سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجور : اليمن اهتمت بحق الإنسان في التعبير وحرية الفكر التزاماً بالخيار الديمقراطي في افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي الدولي لحماية المصادر الوراثية والمعارف التقليدية
أكد الدكتور/علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أن اهتمام اليمن بقوانين حماية الملكية الفكرية يعبر عن توجهها الجاد للاندماج في المنظومة الدولية والتآلف مع التطور العلمي وتقنيات الاتصال وثورة المعلومات.. موضحاً الجهود التي تبذلها الحكومة للمحافظة على الفلكلور والتراث الثقافي والمعارف التقليدية وحمايتها بكل الوسائل الممكنة. وأشار الدكتور/علي مجور، خلال افتتاحه أمس أعمال المنتدى الإقليمي الدولي حول حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور المنعقد في صنعاء خلال الفترة 4-6 نوفمبر الجاري بتنظيم من المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسسكو" بالتعاون مع وزارة الثقافة.. أشار إلى الميراث الهائل الذي تمتلكه اليمن في جانب الفنون الشعبية والتعبيرات الثقافية والمعارف التقليدية، وإلى ما تتعرض له من منافسة وفق أحكام السوق.. مؤكداً استعداد اليمن للمساهمة في الحوار الدولي حول هذه القضية للوصول إلى اتفاقية دولية بشأن حماية أشكال التعبير التقليدي والمعارف التقليدية والموارد الوراثية. وقال: لقد اهتمت اليمن منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة بحقوق الإنسان بشكل عام، بما في ذلك حقه في التعبير وحرية الفكر والبحث العلمي والحصول على المعلومات، إلى جانب الحقوق الفكرية.. موضحاً القوانين التي وضعتها لضمان تلك الحقوق والحريات، والتي منها قانونا الصحافة والمطبوعات والملكية الفكرية وذلك في سياق الخيار الديمقراطي لدولة الوحدة المباركة. ونوه رئيس الوزراء بأهمية انعقاد هذا المنتدى الإقليمي.. وقال: إن اشتراك الجهات الثلاث الوطنية والإسلامية والعالمية في هذا المنتدى يضعنا أمام قضية حوارية هامة تنبع أهميتها من العلاقة بين الثقافة والتراث من جهة، وبين الحماية الفكرية من جهة أخرى وما ينتج عن هذه العلاقة من تأكيد على أن الثقافة لا يمكن أن تكون سلعة من السلع. منوهاً بأن الثقافة كانت الاستثناء الأقوى والأكثر أهمية في عدم الخضوع لقوانين السوق التي راجت منذ هبوب رياح العولمة ولاسيما لدى الشعوب التي تملتك ميراثاً ثقافياً وحضارياً تعتز به وتفخر بمنجزاته.. مشيراً إلى أن حماية الثقافة الشعبية تعني حماية الحقوق الثقافية. وأوضح أن هذه المسألة ترتبط بالعلاقة بالآخر والاعتراف به وبثقافته وبإمكانية الحوار معه. وقال: وانطلاقاً من ذلك فإن مسألة الحماية الفكرية لا تقتصر على قضية فينة وتقنية وتشريعية، بل هي مسألة في قلب العلاقة بين الأمم والشعوب. معبراً عن أمله أن يتم العمل في الإطار الثقافي العربي من أجل تحقيق رؤية موحدة حول حماية أشكال التعبير التقليدي والفلكلور والمعارف التقليدية. كلمة وزير الثقافة فيما ألقى وزير الثقافة الدكتور/محمد أبوبكر المفلحي كلمة رحب في مستهلها بالمشاركين، متمنياً لهم طيب الإقامة في صنعاء، هذه المدينة التي تجمع في نسيج بنيانها الثقافي والتاريخي المكونات الثلاثة لأعمال هذا المنتدى، التي تتمثل في المعارف التقليدية والمصادر الوراثية، وأشكال التعبير الثقافي التقليدي.. مشيراً إلى أن اسم صنعاء حمل شيئاً من صناعتها وحرفها المتعددة، وارتبط ميراثها الثقافي بمثل ٍ شهير "صنعاء حوت كل فن"، ولهذا كان اختيار صنعاء مكاناً لانعقاد هذا المنتدى الإقليمي بشأن حماية المعارف التقليدية والمصادر الوراثية وأشكال التعبير الفلكلوري. وأشار وزير الثقافة