ربما يكون السفر والانتقال من محافظة إلى أخرى فرصة ذهبية للمعرفة والتزود عن قرب عن مواطن وأماكن إما سياحية أو طبيعية، وغيرها مما تتلهف العين لرؤيتها. جوانب متعددة ومتشعبة في الحياة تدفعنا إلى السفر لأهداف مختلفة في بلادنا الحبيبة نشد الرحال بالسفر من محافظة إلى أخرى وعبر وسائل النقل المتعددة.. هناك من يشكو معاناة السفر أثناء الليل لأسباب سنعرفها في هذا الاستطلاع.السفر في الليل اضطرار في البداية تحدث الأخ/هيثم قاسم «موظف» من محافظة تعز حيث قال: أنا موظف في محافظة البيضاء وأحياناً قد يضطرني أمر طارئ إلى السفر لمرض أو غيره من الظروف المستعجلة وحين يصلني الخبر لاأهتم بوضعي في السفر أو الطريق. المهم أن أقطع المسافة بأقل وقت ممكن وكما تعلم المسافة بين تعز والبيضاء بالإضافة إلى ضعف وسائل النقل خصوصاً في الأوقات الحرجة مثل أوقات الليل وفي فرزة البيضاء يبدأ العد التنازلي لانعدام السيارات التي تتجه إلى عدن أو لحج ونادراً ما تلقى بيجوت متحرك.. وكما قلت لك أحياناً أكون على عجلة من أمري واذا حالفني الحظ ووجدت رفيقاً أورفيقين متجهين نفس الخط الذي أقصده في سفري فتهون المصيبة. المهم اننا نلاقي في سفر الليل متاعب كثيرة : أولها: ندرة السيارات ،ثانيها: ارتفاع الأجرة إلى الضعف وثالثها: أنك تقوم بالتنقل من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة بينما في ساعات النهار تقلك السيارة من البيضاء مباشرة إلى عدن أما في ساعات الليل فيختلف الأمر فتركب من البيضاء إلى لودر ومن لودر إلى «أم عين» ومن ثم إلى أبين ومن أبين إلى عدن لينتهي بك المطاف.. في عدن وقد أنهكت الطريق حالك وتصل في قرب الفجر. السفر عناء ومشقة أما الأخ محمد صالح الشعبي الموظف في العاصمة صنعاء.. قال: في الحقيقة السفر أكثر عناءً ومشقة فأنا أبلغوني بتكليف عمل في الساعة الثامنة مساءً ومصدر هذا التكليف العمل في محافظة البيضاء كما هو مطلوب البدء في مباشرة العمل صباح الغد هذا الأمر اضطرني إلى السفر في الحال فخرجت مباشرة إلى الفرزة علِّ سأجد السيارة المتوجهة إلى البيضاء إلا أن ذلك فات أوانه، فصاحب الصالون لا يمكنه التحرك إلى البيضاء وعدد الركاب غير كامل لأن ذلك لن يمكنه من دفع قيمة البترول أضف إلى ذلك أن الوقت ليل وليس بوسعه السفر في الليل حينها توجهت إلى الخط وانتظرت أكثر من ساعة على أمل أني سأجد سيارة متوجهة إلى البيضاء ولكن دون فائدة غيرت فكرتي وبعد أن يئست من الوقوف في الشارع وقد استقرت في ذهني فكرة الانتقال من مكان إلى آخر بدلاً من السفر على طول وحينها ركبت باصاً إلى معبر ومن ثم إلى ذمار وفي ذمار قد هدأت حركة السير والنقل وبدأ الناس يعودن إلى مطارحهم بما فيهم سائقي سيارات الأجرة ولم يتبق إلا واحد أو اثنان ينتظرون اكتمال عدد الركاب في حين لا يوجد في سيارة البيجوت سوى اثنين أنا ثالثهما .. سائق السيارة يئس من مجئ الركاب في تلك الساعة من الليل اقترح عليه أحد الركاب بزيادة الأجرة إلى مايصل بدفع أجرة اعداد الركاب الذين تحملهم سيارة البيجوت لكنه رفض بحجة أن الوقت ليل ومخاطر الطريق هذا الأمر قد أجبرنا على دفع ثلاثة آلاف ريال من كل واحد منا.. يعني السفر بالليل خسارة ومعاناة وبهذلة بكل المقاييس. حركة سيئة متوقفة وفي مدينة أبين أمام الفرزة التي تنقل الركاب إلى عدن نزلنا من السيارة في وقت