سمك الجمبري يعد من أجود أنواع القشريات في اليمن وأشهرها في الأسواق العالمية حيث يحظى برواج كبير هناك.. جودته العالية ومذاقه الرائع جذب إليه مستهلكين كثر في الشرق والغرب ، وذلك لما لهذا النوع من قيمة غذائية وعائد اقتصادي مجز.. كل هذا دفع بوزارة الثروة السمكية لإعداد وتنفيذ استراتيجية الاستزراع السمكي في اليمن على اعتبار أن شواطئها بيئة أكثر ملاءمة لاستزراعه. بدائل لتعويض النقص تعد عملية تربية الأحياء المائية والاستزراع السمكي من العمليات البديلة لإنتاج المصايد الطبيعية في المياه البحرية الداخلية وتعويض النقص الحاد من مخازين المصايد الطبيعية المتوقعة خلال السنوات القادمة على مستوى العالم. إذ تشير احصائيات منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» إلى النمو المستمر في الانتاجية السنوية لمزارع تربية الأحياء المائية خلال السنوات العشر الماضية. حيث بلغ الإنتاج العالمي من الأحياء المائية المستزرعة أكثر من 51 مليون طن وتستأثر البلدان الأسيوية بنسبة %91 من الإنتاج. تجربة اليمن ولقد خاضت اليمن هذه التجربة بإنشاء مركز أبحاث تربية الأحياء المائية في محافظة عدن الذي يشكل أول مركز متخصص في اليمن في مجال تربية واستزراع الجمبري وانتاج الزريعات «اليرقات» بهدف زيادة المخزون منها وتقديم الخدمات والاستشارات للمزارع التي يمكن أن ينشئها القطاع الخاص وفقاً للمهندس . غازي الأحمر وكيل وزارة الثروة السمكية. حيث سبق أن أسهم القطاع الخاص في منتصف التسعينيات في اجراء تجارب استزراع الجمبري، وقامت احدى الشركات بإجراء تجارب استزراعه في أحواض بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت. ويبدو أن التجربة لم يكتب لها النجاح حيث توقفت بعد دورة واحدة فيما يجري مؤخراً إنشاء مزرعة كبيرة للجمبري في منطقة اللحية شمال الحديدة وعلى مساحة تقدر ب500 هكتار ما زالت في مرحلة الانتاج التجريبي. بيئة صالحة لاستزراع الجمبري وتتميز شواطئ اليمن بجو حار طوال العام ما يمثل بيئة صالحة لعمليات استزراع الجمبري ويمكن أن يشكل انتاجه حسب ما يراه المهندس عبدالحافظ السمة وكيل الوزارة مصدراً مهمًا من مصادر الدخل القومي. مشيرًا إلى أنه سبق أن تم اجراء مسح للشواطئ اليمنية من قبل مركز أبحاث علوم البحار بالتعاون مع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية مصر العربية لتحديد المواقع المتاحة والصالحة لاستزراع الجمبري في اليمن ومواصفاتها من حيث الموقع الجغرافي ، الوصف العام للموقع، المساحة التقريبية المتاحة للاستزراع، درجة ملوحة مصدر مياه البحر، متوسط درجات الحرارة خلال العام، نوعية التربة، مميزات الموقع، عيوب الموقع، نوع الاستزراع المفتوح، أولوية الموقع. 15 موقعاً ملائماً وقال: إن نتائج المسح أظهرت ملاءمة 15 موقعاً في البحر الأحمر وخليج عدن لاستزراع الجمبري، وتشمل منطقة البحر الأحمر ، منطقة اللحية ومنطقة الصليف «خور الجاد الساحل الغربي» وخور «دجنو» منطقة شمال الحديدة طريق الحديدة حرض ومنطقة جنوب الحديدة على بعد 5 كم جنوب المدينة. ومناطق الخوخة ، المخا ومن ساحل المخا إلى ذباب إلى باب المندب. أما في خليج عدن فيشمل مناطق عمران وشرق بئر علي ومنطقة شرق خور عميرة بامتداد الساحل ومنطقة مابين قرية بئر علي ومدينة المكلا، وفي منطقة شقرة بالإضافة إلى المواقع الطبيعية الملائمة لعمليات الاستزراع المحددة في نتائج المسح الشامل للسواحل اليمنية التي قام بها مركز أبحاث علوم البحار سابقاً ويتطلب إجراء مسح تفصيلي لها مشتملاً على إجراء التحليلات الكيميائية وطبيعة المياه البحرية والجوفية وتحليل نوعية التربة لتأكيد جدواها وأولوياتها الاقتصادية. أهمية المنتج ولأهمية منتوج الجمبري من حيث القيمة الغذائية والعائد الاقتصادي وزيادة الطلب عليه في الأسواق الخارجية، وخصوصاً الأسواق الغنية في دول جنوب شرق آسيا والدول الأوروبية ، وتتوجه كثير من بلدان العالم إلى الاستزراع السمكي لمواجهة النقص في انتاج المصايد الطبيعية، وتعمل وزارة الثروة السمكية جاهدة على تنفيذ استراتيجية لعمليات الاستزراع السمكي لضمان نجاح هذا النشاط