إلى أن الحديث عن أشكال التعبير الثقافي الفلكلوري في اليمن يعني الحديث عن لوحة زاهية متعددة الألوان والأبعاد تجمع في داخلها أنماطاً من فنون العمارة المتآلفة مع البيئة وتكويناتها، وأشكالاً من الحرف والمطرزات والأحجار الكريمة، ينبعث من بين ثناياها موسيقى وأشعار الدان والحميني والزجل وألوان من الرقصات الشعبية والتعبيرية المتنوعة. ونوه المفلحي بأن اليمن وما لها من تراث حضاري عريق، استطاعت ابتكار الكثير من المعارف التقليدية، مثل علوم الزراعة والفلك وطرائق الري، وتقنيات الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب وغيرها من المعارف التي تمكن الإنسان بواسطتها من ترتيب شؤون معيشته وتسهيل بقائه سليماً ومعافى وقادراً على البناء والإبداع، وقد ظلت هذه المعارف تنتقل جيلاً بعد جيل مثلما ظلت أشكال التعبير الفلكلوري متداولة من الآباء إلى الأبناء، وبقيت محفوظة في الذاكرة والوجدان. وقال وزير الثقافة: إن وزارة الثقافة تبذل جهوداً كبيرة في مجال المحافظة على أشكال التعبير الثقافي التقليدي وتوثيقه، كما تعمل من أجل ابتكار وسائل جديدة تضمن استمراره وتطويره دون أن يتعرض للتشويه والعبث، وأن الكثير من هذه التعبيرات الثقافية الشفهية تتعرض للاختفاء والنسيان، وتضيع كثير من الحرف والصناعات الشعبية بسبب عجزها عن الصمود أمام الصناعات المتسوردة، ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الثقافي وكذا المعارف التقليدية فقد عملت وزارة الثقافة على مراجعة تشريعاتنا الوطنية مثل قانون الحق الفكري وضمنّاها مواد خاصة تتعلق بالحماية الفكرية لأشكال التعبير الثقافي والمعارف التقليدية والمصادر الوراثية. وأضاف الأخ الوزير: أتوجه بالشكر والتقدير للمنظمة العالمية للملكية الفكرية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لاختيارهما اليمن مكاناً للمنتدى، ولما يحمل هذا الاختيار من معانٍ دالةٍ على غنى وتنوع التراث الثقافي في اليمن.. داعياً الجميع إلى تطوير الدعم ليشمل حماية الملكية الفكرية في مجالات الموروث الشعبي والمعارف التقليدية والمصادر الوراثية، وندعو إلى المزيد من الحوار والتفكير المشترك في هذه القضايا في إطار العمل الثقافي العربي الإسلامي وأن تتكرر مثل هذه الملتقيات العربية والإسلامية وبمشاركة مؤسسات المجتمع المدني. كملة منظمة «إيسيسكو» من جانبه أشار ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط «هادي عزيز زادة» إلى أن اليمن مميزة بحماية إرثها الثقافي والطبيعي الغني، ليس فقط من خلال سياسة بيئية في المناطق الصحراوية لكن أيضاً عبر المواقع والفلكلور والحرف اليدوية، وأيضاً بتشجيع الناس على المعرفة.. منوهاً بأن الشراكة غير المتكافئة في الثروة التاريخية، كنتيجة لتوسع الفجوة في مجالات المواد العلمية والتكنولوجية الضرورية، ستتسبب في مخاطر كبيرة للبيئة من خلال تدمير التنوع النباتي والحيواني في المواقع الطبيعية. كلمة «الويبو» كما ألقى ممثل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) في جنيف، نائب مدير عام المنظمة السيد/فرانسيس باري، كلمة أشار فيها إلى أهمية إقامة هذا الملتقى الذي يهدف إلى حماية أشكال المصار الوراثية والمعارف التقليدية، والفلكلور، والذي يدل على اهتمام الحكومة اليمنية بالتراث والثقافة.. منوهاً بأن العولمة جاءت لازدياد العلاقات الدولية وتشجيع الإنتاج التجاري وفتح مجالات واسعة في عملية الصناعة والأسواق وفتح الحواجز المغلقة وتنمية المعارف المختلفة.. وأكد ممثل منظمة (الويبو ) أهمية توحيد المعايير وإنتاجات العولمة من أجل إعطاء فرصة أكثر للتبادل المعرفي وأشكال التعبير الثقافي والمصادر الوراثية والفلكلور.. مشيراً