يغدو الشباب كمحطات تلفزة فضائية حين يكون معظمهم مسيرون بالريموت كنترول!!..إلى درجة تشفق فيها حالهم..وترثي المآل الذي وصلوا اليه بفعل كثير متغيرات..ليس أقلها أنهم مازالوا يعيشون حالة فراغ ثقافي كبير..ويرتكنون للمجهول في حالات كثيرة. مازلنا الشباب تنقصنا أبجديات كثيرة لأن نحيا بسلامٍ آمنين من غدر ليس الزمن وحده ولكن العلم أيضاً"غدااااااار" كبير كونه لا يستقر على حال!!.. حين نعيش خارج الزمن يكون الزمن متوقفاً..ونحن نسير ببطئ لا نعلمه!! المهم أننا نسير..وهذا يكفي..على حد كثير شباب! أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي..وبالمقابل أن لا تأتي خير من أن تأتي..القصد أن مجيئك مثل عدمه!!.."كالأطرش بالزفة" لا يسمع..ولكنه يرقص!!..ومع هذا يلفت انتباه الجميع ليس لجماليات رقصه..بل على العكس من ذلك..فهو يرقص في واد وايقاعات الزفة في واد آخر مختلف تماماً!! لذا تبدو حركاته أكثر إثارة للضحك حد الغياب! يبدو الشباب وهماً على أهبة احتضان مستقبلهم..المستقبل الذي يلفه الغموض من كل حدبٍ وصوب..غير مدركين لماهيته..أو لملامح وجهه التي لم يتعرفوا عليها ولو عن طريق الرؤيا..أو حتى أحلام اليقضة..التي تراودنا عن نفسها!!..فيحول طهرنا وعفافنا المصطنع دون أن ننال منها وطرا..فتمضي غير آبهة لنا..ونمضي نفتش عنا.. دون جدوى!! إنه الزمن يمر دون أن يرينا وجهه حتى!!. التحدث عن الشباب"توديفة جميله"أو "ورطة محببة" لي؛ توديفة لإنني أجد نفسي أحياناً وحيداً "إلا أنا "!!..والشباب أبعد ما يكونون عني.. وأجد نفسي في أحايين أخرى محاطاً بمشاكل شبابية لا أول لها ولا آخر.. لقد وجدني كثير شباب محطة لتفريغ حمولاتهم التي يأبون إلا مواصلة السير دونها..سوى من بقايا آثار تموت حين تأتي حمولات أخرى..ترمي بها الأحداث اليومية التي تحيط بهم..وتمتد آثارها إلى الشباب..فقط لإنهم شباب!!..وجميلة هي الورطة أو التوديفة لإنني وجدت نفسي شاباً هرماً!!..بين شباب تملؤهم الحيوية والنشاط..لكنهم على العكس من ذلك أكثر ميتة..من الموات نفسه!! لذا قد يكون التحدث عنهم/عنا مجازفه..ولكن أحب الوقوع فيها لسبب واحد وبسيط..هو أنني مازلت أحلم بنهضة شبابية حقيقية. أن تتحدث عن نفسك خير من أن توكل المهمة لشخص آخر لا يعرفك!! أدرك أنه لن يتحدث عن الشباب سوى الشباب نفسه..تلك مسلمة..إلا أن الشباب يوكلون مهمة الحديث عنهم إلى من يكبرهم على اعتبار"أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة"..مفارقة هذا المثل/الحكمة العجائزية أنه يحاول تصغيرنا حتى آخر رمق من حياتنا التي قد لا توازي حياة أحدهم!!ومع هذا فأنت مازلت صغيراً طالما وأنت تصغرني بيووووووم فقط!! يبدو الأمر تعجيزياً..أو أنه دعوة لأن نكبر بسرعة!! بإمكان الشباب فعل ذلك..عليهم الخروج من دائرة الصمت..لنتكلم..لنكتب..لنتحدث..لنملئ الحياة صخباً وحياة.. لنفعل ذلك.. لنحيا بعيداً عن الصمت..بعيداً عن الهروب!! لنواجه أنفسنا..والواقع!