ما زال الشباب يعيش حالة من الشتات فيما بينهم..حيث كلٍ لديه الهموم التي يحتفظ بها لذاته..إلى جانب الأفكار تماماً.. حالة الانعزالية تلف حياتنا لترمي بثقلها على واقع يجبرنا على أن نكون أكثر تبعية وأكثر تخلفاً.. برتابة نسير وفق خطى رسمها كبار السن..وبكل طواعية نقف في طوابير الانتظار المملة آملين في أن نجد فرصة للالتحاق بنا..لنمر دون أن نلتفت إلى أنفسنا حتى..أو نتأمل من حولنا..ننسى في خضم هذا الصخب كل ما يمت بصلة لمعاناتنا التي نرزح تحت مخالبها..نئن ولكننا نمضي في ذات الطريق التي سرنا فيها قبلاً..دون صراخ!.. الشباب بمختلف تكويناته ومرجعياته يعيش المعاناة ذاتها..التبعية،والمضي قدماً في أن يكون تابعاً لا يشق له غبار..! الموات الذي يدب في نفسيات الشباب هو ما يسعى إليه الحرس القديم..والممسكون بزمام الأمور في كل مفاصل الحياة الشبابية..بينما الشباب "بخطى الواثق تمشي قدمي"..يتراجعون كثيراً في سبيل إتاحة الفرصة لمن هو أكبر..وأكبر هذه تجر بعدها أدرى/أعلم/أسبق..لتصبح الأمور تقاد بعكسية غريبة..وتدعو للإشمئزاز!! الواقع الذي يعيشه الشباب..واقع انحطاط في كل مناحي الحياة..حيث يبدون"شباباً خنعاً لا خير فيهم..وبورك بالشبابِ الطامحين..مزعج أن نغدو إمعات ليس لها دور حقيقي وفاعل في تشكيل وصياغة المستقل المنتظر..أو الغد على أقل القليل.. ثمة كثير من الممارسات الإقصائية على الشباب..ثمة تهميش كبير..وتغييب أكبر للشباب عن مراكز صناعة القرار..هذه الممارسات تأتي ممن يكبرونا،بينما ما نمارسه ضد أنفسنا ماذا يمكن أن نسميه؟.. فنحن بمنتهى الغباء نشارك في إقصاء وتهميش أنفسنا..سواءً بمحض إرادتنا ..أو رغماً عنا..أوبلا إدراك..وبلا وعي..! لا أدري في حقيقة الأمر متى سنعي دورنا..ومكانتنا الحقيقية..؟؟.. فكم نبدو مستهلكين تماماً..مفرغين من حمولتنا..وغير مجديين البتة؟.. طاقاتنا تذهب في خدمة الآخر..ليحتفظ بمكانته..ونصر على أنه الأقدر على الاستمرارية..بينما نحن لا يمكن أن نكون كذلك!!.. وهذا ما يحدث بالنسبة للأحزاب السياسية أو على مستوى المنظمات المدنية..والمنظمات الشبابية التي يقود أغلبها كبار سن!!..المؤسسات الحكومية هي الأخرى..والواقع يؤكد حقيقة غياب الشباب عن المراكز القيادية..!. النهوض بواقع الشباب بحاجة لأن يعي الشباب أهميتهم أولاً..فحين يلتفت الشباب إلى أنفسهم سيكون من السهولة أن يدرك الآخر الأهمية التي نمثلها ككيانات موحدة الهم..والقضية.. ما نعيشه من حالة شتات هي سبب آخر في تهميشنا..وفي تجاوزنا.. حالة الضوضاء التي نعيشها كشباب حي"كرغوة الصابون" فقط..بمعنى أنها ستتلاشى وستنتهي..إن لم نؤسس لحركة شبابية حقيقية..من خلالها نصيغ مفردات الحياة كما نحبذ نحن أن تكون..لا أن نكون مجبرين على الاستمرارية فيها كما صاغها من سبقنا..! ما نواجهه كشباب في حياتنا اليومية يحتم علينا الإلتفات جيداً إلى أنفسنا..وإلى المعاناة التي نعيش تفاصيلها ونبدو على استعداد لتقبل الكثير القادم منها.. يجب أن لا تقتصر حياتنا على النوم..و تخزينة القات ومن ثم "الطِنانة" فيما بعده..حياة مملة هذه..أليس من الأفضل أن نعيد صياغتها كما يجب؟..أظن ذلك..! قفلة!! لسنا صادقين تماماً إلا في أحلامنا..! فردريك نيتشه