(1) لعيونها الشهلاءِ حامت في فضاء الروحِ أكواباً، أُرتّلُ ما تيسّرَ من كتاب القُبلةِ الأولى مُهوِّمةً على شفتين من ماء الحريرِ أمجُّ فيها حلوَ أحلامي وأنسى كيف نمتُ إلى طلوع الكأسِ من شمسِ انتباهي . (2) يا كلَّ أحبابي هنا، عادت بي الصَّبَواتُ طالعةً من المعنى الذي في باطن النجوى وفي بطنِ القصيدةِ لم تعد تُغرَى بغصن «القاتِ» مِنْ «داجونَ» مقطوفاً بغير أنامل السمراءِ من سهري وآهي . (3) اليومَ أحشدكم فناجيناً فصُبّوني بكلِّ شفاهِكم قبساً من الشوق القديمِ، وقطّروا كلَّ الغيومِ البابليّة في شفاهي . (4) آتٍ أنا.. آتٍ بقلبٍ لا يدلّ عليه ملهوفاً سوى عبقِ «المشاقر» في جدائلهنَّ تسكب أُبَّهات «النيلِ والِحنَّا» بأعماقي فأهتفُ يا إلهيْ . (5) أحببتُكم في «الزَّيْحِ» خِدْرَ صبيّةٍ كالعذقِ زقزقتِ العصافيرُ البريئة حولهُ ومضتْ ليبقى لي «جهيشُ الدُّخْنِ» ذاكرةً ترى جِنّيةَ «المِرخام» من «بيت الملاهي» .(6) خلّوا «بني أسدٍ» لبعض الوقتِ في صمتي، وهاتوا نجمةَ «المبنى» تسامرني لعلي أفهمُ المضمونَ من عمري الذي ما عاد لي من موسمَيْهِ سوى التباهي .. (7) أسماءُ مَنْ هذي؟ وعدتُ إلى تلال القلبِ منْ «عَلاّنَ» بين مهاجلِ الشِّرْنافِفي «حَيْبان أو حَوْصانَ أو نَخْبانَ» تحتضن «السُّحُوليْ والعَدَاهي» . (8) أنا منكَ يا شَدْنَ «الضبيبِ» قبستُ نارَ «الجامليّةِ» واحتميتُ من المجاعةِ والشتاءِ، ولكنِ الأيامُ جاءت بالصقيع وبالدّبورِ وبالدواهي . (9) للّه ما يحويه هذا الخافقُ الطَمّاع من آياتهِ الكُبرى ويا للّه من شجنٍ بطعم الزعفرانِ تعلّقتْ فيه الحوافرُ بالجباهِ . (10) كلُّ الجهاتِ لديه لا تُعنى بغير جهاتها في آخرِ السردابِ، حتى قلتُ في نفسيْ متى تأتي الجهاتُ مَنِ الذي في البحر يألفه اتّجاهي . (11) لم يشتبه حبّي عليَّ وما تشابهتِ اللواتي كُنَّ هُنَّ قصائدي الأوفى، وما استسلمتُ، ما سلّمتُ أمري للزّواجر والنواهي . (12) بيني وبيني نصفُ قرنٍ من غواياتي التي لَذَّتْ ومن رَشَدي أُواجهه يقينيَّ الديانةِ حين ألبس ثوبَ إحرامي وأهمس ما عليكَ من اشتباهي . (13) لا شأنَ لي إلاّ بأمثالي عيالِ الربِّ في المرعى الجديبِ وما التفتُّ إلى المروج المعشباتِ تُربربُ القطعانَ بين قرونها جاعتْ شياهي . (14) تَوَّهتِني قال المعنَّى، والمعنَّى ليس يدري كم مِنَ السنواتِ مرّتْ كالهباء - وإنْ أبى - هذا الفضاءُ فكيف أهدأ في مداري عاشقاً؟ أو كيف آمن في مَتاهي.. (15) هَبْها تماهتْ بين تلك وهذه لغةً وقاموساً وما قالتْ لمن هذا السرابُ يرى بغير عيونِ «يوسفَ» ما يُفنقلهُ التماهي. (16) الخلاصةُ أنا لم أقل شيئاً ولا نبستْ معي ببناتها الأخرى شِفاهي.