تكاد لا تخلو مؤسسة أو هيئة إدارية أو جهة مختصة أو محافظة من موظف بل موظفين بمؤهلات “ يقرأ ويكتب” وهذا ما تجده مقروناً مقابل أسمائهم في كشوفات استراتيجية الأجور والمرتبات التابعة لوزارة الخدمة المدنية كأدنى درجة في سلم المؤهلات المفروض توافرها في موظف الدولة.. لكن مايحز في النفس ان يكون فيهم من لا يقرأ ولا يكتب “ أمي” دون ان يحرك أحد ساكناً لانتشاله من براثن الأمية ولو إلى وهج القراءة والكتابة فقط . عمل تشاركي الجهات الرسمية المعنية ممثلة بجهاز محو الأمية أكد القائمون عليه انه يعلن وعلى المدى، الاستعداد التام والكامل لتقديم السبورة والمنهج والمعلم وما على الجهة المعنية إلا ان تقدم موظفها الأمي فقط.. مشيدين بحالات استثنائية تتسم بها بعض الوزارات التي سعت بخطى حثيثة وجادة لمحو أمية منتسبيها. وهنا يتحدث رئيس جهاز محو الأمية الأخ احمد عبدالله العوذلي قائلاً : «يوجد عدد من الوزارات التي لمس الجهاز منها نية جادة في القضاء على أمية منتسبيها ووجدها متعاونة مع الجهاز من ضمنها وزارة الدفاع التي تعمل على محو أمية منتسبيها بصورة دائمة من خلال آلية تتمثل في ان يقوم جنود بتعليم زملاء آخرين لهم أميين في صفوفهم ، وان الأمر ذاته قد ينطبق على وزارة الداخلية . وأضاف رئيس جهاز محو الأمية : «ان عمل جهاز محو الأمية، عمل تشاركي وثنائي يرتبط بشكل كبير بمدى تجاوب وتعاون كل مؤسسات المجتمع في سبيل القضاء على الأمية ، وانه يجب علينا ان ندرك ان هناك دولاً متحضرة تعمل حالياً للقضاء على أمية الحاسوب والانترنت وليس أمية القراءة والكتابة.. مشيراً إلى ان جهاز محو الأمية سبق له وان قام بعمل تشاركي مع عدد من الجمعيات الخيرية وان هناك مؤسسات ومنظمات مدنية مايزال نشاطها مستمراً في هذا المجال وفي مقدمتها اتحاد نساء اليمن.. كاشفا عن ان الجهاز لم يلمس من الأحزاب المحلية حتى الآن أي توجه جاد منها لفتح برنامج زمني لمحو أمية أعضائها.. يوم وطني رئيس جهاز محو الأمية أكد ان الجهاز يتطلع من خلال التعاون مع الهيئات والمنظمات الرسمية والمدنية المحلية للقضاء على «الأمية» وان يأتي يوم وطني نعلن فيه خلو المجتمع اليمني من الأمية.. مهيبا بالمنظمات الجماهيرية والجمعيات والمؤسسات الرسمية بمضاعفة الجهود لتنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار، للقضاء على هذه المعضلة الخطيرة في المجتمع. رئيس جهاز محو الأمية اعتبر وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في مقدمة الوزارات التي سعت إلى توفير الإمكانيات اللازمة لمحو أمية منتسبيها ابتداء من السبورة ووصولا إلى تكريم ومكافأة المعلم. وحسب رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله العوذلي:«فإن العام الدراسي2009م شهد تطوراً كمياً ونوعياً في مجال العمل الميداني لمحو الأمية، حيث بلغ إجمالي عدد الدارسين والدارسات في صفوف محو الأمية وتعليم الكبار في مختلف المحافظات نحو مائتي ألف دارس ودارسة، فيما بلغ عدد الدارسين و الدارسات في صفوف المهارات 8 آلاف دارس . لغة الأرقام وعن الحديث بلغة الأرقام فقد كشف تقرير حكومي حديث عن تراجع نسبة الأمية بالاستناد إلى تعداد عام 2004م إلى 45.7 %، مقارنة ب 56 % وفقا لتعداد عام 1994م. وأوضح تقرير تنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار الذي قدمه وزير التربية والتعليم لمجلس الوزراء، ان إعداد الأميين في الفئة العمرية النشطة من 10 سنوات وحتى 45 سنة انخفض إلى 35.9 % بحسب تعداد 