يزيد عمرها على الثلاثة عقود قليلاً، وماحققته من توسعة إنشائية غير مسبوقة في تاريخها يشكل طفرة في مسيرة المؤسسة الأكاديمية العريقة.. جامعة عدن أعداد كبيرة للمقبولين والمتخرجين، ويشهد الجانب الأكاديمي في الجامعة تحسناً في مستوى المادة العلمية المقدمة للطلاب، وتطوراً ملحوظاً في مؤهلات وعدد أعضاء الهيئة التعليمية للجامعة الذي زاد وبنسبة 53% عما كان عليه قبل عشرين عاماً. فلنتعرف على مراحل نشوء وتطور الجامعة منذ تأسيسها وحتى اليوم لنطالع ماتحقق لهذا الصرح الشامخ من إنجازات. نشأة الجامعة شكلت كلية التربية العليا، وكلية ناصر للعلوم الزراعية وكلية الاقتصاد والإدارة النواة الأولى للجامعة، حيث صدر في عام 1975م القانون رقم 22 للعام ذاته بإنشاء جامعة عدن تلبية لحاجة المجتمع اليمني من القوى البشرية التي تتطلبها خطط التنمية وتوالى تأسيس الكليات في الجامعات، كمنشآت كلية الطب والعلوم الصحية، وكلية الهندسة، وكلية الحقوق وكلية التربية وكلية التربية بزنجبار. وظلت الجامعة كذلك، حتى جاء يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م يشكل نقلة نوعية لجامعة عدن، فتم إفتتاح العديد من الكليات والمراكز العلمية منها كلية التربية بشبوة، وكلية النفط والمعادن بشبوة أيضاً، وكلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، وكلية العلوم الإدارية وكلية الآداب، وكلية التربية بيافع، وكلية التربية بالضالع، وكلية التربية بردفان، وكلية التربية بلودر، وطور الباحة. استمرار التوسعة بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء عدد من المراكز البحثية منها مركز المرأة للبحوث والتدريب، ومركز الرعاية الصحية الأولية، ومركز الحاسب الآلي، ومركز العلوم والتكنولوجيا، ومركز الدراسات الانجليزية والترجمة، ومركز البحوث والدراسات اليمنية ومعهد اللغات. واستمرت الإنجازات وتكللت بوضع حجر الأساس لبناء الحرم الجامعي في مدينة الشعب الذي يبنى على مساحة 400هكتار، وبطاقة استيعابية تبلغ 38 ألف طالب وطالبة، وتم الانتهاء من بناء كلية الحقوق والاقتصاد في نهاية عام 1999م، كما تم بناء دار الضيافة، وجزء من مباني سكن الطلاب والأنشطة الطلابية، كما تم البدء بأعمال البناء لكلية الهندسة في عام 2004م. بالإضافة إلى وضع حجر الأساس للمستشفى التعليمي لجامعة عدن في أكتوبر 2005م، وسيتم استكمال بناء كلية التربية بطور الباحة، وكليات التربية في الضالع وزنجبار ولورد. أرقام تؤكد التقدم بمرور سريع على بعض المؤشرات والأرقام الخاصة بجامعة عدن منذ عام 1990م وحتى اليوم، يتضح مدى التقدم الذي تحقق في الجامعة.. فبالنسبة لعدد الكليات بلغ عددها في عام 1990م 8 كليات، ووصلت اليوم إلى 19 كلية.. أما بالنسبة لعدد المراكز والمعاهد العلمية فقد كانت في العام 1990م مركزاً واحداً فقط، وبلغت عام 2007م عشرة مراكز علمية، وإذا نظرنا إلى الطلاب المقيدين في كليات الجامعة للعام الدراسي 1990م نجد أن عددهم كان «6088» طالباً وطالبة، بينما بلغ هذا العدد في العام الحالي «22705». وإذا نظرنا إلى الأرقام الخاصة بأعضاء هيئة التدريس سنجد أن إجمالي عددهم في العام 1990م بلغ «603» أعضاء هيئة تدريس، وبلغ هذا العدد اليوم 1525عضو هيئة بنسبة نمو بلغت 135%، أما بالنسبة للدراسات العليا فقد بلغ عدد برامج الماجستير لسنة 1990م برنامجين، وأصبح عددها الآن 35 برنامجاً كما بلغ عدد المبعوثين للعام 2005 2006م 53 طالباً وطالبة، وبلغ الدعم المقدم من الدولة للبعثات الدراسية للعام الحالي أكثر من 296 مليون ريال، ومؤخراً تم لأول مرة في تاريخ الجامعات اليمنية مناقشة 9 رسائل ماجستير في طب الأطفال بحضور نخبة متميزة من أساتذة طب الأطفال من جامعة القاهرة والجامعة الأردنية والجامعات الفرنسية، وسيتم خلال هذا العام فتح برنامج في مجال هندسة الحاسوب، أما بالنسبة للدكتوراه فلم يوجد أي برنامج للدكتوراه حتى العام 1990م، بينما وصل عدد هذه البرامج حالياً 6 برامج، وسيتم افتتاح 6 برامج أخرى في تخصصات طب الأطفال، أمراض النساء والتوليد، وطب المجتمع، والزراعة، والفلسفة والتاريخ خلال هذا العام. تطور مطرد وهكذا نجد أن الأرقام وحدها تتحدث عن حجم هذا الإنجاز الذي تم تحقيقه لجامعة عدن اليوم، تبعث على الاعتزاز لكل أبناء الوطن، حيث أن ماشهدته الجامعة من توسع كبير في عدد كلياتها وخاصة كليات التربية التي وصلت إلى معظم المناطق والمحافظات المجاورة ومنها لحج والضالع وأبين وشبوة قد جعلت التعليم في متناول كل أبناء الوطن الذين يتعذر عليهم مواصلة تعليمهم الجامعي وخاصة بالنسبة للفتاة الريفية.