المناخ الأسري بيئة تساعد في تنمية الطفل، وتحقق مطلوبات النمو النفسي والاجتماعي للطفل، فهو يتعلم التفاعل الاجتماعي، وتكوين الصداقات مع الكبار، والتوافق الاجتماعي وتكوين الضمير بالتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ ومعايير الأخلاق والقيم المرغوبة وتكوين الاتجاهات نحو الأشخاص والجماعات والمؤسسات وتكوين المفاهيم والمدركات والاستقلال الشخصي وتكوين مفهوم الذات واكتساب الاتجاه السليم، إن الاتجاهات الوالدية لها تأثيرها في حياة الطفل ولكي يحقق المناخ الأسري مانتطلع إليه من أساليب تربوية رشيدة يمكن عرض التوصيات التربوية التالية: إمداد الأبناء بخبرات ثقافية اجتماعية مثيرة، تضيف إليهم حقائق جديدة. تعويدهم إن الواقع المحيط يحتاج إلى أن نخبره ونتفاعل معه وهو واقع يرحب بالخبرات والتجارب الجديدة. تشجيع الأبناء المستمر يكسبهم المهارة في تخطي العقبات. إحترام حب الاستطلاع لدى الأبناء وإرشادهم إلى مايساعدهم في جعل أفكارهم أكثر واقعية حتى تتحقق. توجيه الأبناء وعدم تقديم الحلول الجاهزة لهم حتى نتيح لهم الفرصة المتنوعة لإظهار قدراتهم ومهاراتهم. والجدير بالذكر أننا نعيش اليوم ونحن نصافح القرن الحادي والعشرين وعصر المعلومات ذلك أنه يصدر في كل سنة نحو مليون كتاب، ونصف مليون دورية ومليونان من المواد السمعية البصرية، ومليونان من المصغرات الفلمية ومئات الآلاف من الملفات واسطوانات الليزر، ولم يعد ممكناً إتخاذ أي قرار دون الإستناد إلى المعلومات الدقيقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. والمكتبات هي مصادر المعلومات وحصنها الأمين، ومكتبة الأسرة هي أول مكتبة تصادف المرء في حياته، وسوف تتوقف عليها علاقته، فإن كانت علاقته بالمكتبة هذه حسنة طيبة كانت تجربته مع المعلومات والمواد المطبوعة سارة ممتعة واستمرت هذه العلاقة وتوطدت مع جميع أنواع المكتبات والكتب في جميع مراحل حياته المقبلة. وفي ضوء الخدمات التي تقدمها مكتبة الأسرة لأفراد الأسرة من هذه المكتبة وفي وضوء النظرة الوظيفية إلى مكتبة الأسرة باعتبارها ترمي إلى أغراض تربوية ترفيهية وتثقيفية وتعليمية في آن واحد في ضوء ذلك كله يمكن ذكر الأهداف التالية التي تهدف إليها مكتبة الأسرة: 1 تثقيف أفراد الأسرة كبارهم وصغارهم عن طريق توفير المطبوعات المختلفة الحديثة والتراثية في شتى أنواع المعارف، ومختلف ألوان المطبوعات، فيستطيع الفرد أن يعرف شيئاً ما عن كل شيء من ألوان الثقافة المادية واللا مادية. 2 توفير الكتب والمراجع ودوائر المعارف والمعاجم والوسائل التعليمية السمعية والبصرية وغيرها من المواد التعليمية المختلفة التي يحتاج إليها أفراد الأسرة في السنوات الدراسية والمراحل التعليمية المختلفة كخدمة تعليمية. 3 تنمية الميول القرائية لدى أفراد الأسرة، حيث تيسر لهم عملية القراءة الواسعة والمتنوعة وكأن مكتبة الأسرة التي تقع في قلب هذا الحضن الاجتماعي، وهو العائلة المصرية، دعوة مفتوحة للقراءة والإطلاع. 4 إحداث نوع من تطوير وتحديث الفكرة والسلوك والدفء العائلي بين أفراد الأسرة وهم يستمدون أفكاراً جديدة وخبرات متنوعة تدعوهم للحوار والنقاش وتطوير حياتهم وسلوكهم الاجتماعي، كما تزودهم بالقيم وتكوين الاتجاهات الايجابية. 5 تحقيق أسلوب التعلم الذاتي والتعليم المستمر والقراءة المهنية، حيث يقبل أبناء الأسرة على القراءة كل بحسب ميوله ومطالب عمله أو مهنته، وتصبح القراءة لحل المشكلات واقعاً ملموساً بين أفراد الأسرة. 6 إعداد الطالب لإكمال تعاليمه بنجاح، حيث يصبح السلوك العملي المتمثل في قراءات الأبوين أقوى من الدعوة النظرية للقراءة فيقبل الطالب على القراءة بالقدوة والأسوة. 7 توفير مواد قرائية محببة يساعد أفراد الأسرة في تحقيق الاستمتاع والترفيه واستهلاك وقت الفراغ في شيء هادف ومفيد بين العقل والوجدان معاً. 8 ترشيد قراءات الأبناء والبنات، حيث يقرأ الجميع من خلال رؤية نقدية وتحليلية فيها إبداء الرأي والآراء الأخرى والتنوير، وبذلك يتخلص الآباء من مخاوف برمجة الأبناء بأفكار غير حضارية وغير متسامحة وغير صحيحة دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً، حيث أصبح الطفل القارئ أكثر خطراً على المجتمع من الأمي إذا لم ترشد قراءاته.