لم تعد أسطوانة الغاز وحدها الحمل التي تثقل كاهل المواطن كلما استبشر بقدوم العيد السعيد، ولم تقف حمى الأسعار عندها فقط بل تمتد كخيوط العنكبوت لتصل إلى موقف سيارات الأجرة، حيث يتربص به السائقون بتذكرة سعر باهظة الكلفة كلما فكر بقضاء إجازة العيد بين أقاربه ومحبيه، فقبل كل عيد على الراكب أن يدفع مبلغاً إضافياً يصل إلى ضعف المبلغ المحدد سابقاً مقابل انتقاله من المدينة إلى القرية أو من محافظة إلى أخرى، وعندما يتساءل عن السبب لا يجد إجابة مقنعة سوى ما يتردد على ألسنة السائقين (أعجبك وإلاّ انزل من سيارتي). هذا بالنسبة لمن يكون منفرداً في غربته، أما حال من يعود بأسرة مكونة من 8 أشخاص أو أكثر فإنهم يفضلون البقاء في أماكنهم هرباً من جشع السائقين، فالموظف يبقى أمام خيارين إما أن يدفع راتبه كاملاً مقابل انتقاله، أو يبقى في مكانه ليصارع براتبه متطلبات العيد. «الجمهورية» حرصاً منها على فك طلاسم هذه العملية التي تتكرر كل موسم عيد، تواصلت مع المعنيين في نقابة عمال الجمهورية، حيث قدّم علي عطية نقيب عمال الجمهورية في محافظة تعز مجموعة من المبررات، أهمها على سبيل المثال أن سائق الأجرة عندما يقلّ الركاب من محافظة صنعاء إلى تعز قبل العيد بيومين أو ثلاثة يضطر للعودة مرة أخرى إلى صنعاء بسيارته وهي فارغة حيث لا يجد السائق مسافرين من تعز إلى صنعاء، وبذلك يتحمل السائق كلفة العودة إلى صنعاء وحده ولا يشاركه في ذلك أحد فيلجأ السائق لرفع أجرة الراكب تعويضاً لعودته فارغاً. وأشار عطية إلى أن تلك الزيادات تتراوح بين 100 إلى 200 ريال فقط، وعندما ينتهي موسم العيد تعود الكلفة السابقة كما هي.. وقال: نظراً للازدحام الشديد وتخفيفاً لكلفة تذكرة السفر التي يتذمر منها الركاب تضطر نقابة السائقين إلى الاستعانة بسيارات خاصة أو باصات متوسطة لنقل الركاب، وتكون الكلفة أقل بكثير من كلفة البيجوت. عطية، في تصريحه ل«الجمهورية» كشف عن تواطؤ نقابة السائقين مع سائقي سيارات الأجرة، وللأسباب السالفة الذكر، غير أن الملاحظ، وبحسب ما أدلى به المسافرون من صنعاء إلى تعز، أن كلفة السفر من صنعاء زادت بمقدار ضعف الكلفة المحددة، حيث زادت من 1200 ريال إلى 2400 ريال، بالإضافة إلى أن جزءاً من هذه الزيادة يبقى ثابتاً حتى وإن انتهى موسم العيد. أحد العاملين في فرزة تعز -عدن قال ل«الجمهورية»: إن الزيادات التي يفرضها السائقون في موسم العيد تبقى ثابتة، فمثلاً كانت سابقاً كلفة السفر من تعز إلى عدن 600 ريال، وكل عيد يزيد فارق الكلفة بالمتوسط إلى 200 ريال وتبقى كما هي حتى وإن انتهى موسم العيد.