متأخر من الليل في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل توقفنا قليلاً أمام الفرزة فيخبرنا أحد المارة بأن العثور على باص إلى عدن في هذه الساعة غير ممكن توجهنا ناحية الجولة وليس شيئاً فالحركة كادت أن تتوقف وبين الحين والآخر تمر سيارة محملة ونحن في الجولة مسمرين أمامنا لا نرى إلا لمبات وأهمدة الإنارة التي تنصب في الشارع حينها وكنا قد فقدنا الأمل بدأ يقترب منا باص واذا بصاحب الباص يتوقف ثم يسألنا إلى أين؟ وبدورنا إلى عدن.. كم أنتم؟ فقلنا له ثلاثة.. هيا اطلعوا حينها تعرفنا على بعض وما كان منه إلا أن يتحدث إلى الصحيفة بالقول: محمد سالم صاحب باص بصراحة أنا أنام الوقت الكبير من النهار ولم يبق لي سوى الليل وأنا كما ترى أعمل في هذا الخط أبين عدن والعودة لكن بصراحة التريب في هذه الساعات المتأخرة من الليل مثل شغل نهار كامل لأن الأجرة ترتفع وكما أريد أفرض على الركاب لأني الوحيد في الخط ومن الصعوبة الحصول على باص في هذه الساعة ينقلك بس أنا قد أنا أعوض شغل النهار «بتريب» أو اثنين وهكذا تعودت أيضاً لا تدفع خمسين ولا مائة لمندوب الفرزة يعني تشتغل براحتك وتجمع لك مصاريف يوم الثاني وصول بأي ثمن ربما أعتبر أني حالة نادرة من بين السواقين فأنا أشعر بارتياح في ساعات الليل وأنا أقوم بنقل الركاب من أبين إلى عدن والعودة بالإضافة إلى ذلك أنني أحياناً قد أجد أفراداً مسافرين وهم مضطرون إلى الوصول إلى عدن بأي ثمن وهؤلاء يطلع لنا منهم نصيب وافر. وعلشان كذا أصبحت متفائلاً في قضاء وقتي على الباص في ساعات الليل أضف إلى ذلك أني أعتبر هذا العمل انساني قبل أن يكون مادي أي أن استقبالي للمسافرين في ساعات الليل المتأخرة أمر صعب وفي غاية الخطورة لأنك سوف تقوم بنقلهم عبر خط طويل ولا سمح الله إذا حدث أي مكروه في الباص أو شيء آخر من مخاطر الطريق سيكون الأمر أشد صعوبة وخطورة ولكني أتوكل على الله أولاً وأنا مقتنع أن ما أؤديه في ساعات الليل المتأخرة يعد عبادة مأجور عليها عند الله لأنه ربما قد تجد أحد المسافرين لمرض أو لظرف من ظروف الحياة يستدعي وصوله بأقرب وقت ممكن وأنا أسهل له ذلك بواسطة الباص. فرزات وسواقين أنموذج الأخ/عبدالله حسن «مدرس» أشار بالقول: بصراحة السفر ساعات الليل أصبح مشكلة يعاني منها الكثير خصوصاً من هم مرتبطين بأعمال أو وظائف بعيداً عن أهلهم وفي الحقيقة هناك فرزات وسواقين نعتبرهم نموذجاً في هذا المجال هذه الفرزات تظل على حركة مستمرة الذهاب والإياب طوال أربع وعشرين ساعة.. ومثال على ذلك فرزة تعز في كل من عدن وصنعاء وإب والحديدة أما باقي المحافظات فلا أعتقد ذلك كنا نتمنى أن تصاغ لائحة من شأنها استمرارية البقاء في انتظار الراكب، ونقله متى شاء في آخر الليل أو أوله.. وهذا ما نعول على حله من قبل الجهات المعنية لأنك أحياناً والله تكره حياتك اذا ما عزمت السفر بالليل وأنت لا تملك وسيلة نقل خصوصاً في بعض المحافظات التي تجد فيها ندرة المغادرين والواصلين. وفي الحقيقة سفر الليل أصبح معضلة يعاني منها الكثير وكأن بينك وبين محافظتك حدود دولة ونحن نعيش في وطن واحد ولكن عند الحاجة إلى السفر في الليل كأنك تعبر البحار والمحيطات بسبب ندرة المواصلات وعدمها أثناء الليل.. وأشكركم على مناقشتكم لمثل هذه القضايا التي تهم حياة الناس أشكر صحيفة الجمهورية ومن يمثلونها.