أكدت الجمهورية اليمنية التزامها بمكافحة الفساد الذي غدا يشكل عائقاً كبيراً للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليس في اليمن فحسب وإنما في مختلف دول العالم.. وقال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس أحمد محمد الآنسي: إن مكافحة الفساد أصبحت اليوم أولوية وطنية..وأعرب المهندس الآنسي أمام ممثلين عن أكثر من130 دولة في المؤتمر السنوي الثاني للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد الذي اختتم أعماله أمس بجزيرة بالي عن رغبة اليمن في الاستفادة من خبرات وتجارب الدول التي سبقتها في هذا المجال..وقال: نريد التعلم من نجاحاتكم وإخفاقاتكم والأسباب المؤدية لها..وأضاف: عقولنا وقلوبنا مفتوحة لتبادل الخبرات والتعاون الثنائي المتعدد الأوجه. .واعتبر الجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد منتدى رائعاً يمكن أن يوفر الدعم والتمكين لأعضائه ..وفيما أكد الآنسي حاجة اليمن لهذا الدعم، وعد بأن اليمن ستعمل كل ما تستطيع عمله لدعم وتقوية الجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد..واستعرض الإجراءات التي اتخذتها اليمن في إطار جهودها لمكافحة الفساد، بما في ذلك المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد أواخر 2005م، وإصدار قانوني مكافحة الفساد وإقرار الذمة المالية ،فضلاً عن إنشاء وتشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد. وتطرق إلى طبيعة المهام والاختصاصات المناطة بالهيئة ، وكذا الصلاحيات والسلطات الواسعة المخولة لها بموجب قانوني مكافحة الفساد وإقرار الذمة المالية.. لافتاً إلى أن القانون منح الهيئة سلطات واسعة، وأن رقابتها وتحقيقاتها تمتد إلى سلطات الدولة الثلاث ..واستشهد المهندس الآنسي بإشادة كثير من المراقبين الدوليين بالسلطات الواسعة التي منحها القانون للهيئة، بما في ذلك الاستقلالية والقيادة في جميع الجهود المتعلقة بمكافحة الفساد..وأكد إدراك الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وتقديرها لحجم التحديات والمهام والمسئوليات المناط بها في مجال مكافحة الفساد .. وقال: إن هذا الجهد يحتاج إلى إجماع وحشد وطني، وأن القطاعات المختلفة للمجتمع يجب أن تكون مشاركة، وثقة الجمهور يجب أن تتحقق، والنزاهة بالوظيفة العامة يجب أن تصبح الشيء الطبيعي المتوقع..واعترف بأن هذه عملية طويلة وصعبة وأن الخصوم عادة ما يكونون أقوياء وخطيرين. واستدرك قائلاً : لكن مع ذلك، يجب أن نكون مدفوعين بالمردود وهو السلام والرخاء والتقدم والسعادة لشعوبنا..وأضاف: هذه النتائج تلهمنا وتعزز التزامنا وعزمنا. وكان المشاركون في المؤتمر السنوي الثاني للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد قد استعرضوا على مدى أربعة أيام عدداً من أوراق العمل التي تمحورت حول الإجراءات الوقائية والآليات التشريعية والتنفيذية لمكافحة الفساد، وضمان وتعزيز سيادة واستقلال القضاء والتنسيق بين هيئات مكافحة الفساد وأجهزة النيابة والضبط القضائي والعمل مع وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني..وتأسست الجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد نهاية أكتوبر من العام الماضي . وتهدف الجمعية إلى تعزيز التعاون الدولى لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتى تبنتها الدورة ال 58 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2003م وصادقت عليها حتى الآن أكثر من 140 دولة.