2004م. وأشار التقرير إلى ان إجمالي الصفوف الدراسية في مراكز محو الأمية للعام الدارسي (2010-2009م) بلغ 7259 فصلاً دراسياً منها 4618 فصلاً دراسياً إناث والباقي ذكور، مقارنة ب 6339 فصلا في العام الدراسي ( 2009-2008م) منها 5251 فصلا للإناث و الباقي للذكور. وأكد التقرير ان عدد الفصول في مرحلة المتابعة وصل خلال العام الدراسي المنصرم إلى 1967 فصلا دراسيا مقارنة ب 1520 فصلا دراسيا في العام الدراسي الذي سبقه... لافتا إلى ان عدد الدارسين في تلك الفصول في العام الدراسي المنصرم بلغ 157 ألفاً و 375 دارساً ودارسة منهم 151 ألفاً و 207 إناث. وتضمن التقرير الحكومي مجموعة من التوصيات الرامية إلى تطوير وتعزيز مستوى الالتحاق ببرامج محو الأمية وتوطيد دور الجهاز وتنمية قدراته المادية والبشرية في تنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار وزيادة حجم تغطيته وانتشاره خلال المرحلة الراهنة والقادمة. معوقات تضاعف المشكلة هذا ورغم تأكيدات الجهات الحكومية المختصة في هذا الجانب على اعتماد خطط وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار ضمن الخطة العامة للتنمية الشاملة والعمل على توفير المتطلبات المادية وفقا للإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار ووفقا لنظام اللامركزية المالية والإدارية مع مراعاة ايلاء هذه القضية المزيد من الرعاية والدعم اللازمين من قبل كافة الجهات المعنية وذات العلاقة على المستويين المركزي والمحلي. إلا ان ما يجب التنويه إليه هنا هو ان ثمة معوقات تضاعف من حجم المشكلة وتثير قلق المختصين والجهات المعنية على حد سواء .وتلخصها هنا الأستاذة فوزية الوشاح مديرة مركز الوشاح لمحو الأمية وتعليم الكبار في :«اتساع شريحة الفقر بين الأسر وعدم التفعيل الكامل لبرامج محو الأمية وتعليم الكبار بالشكل المطلوب، وعدم تقييم مستوى الانجاز نهاية كل مرحلة وتقليدية البرامج وعدم تنوعها وقلة المخصصات المالية لبرامج محو الأمية ، إضافة إلى عدم لعب أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة بمختلف أنواعها لدورها المحتم والهام في توعية المجتمع بأهمية التعليم ، وكذا توعيته بالجوانب السلبية للامية”. الأمية عربياً وفي موضوع متصل ووفقا لتقرير صادر عن منظمة التربية والثقافة والعلوم “ اليونيسف” حول وضع الطفل والمرأة في الوطن العربي أن كل دول المنطقة باستثناء المغرب والسودان واليمن نجحت في تعميم إكمال التعليم الابتدائي لما لا يقل عن %80 من الأطفال. فيما توصلت 10 دول إلى نسبة 95% أو أكثر وهي الجزائر، البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، المملكة العربية السعودية، سورية، الإمارات العربية المتحدة وفلسطين، وتخطت نسب الالتحاق الصافية بالتعليم الابتدائي في معظم بلدان المنطقة 90%، ولكن ما تزال النسبة في دول أخرى مثل السودان وجيبوتي دون ال50%. ولم تتوصل أي من دول المنطقة إلى خفض معدل الأمية بين الكبار إلى نسبة 50 %، علماً أن معظم الدول سجلت تقدماً في النسب تراوح بين 20 و49%، وكانت البحرينوالكويت قريبتين جدًّا إلى تحقيق هذا الهدف. أما فيما يخص محو الأمية لدى الإناث فلا توجد نتائج إيجابية مماثلة، وما تزال هذه النسب تتجاوز 25% في 12 دولة من دول المنطقة، لتصل إلى 50% في كل من المغرب، السودان، جيبوتي واليمن، كما شهد انخفاضاً في نسبة أمية الإناث يصل إلى حوالي 50% في كل من البحرينوالإمارات العربية المتحدة ومصر وعمان وفقا لتقرير اليونيسيف.