وحماية الاستثمارات الكبيرة اللازمة لتنفيذ مشاريع استزراع الجمبري والأسماك الأخرى في اليمن، لأن السقف العالمي للانتاج السمكي في العام 2015م لن يتجاوز 172 مليون طن رغم كل القوارب التي تتزايد يومياً حسب توقعات منظمة الفاو وبحسب وزير الثروة السمكية أن الحل الوحيد هو الاتجاه نحو الاستزراع السمكي وتربية الأحياء البحرية لأنه سيحل مشكلة الأمن الغذائي وسيؤدي إلى التخفيف من الفقر لأن العاملين فيه أكثر. اهتمام علمي بالبيئة البحرية ويختص مركز أبحاث وتربية الأحياء المائية والبيئة البحرية بالدراسات والأبحاث العلمية العامة والتخصصية المتمثلة في إجراء التجارب لإنتاج العلائق «الأعلاف» لتغذية الجمبري والأسماك وذلك باستخدام مواد خام متوفرة محلياً وإجراء التجارب لإيجاد التركيبة المثلى للعلائق والتي ستؤدي إلى النمو السريع للجمبري والأسماك وتقليص نفقات الانتاج وتطوير وتحسين انتاج الغذاء الأولي المستخدم كغذاء ليرقات الجمبري والأسماك وانتاجه بكميات كبيرة وكافية والطحالب البحرية المجهرية والكائنات البحرية الدقيقة. بالإضافة إلى الإعداد الشامل للمسوحات والدراسات المتعلقة بتصنيف الشعب المرجانية وتنفيذ الدراسات الخاصة بالبيئة الساحلية وكذا تنفيذ الدراسات الخاصة بالبيئة البحرية بشكل عام. من مهام المركز وتناط بمركز أبحاث وعلوم البحار وظائف ومهام تشمل تقييم الموارد السمكية والاستغلال الأمثل لها وحمايتها من الاستنزاف وتنمية مخازينها باعتباره مؤسسة علمية بحثية في اليمن معنية بدرجة رئيسة بدراسات علوم الأسماك وعلوم البحار والبيئة البحرية في المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة باليمن والقيام بعملية أبحاث واستزراع الأحياء البحرية وخاصة الجمبري بإمكانات أكثر تطويراً وإمكانية استزراعه بكميات تجارية وكذا انتاج بعض أنواع من الأسماك بكميات تجريبية. شهرة وجودة عالمية يصنف سمك الجمبري الساحلي بأنه من أشهر وأجود أنواع القشريات في اليمن، كونه يتميز بمذاق وطعم ولون خاص يجذب المستهلك في الشرق والغرب على السواء بسبب طبيعة مكونات البيئة البحرية والمصايد الطبيعية التي يعيش فيها. ويعد البحر الأحمر والبحر العربي من أهم مناطق تجمع سمك الجمبري حيث يتم اصطياده بواسطة وسائل الصيد التقليدي وقوارب الصيد الساحلي. وتمثل أسواق السعودية ومصر ودول الخليج وبعض الدول الأسيوية والأوروبية من الأسواق الرئيسة للصادرات اليمنية من سمك الجمبري سواء كانت مبردة طازجة أو مجمدة محضرة وفقاً لمواصفات ومقاييس الجودة العالمية. جهود مستمرة ويشير نبيل معجم وكيل أول وزارة الثروة السمكية إلى أن الوزارة قد حددت حوالى %85 من المواقع الصالحة للاستزراع السمكي في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن.. وقال : إن الوزارة مستمرة في تنفيذ المسوحات الميدانية على طول الشريط الساحلي والجزر اليمنية.. وقد استكملت عملية إعداد الدراسة الأولية لنحو 25 موقعاً للاستزراع السمكي منها 15 موقعاً صالحاً للاستزراع. خطط وبرامج فيما يؤكد المهندس عبدالرؤوف بن بريك الوكيل المساعد لقطاع جودة الأسماك أن الوزارة تسعى حالياً إلى استكمال عدد من الخطط والبرامج التي تهدف الوزارة من خلالها إلى الاستغلال الأمثل للأحياء المائية وذلك لما من شأنه زيادة الإنتاج دون التأثير على المخزون والمحافظة على هذه الثروة. الحفاظ على البيئة ويعول على هذه الثروة التي تتوافر بكميات كبيرة الى تحقيق نمو اقتصادي مضطرد من خلال التوسع في الإنتاج وزيادة الصادرات وتحفيز الأنشطة الاقتصادية الأخرى. وتسعى الحكومة من خلال سنوات الخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر 20062010م إلى زيادة كمية الانتاج السمكي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي، بالاضافة إلى زيادة كمية الصادرات السمكية من خلال تعزيز القدرات والبناء المؤسسي للقطاع السمكي بتحديث التشريعات والقوانين واللوائح المنظمة لاستغلال الثروة السمكية. وإنشاء مركز للمعلومات يقدم البيانات الدقيقة والشاملة للمخزون السمكي وحمايته من الاستنزاف والحفاظ على البيئة البحرية من التلوث والعبث.