لحقوق الإنسان. كما شملت ورقة الدكتور الحميدي الحقوق المتضمنة عليها الشرعية الدولية لحقوق الإنسان "كالمبادئ الكبرى، والحقوق الأساسية ،وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والفكرية،والحقوق المدنية والسياسية" وتطرق إلى إشكالية وحدة وتجزئة حقوق الإنسان،وإلزامية الشرعية الدولية ،والتدابير التنفيذية. فيما قدم حميد خالد ورقة عمل حول مفهوم وأهمية الاتصال ،وعناصر الاتصال،ومعوقاته..وقد كانت هذه الورقة من الأهمية بمكان بسبب ارتباطها بعمل المعلم من خلال اتصاله المباشر مع الطلاب والتلاميذ،وادراك المعلم لمثل هذه الجوانب كفيل بتحسين،وتقريب العلاقة بين المرسل «المعلم» ،والمتلقي «المتعلم أو الطالب». أما مستشار وزارة التربية والتعليم عبدالعزيز سلطان فقد قدم ورقة عمل حول" النصوص الدستورية والقانونية المنظمة للعمل النقابي محلياً وعالمياً»،واستعرض فيها النصوص الدستورية التي كفلت حق انشاء الجمعيات والنقابات والمؤسسات بنص صريح دون أي قيد يذكر وذلك في نصوص عديدة مباشرة وغير مباشرة،ثم استعرض النصوص القانونية التي وردت في قانون الخدمة المدنية. متطرقاً في محاضرته إلى التشريعات الدولية العالمية التي ضمنت حق العمل النقابي وأكدت عليه،وأهمها كما ذكر ماورد في الاتفاقية الخاصة بالحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي. من جانبه قدم حميد خالد ورقة أخرى عن أهمية العمل النقابي وضرورة ادخال الثقافة القانونية والحقوقية في المناهج التعليمية لما لذلك من أثر ينعكس إيجابياً على أجيال المستقبل الذين يعول عليهم الجميع في بناء هذا الوطن، كما أكد على أهمية تكامل دور النقابات والمنظمات المجتمعية المدنية لنشر الثقافة القانونية وسط المجتمع كاملاً. بينما قامت المحامية إشراق المقطري بتقديم جلسة تدريبية خاصة حول اتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة،تناولت فيها النظرة التاريخية للنوع الاجتماعي والفرق بين الجنس والجندر وأدوار وحاجات النوع الاجتماعي وأطر التمكين والمساواة والعلاقات الاجتماعية..تخللت الجلسة مجموعة من التمارين العملية، وتكوين مجموعات لترسيخ المفاهيم الحديثة للنوع الاجتماعي. ماذا قال المشاركون ولمعرفة الفائدة التي خرج بها المشاركون في الورشة كان ل «طباشير» وقفة مع بعض المتدربين والذين تحدثوا إلينا عن الملاحظات التي يرونها ضرورية لتطوير الورشة في المرات القادمة.. حيث قالت المشاركة صباح سيف محمد قائد إن الورشة كانت جيدة من حيث أهدافها ،والمواد التي طرحت فيها استفدنا منها كثيراً،خاصة ونحن مندوبون نقابيون نفقه الكثير من حقوقنا الضائعة ونوعي الآخرين بهذه الحقوق،وقد كان وقت الدورة بالنسبة لي غير مناسب لأن وقتها في المساء وفي شهر رمضان،والمكان بعيد جداً ،فأتمني أن يكون المكان في المرة القادمة إن شاء الله في موقع مناسب للجميع وأن تكون الورشة في وقت العطلة الصيفية. أما عبدالمجيد محمد حسن المخلافي فقال:الورشة أفادتنا كثيراً في التعرف على حقوق الإنسان وستفيدنا في مجال مهمتنا التي نمارسها،وكيفية التعامل مع الإنسان الفقير المهمش والتعامل مع المرأة...وغير ذلك. واقترح المزيد من الدورات في هذا المجال حتى نستفيد منها وتترسخ جميع المعلومات ونريد وقتًا أوسع لمثل هذه الدورات في وقت غير هذا الوقت حتى يكون لدينا استعداد للمشاركة في وقت مناسب. بينما أكدت كوثر عبدالرحمن الهلالي أن أهداف الورشة كانت موضوعية والمواد التي تضمنتها كانت مناسبة،رغم الاختصار الشديد،وذلك بسبب الوقت،فمن المفترض أن يكون وقت الورشة أطول حتى تكون فوائدها أكثر فهي مفيدة والورشة الواحدة لاتكفي ولاتفي بالغرض المطلوب،حيث وأن الأهداف أرقى وأسمى من أن تكون في ورشة واحدة،واقترحت مواصلة الورشة في ذات السياق..وارتأت أن يكون هناك برنامج مخطط له مسبقاً وأن يكون الوقت مناسبًا،حيث وأن العطلة الصيفية هي الوقت المناسب للمعلمين ،كل ذلك يصب في مصلحة تفعيل الورشة وتطويرها. من جهته اقترح المشارك عمر محمد موسى تزويد المشاركين بالاقراص المدمجة التي توضح انتهاكات حقوق الإنسان،وأن يتم التواصل مع المتدربين الأكثر مشاركة في أكثر من دورة وأن يتم اصدار صحيفة...منوهاً إلى أن الورشة كانت ممتازة خاصة المحاضرون الذين قاموا بتوضيح الكثير من القوانين والأهداف في مجال حقوق الإنسان. والمعلمة والناشطة الحقوقية نجوى دائل العريقي قالت إن الورشة كانت جيدة رغم قصر فترتها، ولو كان وقتها أطول لكانت الفائدة أكبر مما هي عليه الآن، وهي مفيدة لي بحكم عملي،ومن أجل تطوير مستوى الورشة في قادم المرات أرى أن يختار المكان المناسب من حيث السعة،وأن تعمل دورة للمعلمين في كيفية التعامل مع التلاميذ وعمل دورة في تفعيل حقوق المعلم...إلا أنها قالت إن وقت الدورة كان مناسباً لها رغم قصر الفترة. فضل عبدالله سلام القرشي قال إن الفائدة من الورشة كانت كبيرة رغم قصر مدتها،حيث تعرفنا على الأهداف والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وسنستفيد منها في عملنا ونريد أن تكون فترتها أطول ومواضيعها أشمل حتى تزيد معلوماتنا،وبالنسبة لتوقيت الورشة فإنه كان مناسباً لأنه جاء في شهر رمضان. من جانبه أكد أمين عبدالله حزام القدسي على نجاح الورشة،إلا أنه قال إن أهدافها لم تتحقق بالشكل المطلوب، بسبب عدم التوسع في مواضيعها، وبالرغم من ذلك إلا أنه اعتقد أن الورشة ستفيده في عمله ، واقترح أن تستمر بشكل دوري،وأن يتم دعم المشاركين بالمراجع.