قال وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات الفكرية هشام علي بن علي : إن التراث الشعبي يعتبر سفر البداية والتواصل بين الشعوب ، وكتاب الزمن في الذاكرة وقد أرتسمت خطوطاً ورسوماً في المجتمع فالتراث يمثل ذاكرة ليس في الكتابة والنقش فحسب ولكن في الموسيقى والدان والقصص والحكايات وأشكال الموروث الشفاهي المتنوعة. وأشار وكيل وزارة الثقافة في استعراضه أمس تجربة اليمن بعنوان “ التراث الشعبي في اليمن تحديد الموضوع ومجالاته وطرق التوثيق والحفظ” في اليوم الثاني لاعمال المنتدى الإقليمي الدولي حول حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور المنعقد بصنعاء إلى أن هناك أسئلة أخرى كثيرة تحتاج إلى مزيد من الحوار والمناقشة والتأمل حتى نستطيع تحديد مفهوم التراث الشعبي ومعرفة مكوناته وعلاقاته بالمجتمع الذي يمثل حاضنة طبيعية لهذا التراث. واستعرض هشام بن علي عدداً من المفاهيم والتعريفات حول التراث الشعبي بكل محتوياته (الفلكلور، والمصادر الوراثية ، والمعارف التقليدية) والمعايير الأساسية لتعريف الفلكلور ، وأهمية مادة الفلكلور والثقافة التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمادية والعادات والتقاليد الشعبية وفنون الأداء الشعبي ، إضافة إلى استعراض تجارب واقعية من الحفاظ على الفولكلور في اليمن. فيما استعرض الدكتور أحمد مرسي أستاذ الفولكلور والمأثورات الشعبية بجامعة القاهرة ورقة عمل حول التجارب الإقليمية والوطنية في جمهورية مصر نحو حماية فعالة لأشكال التعبير الثقافي .. أكد فيها ضرورة جمع وتوثيق المأثورات الشعبية قبل أن يتم الحديث عن قانون للحماية الملكية ومعرفة ماهو المشترك في هذه المأثورات بين الدول وماهو الذي غير مشترك لأن الجمع و التوثيق تعتبر القضية الأساسية لحماية هذه التراث ..مشيراً إلى اهمية المأثورات الشعبية “ التي تجمع كل ماهو يعني بالموروث والمصادر الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور ..منوهاً بضرورة جمع هذه المأثورات باعتبارها جزء من تراثنا الثقافي والوطني والإنساني وفائدة للإنسانية جمعاء وللثقافة. وقال “ إذا لم نجمع ونوثق ونصنف المأثورات الشعبية حسب التصنيفات العالمية لايمكن ان نصدر اي قانون للحماية.ودعا مرسي إلى ضرورة الحفاظ وتوثيق المأثورات الشعبية كجانب دفاعي عن تراثنا واهمية البحث عن وسائل تعود لأصحاب هذا الموروث لانه اذا لم يشعر أصحاب هذا المأثور بأنه لا يمكن ان يحقق أي عائد منه سينصرفون عنه ، وإنشاء مراكز للتدريب والتأهيل لهذه الحرف اليدوية. فيما تناول السيد /غويتا/ رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في مجلس البحث العلمي والصناعي بالعاصمة الهندية نيودلهي عن تجربة الهند بعنوان “ توثيق معارف الطب الشعبي “الأهمية العلمية في جمع وتوثيق المعارف الشعبية وتصنيفها حسب التصنيفات العالمية لكي يتم الاستفادة منها عبر الأبحاث في العالم أجمع ..مشيراً إلى أهمية الحصول على انظمة تقليدية لحماية الموروث الشعبي واصدار براءة الإختراع او الأكتشاف الطبي للموروث الشعبي مثله كأي منتج صناعي.. واستعرض /غويتا/ تجربة المثلث الهندي الطبي (المثلث الذهبي) واستغلال التقنية الحديثة لإصدار اعشاب طبية بجودة عالية يستفيد منها اكبر عدد ممكن من المستفيدين..وقال “: يتم دمج هذه المعلومات التقليدية في الهند بقاعدة بيانات وفريق تعليمي في العالم لنستطيع أن ننتج مستحضرات طبية وذكر مصدر المنشأ الأصلي “: ..منوهاً أن الهند نجحت في تبني معايير فنية لتوثيق هذه المعارف التقليدية وعملت قاعدة بيانات تضمن المعارف التقليدية القديمة والجديدة وإصدارها بعدة لغات أجنبية مستخدمة لذلك وسائل التكنلوجيا الحديثة ، وإذا لم يتم حماية هذا التصنيف سيتم السطو عليه من قبل كبرى شركات الصيدلة وانتاج الأدوية.