هو عبد الرحمن( أو عبد الله) بن إسماعيل بن عبد كلال . ذكر أبو عبيدة ، وابن الكلبي وغيرهما أنه من أصل فارسي أو أنه من أصل يمني (من آل خولاناأنظر الأغاني 6/222 ومن المحتمل أن وضاحاً اسمه الحقيقي ، وإن عد بصفة عامة لقباً له ، وذلك لجماله وبهائه . قال ابن شاكر الكتبي في الوافي ( 2/272 ) :" وكان من حسنه يتقنع في المواسم مخافة العين … " وروى صاحب الأغاني قصة في نشأة هذا اللقب وغلبته على اسم الشاعر فقال : كان وضاح اليمن من أجمل العرب ، وكان أبوه إسماعيل بن داذ بن أبي جمد من آل خولان بن عمرو بن معاوية الحميري . مات أبوه وهو طفل فانتقلت أمه إلى أهلها وانقضت عدتها فتزوجت رجلاً من أهلها من أولاد الفرس ، وشب وضاح في حجر زوج أمه فجاء عمه وجدته أم أبيه ، ومعهم جماعة من آل بيته من حمير من آل ذي فيقان ، ثم من آل جدن فادعى زوج أمه أنه ولده فحاكموه فيه وأقاموا البينة على أنه ولد على فراش إسماعيل بن عبد كلال أبيه فحكم به الحاكم لهم . وقد كان اجتمع الحميريون والأبناء في أمره وحضر معهم . فلما حكم به الحاكم للحميريين مسح يده على رأسه وأعجبه جماله وقال له : " اذهب فأنت وضاح اليمن لا من أتباع ذي يزن " ، فعلقت به هذه الكلمة منذ يومئذ فلقب وضاح اليمن وقد وقف القائلون إنه من أبناء الفرس بنسبه عند جده الرابع لم يتجاوزوه ؛ فقالوا إنه عبد الله ( أو عبد الرحمن) بن إسماعيل بن عبد كلال ابن داذ ( أو داود ) بن أبي جمد ( أنظر الأغاني 6/222 ). أما من قالوا إنه من أصل حميري فقد ذكروا سلسلة نسبه كاملة فهو : عبد الله ( أبو عبد الرحمن ) بن إسماعيل بن عيد كلال بن داذ ( أو داود ) ابن جمد من آل خولان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع ابن العرنجج وهو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وأورد ابن عساكر في تاريخ دمشق نسبه كالتالي : "عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال المعروف بوضاح اليمن ؛ من أهل صنعاء من الأبناء . ويقال عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داد بن أبي جمد بن آل خولان . لقب بوضاح اليمن لجماله . قيل إنه قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك فأحسن رفده " . مولده ووفاته : لا نعرف زمان ولادته شأنه في ذلك شأن كثير من أعلامنا ، وأما وفاته فقد حددها صاحب النجوم الزاهرة ابن تغري بردي (ت 873 ه) بسنة ( 93 ه ) وحددها الزركلي في الأعلام (4/69 ) سنة (90ه ) ، ويبدو من الأخبار التي أوردناها أنه ربما قتل في سنة (95 ه ) ولكن كل ذلك إنما هو افتراضات وتكهنات ، وإنما نطمئن إليه هو أنه عاصر عبد الملك بن مروان وابنه الوليد ، وقد توفي عبد الملك في دمشق سنة ( 86 ه ) أما الوليد بن عبد الملك فقد مات بالشام سنة (120ه) وقد قتل مسلمة بن يزيد بن المهلب في سنة (102ه ). هذه بعض الصور التي يمكن أن نهتدي بها في التخبط الذي يحيط بسنة قتلة وهل قتله الوليد أم أنه قتل في بلاد الروم سنة ( 95 ه ) وأجدني أطمئن لهذا التاريخ لأنه يكون بذلك قد شارك في حروب مسلمة ضد يزيد وقتل في إحدى الغزوات إلى بلاد الروم وبذلك تتهاوى قصة الصندوق وأمر قتل الوليد له.