قد تتعدد الآليات والأساليب لكن تظل الغاية واحدة وهي إقناع المستهلك بأن هذا المنتج هو الجيد ولو كان رديئاً.. وما دامت العملية متعلقة بإقناع المستهلك المستهدف والوصول إلى عقله ومن ثم قلبه وتقديم هذا المنتج أو هذه السلعة على أنها النموذج الأمثل والأفضل بين غيرها من المنتجات ولكل أسلوبه في العرض عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة والتي تكثر فيها الإعلانات بمختلف أنواعها وبقوالب واستراتيجيات مختلفة هدفها هو التقرب زلفى من قلوب الجمهور المستهلك وبالأخص الشباب وتحويل العملية الإعلانية من إقناع يتطلب الدقة والوضوح والمنطقية إلى الإمتاع والتهييج والترغيب وتوجيه رغبات الجمهور نحو أشياء كانت لا تنال رضاه لكن التكتيكات الإعلانية استخدمت أساليب هي في الأصل قريبة من قلب المستهلك لتقريب ما كان بعيداً وغير محل ثقة بالنسبة للمستهلك ليصبح بعد ذلك مرغوباً فيه. بمعنى آخر استخدام شيء مشهور كأغنية مشهورة لفنان مشهور في الترويج لشيء قد يكون غير معروف ومن ماركة غير معروفة فيصبح معروفاً ومرغوباً وقريباً من قلوب المستهلكين وبالتالي تصبح العملية ترغيبية بحتة وتصبح التقنيات والاستراتيجيات كلها موجهة نحو إثارة عواطف المجتمع المستفيد. الشخصيات السياسية وسيلة للترويج التجاري لا غرابة في الأمر والكثير من السلع في هذه الأيام تدخل إلى الأسواق وملصق عليها صورة لشخصية سياسية شهيرة ولها تاريخ سياسي وحربي لها مواقف عربية وعدائية من الكيان الصهيوني ويقود هذه الشخصية حزب سياسي ديني.. كل هذه العوامل التي كانت وراء شهرة الشخصية لكن الاستراتيجية الإعلانية استغلت ذلك بجعل الصورة على كل قميص (شميز) وبالتالي أصبح اسم السلعة وشهرتها بين الشباب "بشمزان" حسن نصر الله وأصبح البعض يقبل على هذه القمصان بسبب الصورة التي عليها ولا يقف الربط بين السياسة والترويج التجاري عند هذا النموذج بل يتعداه إلى الكثير من النماذج التي بشهرتها وبقيمتها لدى الناس يتم بها إخفاء عيوب متوافرة في السلع المعلن عنها وحيث ما حللت ستجد (ولاعات) الشهيد صدام حسين ودفاتر ياسر عرفات وأقلام جمال عبد الناصر. الربط بين الإعلان والفن الملحوظ أن الوسائل المرئية والمسموعة هي الأكثر عزفاً على هذه الأوتار وتربط بين الترويج للسلعة وشهرة الفنان فنجد ملبوسات ملصق عليها صورة فنان العرب محمد عبده وغيره من الفنانين وبالذات المشهودين منهم أمثال الفنان أيوب طارش والفنان أبو بكر سالم. قائمة طويلة من الفنانين أصبحت صورهم على كثير من السلع التي أصبح اسمها مرتبط بهذا الفنان أو ذاك والمجال هنا واسع حيث صار بالإمكان استئجار فنان مشهور أو فنانة لعمل إعلان سمعبصري (مرئي ومسموع) لمنتج ما فنجد الفنانة "نانسي عجرم" وهي تتغنى بمشروب الكوكاكولا ومثلها الفنان عبد المجيد،كذلك الإعلان الخاص بعطر الشوق والذي تقوم به الفنانة نانسي عجرم. ولا ننسى الإعلان الخاص بالاتصال الدولي وتيليمن والذي قام بأدائه الفنان فؤاد الكبسي وأغنية مسافرين بالله عندي سلام. فالفنانون