ممثل الجامعة العربية : المجتمع المدني ليس وليد مرحلة ما بعد الحرب الباردة فقط أكد الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية أن انعقاد المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل الرابع في صنعاء تهيئة لاجتماع منتدى المستقبل يعزز من التزام اليمن بدورها في رعاية كل حوار بناء بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ، الذي يهدف إلى التغيير والتطوير ، ويخدم مصلحة شعوبنا ، ويمكنها من المشاركة بفاعلية في إدارة شئونها دونما ارتهان لطرف أو آخر أو تقليد لتجارب تناقص عقيدتنا أو السير في طريق لا ينسجم مع تراثنا وتقاليدنا ، بل وقد يهدد قيمنا ومكونات حضارتنا .. جاء ذلك في الافتتاح الرسمي لمنتدى منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل الرابع (30 نوفمبر - 2 ديسمبر 2007م) بصنعاء. وأضاف الدكتور القربي : علينا التخلص من المخاوف عن دور منظمات المجتمع المدني في عملية التطوير و التحديث ، و بذلك الجهد لتعزيز الشراكة معها ؛ لتكون قوة فالعة تدعم توجهات الحكومات في الإصلاح والتنمية وتحقيق العدالة في إطار من الشرعية القانونية التي تنظم العلاقة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني .. وأضاف : علينا أن نفرق بين ما هو قضيته خاصة وماهو مطلب عام ، كما يجب عدم الخلط بين السعي نحو تحقيق الحكم الرشيد وبين تصفية الحسابات السياسية - المعوق الحقيقي لتحقيق شراكة فاعلة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني - إضافة إلى نبذ ظاهرة الاستقواء بالخارج التي تعمد إليها قلة قليلة من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني .. وقال : إننا ندرك في الجمهورية اليمنية التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني وهي تسعى لإحداث التغيير وتواجه في محاولاتها تحديات لا تنحصر في مخاوف الحكومات فقط ، وإنما في إشكالية فهم منظمات المجتمع المدني لدورها وآليات عملها وبناء قدراتها مما يحتم على الحكومات بذل كل جهد لوضع منظمات المجتمع المدني على الطريق الصحيح الذي يخدم المجتمعات في بلدانها وفي شراكة معها وثقة بها .. وأكد أن الجمهورية اليمنية حرصت على أن ينعقد الاجتماع الموازي لمنتدى المستقبل دون أي تدخل في الإعداد له أو في مجرياته ، ومنحنا لمنظمات المجتمع المدني هامشاً حقيقياً لتقديم رؤاها إلى الاجتماع الموازي .. واختتم كلمته بالقول : يهمنا أن يخرج اللقاء الرابع لمنتدى المستقبل بتجذيرعقد الاجتماع الموازي لمنظمات المجتمع المدني ؛ ليكون رديفاً حقيقياً للاجتماع الموازي بما يقدمه من رؤى وتقييم للإصلاحات في الوطن العربي والتحديات التي تواجهها بعيداً عن الشطط أو الغلو في الطرح ، لتحقيق المزيد من التقدم في مجال الحريات والحكم الرشيد وبناء الدولة الحديثة واضعة المصالح الوطنية العليا فوق كل اعتبار. من جهته ألقى سعادة السفير سالم قواطين كلمة جامعة الدول العربية ، كممثل للأمين العام للجامعة العربية قال فيها : نحن نعي دور المجتمع المدني حالياً في مسيرة التنمية والبناء والديمقراطية ، ونعرف جميعاً أن المجتمع المدني ليس وليد مرحلة ما بعد الحرب الباردة فقط ، لقد كان المجتمع المدني موجوداً بأشكال ومضامين مختلفة عبر العصور .. وأضاف : لقد وعت جامعة الدول العربية أهمية مؤسسات المجتمع المدني وتأثيرها في مسيرة المجتمعات وتقدمها وازدهارها ، مما حدا بالأمين العام لجامعة الدول العربية إلى انتشار