إلى أن الملكية الفكرية ليست هي الحل لحماية الموروث الثقافي، ولكن هي أداة مهمة جداً لنصل إلى نوع من الموارد الثقافية لحمايتها، وهذه ليست مهمة سهلة، ونحن مازلنا نعمل في منظمة (الويبو) منذ أكثر من 10 سنوات، وهناك إحباط لدى بعض الناس فيما يتعلق بعدم التوصل إلى نتائج مرضية وسريعة لحماية الموروث الثقافي، ولكن لا توجد اليوم أية اتفاقية دولية لحماية الموروث الثقافي، ولكن هناك إجماعاً دولياً للتعاطي معها. الجلسة الأولى إلى ذلك استعرضت الجلسة الأولى، التي أدارتها نهلة حيدر، وألقى فيها السيد/ويندوندلاند نائب مدير ورئيس قسم أشكال التعبير الثقافي والتراث بشعبة الملكية الفكرية العالمية (الويبو)، كلمة قدمت نظرة عامة حول الموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي، والخيارات للتوصل إلى نتائج على الصعيد الدولي. بينما استعرضت الأوراق المقدمة من المشاركين من تونس والأردن تقريراً عن الملتقى التشاوري حول الموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي للفلكلور وحق المؤلف، بتونس في حزيران 2007م.. بينما استعرض المندوب الأردني التجربة الأردنية في حماية الفلكلور والملكية الفكرية وبعض التطورات التي حققتها الأردن في هذا الجانب. بينما استعرض المحور الثاني التجارب الإقليمية والوطنية، وكذا النهوض بأنظمة معارف الشعوب الأصلية وحمايتها والمحافظة عليها في افريقيا، والتي أثراها السيد/غمانويل كوفي أجير ساكي رئيس قسم البحث والفحص بمنظمة حقوق الملكية الفكرية الإقليمية الافريقية. كما استعرض السيد/مانويل روسيس مدير برنامج الشؤون الدولية والتنوع البيولوجي، جمعية بيرو لقانون البيئة بعض التجارب لحماية المعارف التقليدية في أمريكا اللاتينية. تخلل الجلسة الأولى العديد من المداخلات والاستفسارات التي أثراها المشاركون. حضر افتتاح الملتقى الدكتور/عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم، والمهندس/كمال الجبري وزير المواصلات، وحسن اللوزي وزير الإعلام، والدكتور/إبراهيم عمر حجري وزير التعليم الفني والتدريب المهني، والدكتور/يحيى المتوكل وزير الصناعة، والدكتور/يحيى الشعيبي وزير الدولة، أمين العاصمة، ووكيلا وزارة الثقافة لقطاع المصنفات وقطاع المسرح والفنون الشعبية هشام علي بن علي، ونجيبة حداد، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في صنعاء. مناقشات اليوم هذا وتتواصل اليوم أعمال المنتدى الإقليمي الدولي حول حماية المصادر الوراثية والمعارف التقليدية، باستعراض التجارب الإقليمية والوطنية والحماية الفعالة لأشكال التعبير الثقافي التقليدي، والتي يعرض فيها الدكتور/أحمد مرسي أستاذ الفلكلور والمأثورات الشعبية، جامعة القاهرة تجربة جمهورية مصر في هذا المجال.. كما سيتناول فينود غوبتا رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات، مجلس البحث العلمي والصناعي نيودلهي التجربة الهندية في توثيق معارف الطب الشعبي.. كما يستعرض السيد/منير حنانطي مدير مساعد مركز الموسيقى العربية المتوسطية التجربة التونسية في توثيق التراث الثقافي والوكالات الحكومية والمؤسسات الثقافية.. إلى ذلك يعرض وكيل وزير الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية اليمنية هشام علي بن علي، تجربة اليمن في حماية التراث الوطني.. كما سيتناول المحور الثالث تكوين الكفاءات لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وتكوين الكفاءات لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي والتقليدي الذي سيقدمه لمجموعات العمل «ويند وندلاند» نائب مدير ورئيس قسم أشكال التعبير والتراث الثقافي بشعبة قضايا الملكية الفكرية العالمية «الويبو».