قلة قليلة من الناس تتملكهم الشكوك مزعزعة ثقتهم بمأمونية اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال، ذلك لما يتردد إلى مسامعهم من شائعات مغرضة مشوهة للتحصين نُسجت للنيل من حاضر ومستقبل فلذات الأكباد ولتبديد ماأنفقته وتنفقه الدولة من أموال طائلة وماتنفقه دول العالم بأسره والمنظمات المعنية بالصحة، كمنظم الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف لاستئصال فيروس الشلل، فتارة يتهم لقاح شلل الأطفال بأنه يسبب العقم أو المرض وماشابه أو ينظر إليه بعين الشك والريبة مادام أنه جاء من بلاد غير مسلمة على حد مايصفه البعض، وهلم جرا. شكوك وشكوك وقع فيها أيضاً للأسف الشديد طائفة من المتعلمين، لانملك ازاءها إلا القول بأن الوضع مقلق جراء هذا الانقياد الصارخ الذي لايحتكم إلى أدلة منطقية ونتائج علمية تثبت صحة مايقال أو يشاع والأجدر ألا قبول ولااعتبار لأي حكم لايُبنى على اثباتات وتجارب علمية صحيحة توصل إلى تلك النتائج. ألم يكن من الأولى تفهم الوضع الذي تمر به البلاد والذي فرضه عودة فيروس شلل الأطفال بعد تسلله إليها من السودان الشقيق؟ أم أن المنقادين وراء الشائعات المضللة لايعيرون للأمر أهمية؟ . هل غاب عنهم أنهم بصدهم هذا وبتحريضهم الناس عليه يُسدون خدمة كبيرة لفيروس شلل الأطفال، ويساعدون على بقائه حراً طليقاً في البيئة، بدل أن يكون لهم اسهام في القضاء عليه نهائياً؟ جاعلين من أطفالهم عرضة للعدوى. فلاضرر في اللقاح المضاد لفيروس الشلل ولانجاسة ولاخبث ولايحمل أي سبب للعقم، بل هو طيب نافع ومجرب ومحمود الآثار بكل حال والحمدلله. وإذا أردت أخي القارئ أن تتأكد من صحة وسلامة اللقاح عليك أن تعرف أن اللقاح لايخصص لدولة بمفردها ،وأنه يمر بمرحلة انتاج تستغرق فترة طويلة يخضع خلالها لمعايير علمية دقيقة جداً، بالتالي فالكمية التي تنتج منه تكون ضخمة جداً، خفضاً للتكاليف ليتم توزيعها على دول عديدة سواء كانت عربية أو إسلامية أو غير إسلامية، تحت إشراف خبراء مختصين على درجةٍ عالية من الكفاءة والثقة. كما تحفظ الجرعات باردة في ثلاجات وحافظات خاصة لضمان بقائها سليمة من التلف،وعلى كل عبوة وضع مؤشر يشير إلى صلاحية أو فساد اللقاح. والتغيير في لون المؤشر الخاص بعبوة اللقاح بالتحول إلى اللون الداكن يعطي دلالة على ألا فائدة منه،ومن فوره يقوم العامل الصحي باستبدال العبوة التالفة بعبوة جديدة. وليس هناك مايقلق بشأن اللقاح وقد فسد بتلك الكيفية، إذ يصبح أشبه بقطرة ماء لانفع فيها ولاضرر. وقد يتساءل البعض لماذا لاتشهد دول مجاورة، كالسعودية ودول الخليج مثلاً حملات أشبه بتلك التي تقام في بلادنا؟. الجواب.. أن الآباء والأمهات في هذه البلدان لايتخلفون عن تحصين ابنائهم دون العام من العمر منذ الولادة بجرعات التطعيم الروتيني المعتاد ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي من بينها مرض شلل الأطفال، فنسبة الاقبال على تلك التطعيمات الروتينية فيها عالية جداً، وبالتالي فهي محمية تماماً من فيروس الشلل وليست مضطرة لإقامة حملات لمواجهة هذا المرض أو غيره من أمراض الطفولة القاتلة فيما لايزال التحصين الروتيني في بلادنا متدنياً ويفرض الاستمرار في تنفيذ حملات لمواجهة الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتحصين بالعمل على رفع التغطية بالتطعيم الروتيني المعتاد ضد أمراض الطفولة الثمانية القاتلة إلى أن نبلغ مابلغته تلك الدول من تغطية واسعة شاملة. وقبل أن اختتم موضوعي هذا أحب التذكير بأنه سيجري تنفيذ حملة تحصين وطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل، وبأن هناك مرافق صحية ثابتة ومؤقتة ستتولى كذلك تقديم خدمة التطعيم لكل طفل يتم احضاره إليها لم يتجاوز الخامسة من العمر.. ولن يقتصر تنفيذ هذه الحملة على محافظات ومديريات معينة وإنما هي شاملة لجميع المحافظات بمديرياتها دون استثناء. كما إن مدة تنفيذ الحملة هذه هي ثلاثة أيام على نحو ماجرت عليه العادة، خلال الفتر من »1517ديسمبر2007م « وأي تقاعس عن تحصين الاطفال دون الخمسة أعوام ضد شلل الأطفال ليس فيه مكسب،وإنما هو تقاعس عن حماية جيل المستقبل وأمله الواعد. - المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان