ذهب الذين.. وكم أخٍ وسَّدتُهُ كبدي شققتُ له جفونَ العينِ لحدا ذهب الذين أُحبّهم وأنا هنا في خيمة الليلِ الملُبَّدِ بالبراري والدموعِ أُجمعُ الباكين من ثاراتنا في بهو روحي يندبون الذاهبينَ وإخوتي يغفون في الأجفانِ مُردا ذهبوا فأعشبتِ الجفونُ وحمَّرتْ فيها عناقيدُ الدموعِ طفتْ عيوني في بحار الحزنِ رَمدا ذهبوا وهأنذا أنا المفجوعُ بالأصحابِ والبلدِ الذي يلدُ اليتامى والرصاصَ أشقّ روحي كلَّ يومٍ ألبسُ الأحزانَ بُردا حتى (لميسُ) بكيتُها ولففتُ عفَّتها بدمعي وانتزعتُ الهدبَ من جفنيَّ وَردا ما ضرَّ هذا الدهرَ لو أبقى (لميسَ) وربعُها مأوى القطاةِ وقد عفا رسمُ الطلولِ وما عفا رسمُ الجنودِ على الثرى ما ضرّه لو أنه أبقى (لميسَ) ولو حشا بطنَ الصعيدِ الرحبِ جُندا ذهب الذين أُحبّهمْ وبقيتُ في أحلامِ هذا الربعِ مثلَ الخوفِ فَردا ذهبَ الذين أُحُبّهم في الربعِ لم أرَ من ذهابِ أحبَّتي يا عمرُو بُدّا.