والفنانات يتم استغلال أصواتهم للنفوذ إلى الجمهور المستهلك عن طريق التغني بالمنتج مما يجعل المستهلك يربط تلقائياً بين العطر أو المشروب وكل ما في الأمر أنه تغنى به ذلك الفنان أو تلك الفنانة. من الاستراتيجيات المستخدمة الأغاني المشهورة والجميلة ولفنانين مشهورين حيث يتم المزج بين صوت الفنان وصورة المنتج.. ولا يغيب عن الخاطر أغنية (بنت النور) للفنان محمد عبده والتي كانت تستخدم في الإعلان لعطر يسمى بنت النور تابع لمجموعة عبد الخالق سعيد ويبث على شاشة mbc كغيره من الإعلانات مثل (تدلل). إذا لم يستخدم الفنان أو أغنيته بذاتها فإنه يتم إجراء تغيير طفيف على الأغنية لتتناسب مع المنتج دون التغيير في اللحن أو التغيير التام للكلمات لتكون في النهاية جسر يتم الوصول إلى قلب المستهلك من خلاله وبالتالي لفت انتباهه نحو العادة المعلن عنها. هذه المرة الممثلون هم الوسيلة!! يلعب الممثلون في هذه الأيام دوراً في الترويج الإعلاني لمراكز تجارية كسليمان داود وشملية هاري. كما يلعبون دوراً في الترويج للتلفونات المحمولة كالإعلان الذي قاما به خالد البحري وسراب عادل والذي يروجا فيه لتلفون النبيل والأدهم الذي يعطى هدية لمن يشتري تلفون النبيل. استخدام هذه التقنية في الترويج إضافة إلى مستوى وعي الإنسان اليمني وخصوصاً الإنسان الريفي أو الرعوي الذي يجعله يأخذ بالإعلان على أنه دستور وإنما ما جاء به الممثل الفلاني هو الصح وبالتالي يصبح المنتج محل ثقة وإقبال بغض النظر عن أشياء أخرى تتعلق بالمنتج ومواصفاته وبالتالي فشهرة الممثل تطفو على أشياء كان لا بد من أخذها في الاعتبار. أحياناً صورة الممثل وبالذات الكوميدي توضع على بعض المنتجات كالمقرقشات فمثلاً إقبال الأطفال على بفك "كشكوش" الذي يحمل الاسم والصورة على الغلاف كان إقبالاً متزايداً لأن اسم "كشكوش" كان قد ترسخ بأذهانهم من خلال مشاهدتهم لحلقات "كشكوش" الرمضانية. وبالتالي اسم المنتج له دور زيادة كمية المبيعات فاسم "كشكوش" المرتبط بالحلقات الرمضانية جعل الأطفال يقبلون عليه ومثله بفك النمر المقنع وبفك عدنان ولينا وبفك أنيس وبطاطس نعمان كل هذه عناوين لمسلسلات وأسماء شخصيات محببة لدى الأطفال تعرفوا عليها من خلال مسلسلات الأطفال ثم أصبحت هذه الشخصيات الكارتونية أسماء لبعض المنتجات التي يتناولها الأطفال ويحرصون على اقتنائها لأنها تحمل أسماء شخصيات ومسلسلات نالت إعجابهم وهذا الإعجاب تم من خلاله التقرب من نفسية المستهدفين والترغيب بالإقبال على هذه السلعة والحرص على اقتنائها. اشتريت صندل N70 كان لهذا الحذاء نصيب من اسمه الذي يعود لجهاز موبايل ذي مميزات تقنية هائلة ويعتبر هذا الموبايل من أحدث الموديلات وجود هذا الاسم N70 على الحذاء لفت انتباه الشاب (م) وجعله يقوم بشرائه دون أن يضع اعتبارات لشكله ونوعيته ومكان صنفه. فالأجهزة المشهورة والممثلون والفنانون والأغاني والشخصيات السياسية استراتيجيات وجسور أو طرق سريعة في الوصول إلى قلوب المستهلكين وتوجيههم نحو اقتناء وارتياد أماكن توافره.