تكاد لا تخلو مؤسسة أو هيئة إدارية أو جهة مختصة أومحافظة من موظف بل موظفين بمؤهلات "يقرأ ويكتب".. وهذا ما تجده مقروناً مقابل أسمائهم في كشوفات استراتيجية الأجور والمرتبات التابعة لوزارة الخدمة المدنية كأدنى درجة في سلم المؤهلات المفروض توافرها في موظف الدولة.. لكن مايحز في النفس أن يكون فيهم من لا يقرأ ولا يكتب " أمي" دون أن يحرك أحد ساكناً لانتشاله من براثن الأمية ولو إلى وهج القراءة والكتابة فقط.. والواقع الحقيقي يبدو جلياً لما تعكسه الأرقام عن أعداد الأميين في اليمن والذي يبلغ 5 ملايين و545 الف شخص، بالمقابل فقد انخفضت نسبة الأمية في الفئة المستهدفة ( ما فوق العشر سنوات) من 56 في المائة الى 45.7 في المائة ، فيما انخفضت نسبة الامية في الحضر بنسبة 25.8 في المائة وفي الريف بنسبة 54.3 في المائة وفقاً لتقرير رسمي حديث. الجهات المعنية الجهات الرسمية المعنية ممثلة بجهاز محو الأمية اكد القائمون عليه انه يعلن وعلى المدى، الاستعداد التام والكامل لتقديم السبورة والمنهج والمعلم وما على الجهة المعنية الا ان تقدم موظفها الأمي فقط.. مشيدين بحالات استثنائية تتسم بها بعض الوزارات التي سعت بخطى جادة لمحو امية منتسبي مؤسساتها. حيث يقول رئيس جهاز محو الأمية الأستاذ احمد عبدالله احمد :" يوجد عدد من الوزارات التي نلمس منها نية جادة في القضاء على امية منتسبيها ونجدها متعاونة مع الجهاز من ضمنها وزارة الدفاع التي تعمل على محو امية منتسبيها بصورة دائمة من خلال آلية تتمثل في أن يقوم جنود بتعليم زملاء آخرين لهم أميين في صفوفهم، وان الأمر ذاته قد ينطبق على وزارة الداخلية. دور المجتمع المدني ويضيف الأستاذ احمد عبدالله: إن عمل جهاز محو الأمية هو عمل تشاركي وثنائي يرتبط بشكل كبير بمدى تجاوب وتعاون كل مؤسسات المجتمع في سبيل القضاء على الأمية، وانه يجب علينا أن ندرك أن هناك دولاً متحضرة تعمل حالياً للقضاء على أمية الحاسوب والانترنت وليس أمية القراءة والكتابة.. مشيراً إلى أن جهاز محو الأمية سبق له وان قام بعمل تشاركي مع عدد من الجمعيات الخيرية وأن هناك مؤسسات ومنظمات مدنية لايزال نشاطها مستمراً في هذا المجال وفي مقدمتها اتحاد نساء اليمن. على صعيد اخر ووفقا لرئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار فإن الجهاز لم يلمس من الأحزاب المحلية حتى الان أي توجه جاد منها لفتح برنامج زمني لمحو امية اعضائها.. مشدداً على ان الجهاز يتطلع من خلال التعاون مع الهيئات والمنظمات الرسمية والمدنية المحلية للقضاء على "الأمية" وان يأتي يوم وطني نعلن فيه خلو المجتمع اليمني من الأمية. رئيس جهاز محو الأمية اعتبر وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في مقدمة الوزارات التي سعت الى توفير الإمكانات اللازمة لمحو امية منتسبيها ابتداء من السبورة ووصولاً الى تكريم ومكافأة المعلم. يذكر ان وزارة الاتصالات كانت قد احتفلت مؤخراً في مايو الماضي بخلوها من الأمية بشكل نهائي بعد ان نفذت برنامجاً لمحو امية منتسبيها دام ستة عشر شهراً، بينما بدأت حالياً في تنفيذ آلية جديدة لمحو امية الحاسوب لدى منتسبيها. لغة الأرقام وعودة الى لغة الأرقام ووفقاً لإحصائية صادرة عن جهاز محو الأمية فقد بلغ عدد الملتحقين ببرنامج محو الأمية في عموم محافظات الجمهورية للعام الدراسي 2006-2007م بلغ 128 ألفاً و573 دارساً ودارسة.. وان الذكور يمثلون ما نسبته 33.3 في المائة فيما تمثل الإناث 66.7 في المائة. تقرير جهاز محو الأمية أوضح ان متوسط الأعداد المستهدفة لخوض المراحل الدراسية لبرنامج محو الامية منخفضة جداً مقارنة بما يعكسه الواقع من اعداد لهذه الشريحة من الأميين تختلف من فئة لأخرى، والذي من المفترض استهدافهم بشكل سنوي وفقاً لأهداف واجندة الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية المحددة ب300 ألف دارس ودارسة سنوياً.. منوهاً الى ان نسبة كبيرة منهم يتسربون من مرحلة المتابعة خلال العام الدراسي الواحد. معوقات تضاعف المشكلة ما يجب التنويه اليه هنا هو ان ثمة معوقات تضاعف من حجم المشكلة وتثير قلق المختصين والجهات المعنية على حد سواء ، وهذا ما تؤكده الأستاذة فوزية الوشاح مديرة مركز الوشاح لمحو الأمية وتعليم الكبار وتلخصها في: "اتساع شريحة الفقر بين الأسر اليمنية وعدم التفعيل الكامل لبرامج محو الأمية وتعليم الكبار بالشكل المطلوب وعدم تقييم مستوى الانجاز نهاية كل مرحلة وتقليدية البرامج وعدم تنوعها وقلة المخصصات المالية لبرامج محو الأمية ، اضافة الى عدم لعب أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة بمختلف أنواعها لدورها المحتم والهام في توعية المجتمع بأهمية التعليم ، وكذا توعيته بالجوانب السلبية للامية. عربياً وفي موضوع متصل ووفقاً لتقرير حديث صادر عن منظمة التربية والثقافة والعلوم " اليونيسف" حول وضع الطفل والمرأة في الوطن العربي أن كل دول المنطقة باستثناء المغرب والسودان واليمن نجحت في تعميم إكمال التعليم الابتدائي لما لا يقل عن 80% من الأطفال. فيما توصلت 10 دول إلى نسبة 95% أو أكثر وهي الجزائر، البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، المملكة العربية السعودية، سورية، الإمارات العربية المتحدة وفلسطين، وتخطت نسب الالتحاق الصافية بالتعليم الابتدائي في معظم بلدان المنطقة 90%، ولكن لا تزال النسبة في دول أخرى مثل السودان وجيبوتي دون ال50%. ولم تتوصل أي من دول المنطقة إلى خفض معدل الأمية بين الكبار إلى نسبة 50 %، علماً أن معظم الدول سجلت تقدماً في النسب تراوح بين 20 و49%، وكانت البحرين والكويت قريبتين جدًّا إلى تحقيق هذا الهدف. أما فيما يخص محو الأمية لدى الإناث فلا توجد نتائج إيجابية مماثلة، ولا تزال هذه النسب تتجاوز 25% في 12 دولة من دول المنطقة، لتصل إلى 50% في كل من المغرب، السودان، جيبوتي واليمن. كما شهد انخفاضاً في نسبة أمية الإناث يصل إلى حوالي 50% في كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر وعمان وفقاً لتقرير اليونيسيف.