مفوضية المجتمع المدني ، ونعي جميعاً أن هناك صعوبات تعترض الطريق ، وتحد من الطموحات المرجوة ، ومن هذه الصعوبات نقص و غموض التشريعات المنظمة لعمل المجتمع المدني ومساحة حرية الرأي والتعبير التي تتفاوت من مكان إلى آخر ضيقاً واتساعاً .. واختتم كلمتة بالقول : نحن في الجامعة العربية نسعى بالدرجة الأولى إلى تذليل هذه الصعوبات بالتعاون والتنسيق مع الدول من جهة ومع مؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى وصولاً إلى الشراكة المرجوة ، والتي تخلق التوازن والانسجام والتعاون بين الدول العربية ومؤسسات المجتمع المدني . وفي كلمة المنظمات العربية الإقليمية ( اتحاد الصحفيين العرب) ألقاها الأخ محبوب علي ، عبر عن سعادته الشخصية لانعقاد المنتدى في اليمن ، حيث يحفل بالعديد من القيم والقضايا التي ليست قطرية الهوى ولا عربية النجوى ، بل هي عالمية المبتغى . وقال : إن هذا المنتدى ينعقد بعد نحو اثني عشر عاماً من الندوة الدولية التي استضافتها صنعاء خلال يناير عام 1996م ونظمتها اليونيسكو بالتنسيق مع دائرة الإعلام الأمم المتحدة وتركز موضوعها الرئيس حول التعددية واستقلالية وسائل الإعلام العربية . وأضاف : ولعلها مصادقة طيبة أن هذا المنتدى يعقد بعد التجربة الأولى في المغرب عام 2004م ، والثانية في البحرين نوفمبر 2005م ، والثالثة في الأردن خلال ديسمبر 2006م ؛ لتضيف على هذا المنتدى الرابع في صنعاء ميزة تتيح فرصاً أكبر لصياغة اتجاهات المستقبل ، انطلاقاً من أرضية واسعة وثرية وخبرات معقمة وحوارات طويلة وجهود حثيثة بل ومرجعيات دولية ، واختتم كلمته بقوله : إن تحقيق الديمقراطية وتنميتها لا يتأتى بلا ركائن ، كما أن الخط على الديمقراطية ليس من حرية الصحافة و تعددية وسائل الإعلام المستقلة بل يتجاهلها ، وعدم الأخذ بها لتسيير عجلة الديمقراطية ووسائل الإعلام تظل قاهرة عن أداء دورها إذا لم تتمكن من الارتقاء بمهنتيها ، وإذا لم يتم تحريرها من قبضة الحكومات باعتبارها وسائل إعلام جماهيرية عامة يتعين أن تبقى بمنأى عن التجاذبات والاحتواءات لضمان ممارستها دور الرقابة والتنوير كسلطة رابعة . . وفي كلمة التحالف اليمني لمنظمات المجتمع المدني ألقاها الأخ عزالدين الأصبحي أكد أن منتدى المستقبل يؤكد الدور الهام والأساس الذي يجب أن يقوم به المجتمع المدني كشريك فاعل في صنع المستقبل ، وأضاف إنه خلال سنوات طويلة من الكفاح والعمل الجاد قامت به منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان في الوطن العربي استطاعوا خلالها أن يؤكدوا بأن بناء الوطن لن يكون إلا بتكاتف الجهود، وإن هذه القضية قضية المجتمع ، ونحن بحاجة إلى وقفة جادة لنعطي المجتمع المدني حقه من الشراكة الغريبة ، لندرك أن السير بقدم واحدة هو ضرب من المستحيل..واختتم كلمته بالقول: علينا أن نؤكد أن المجتمع المدني بكل ألوان طيفه قادر على تقديم رؤى متقدمة في صنع المستقبل وقادر على أن يكون شريكاً فاعلاً في الحياة العامة ، وإنه نموذج للعملية الديمقراطية ولفتح آفاق الحوار مع الآخر بكل صدق ومسئولية.. وكان السفير الهولندي بصنعاء السيد هاري باوكما قد ألقى كلمة باللغة الإنجليزية لم تترجم حتى تقتبس منها المفيد ، هذا وقد شهد يوم أمس عدد من الجلسات التي استعرضت عدداً من الأوراق المقدمة من الأكاديميين والحقوقيين من داخل اليمن وخارجه ، بالإضافة إلى عقد ست ورشات عمل ، حملت ستة محاور تختتم اليوم أعمالها بالبيان الختامي للمؤتمر.